حقوقيات عدنيات.. جمعن بين العقل والشجاعة

> «الأيام» أحمد عبدالله امزربة:

> أنجبت مدينة عدن العلم والثقافة كوكبة من النساء اللامعات في شتى المجالات في الإعلام وفي الحقوق وفي الصحافة وفي السياسة وفي الفنون والآداب على مر تاريخ أجيالها، ولايتسع الحيز لذكر مناقبهن وبصماتهن وتأثيرهن في تاريخ مدينة عدن، حتى أصبحن يشكلن معلما من معالم عدن التاريخية.

أظهر تاريخ البشرية للمتأمل فيه نساء دخلن التاريخ وحكمن الممالك والامبراطوريات واكتسبن قصب السبق في ميادين التميز والفخار، (مثل الملكة بلقيس وأروى وزرقاء اليمامة وشجرة الدر وزنوبية واليزبيث في بريطانيا وبلنشه في فرنسا) وغيرهن كثيرات، فكلهن أحرزن حسن التدبير والإدارة، وأقمن البراهين على قدرة النساء في الأقوال والأفعال تفوق أحيانا كثيرة قدرة الرجال، والمطلع لتاريخ كل منهن على حدة على اختلاف عصورهن وأزمانهن سيجد أنهن يشتركن في ميزة واحدة هي (جمعهن بين العقل والشجاعة)، ولأن العقل والشجاعة من فضائل الإنسان رجل كان أم امرأة، فإذا اجتمع العقل بالشجاعة حدث عنه الصبر على الملمات ونوازل الخطوب وكذلك العدل والوفاء، وهذا ما برهنت عليه المحاميتان والناشطتان الحقوقيتان (عفراء حريري) و(شذى محمد ناصر) من خلال ظهور أنشطتهن في الساحة اليمنية رغم ما تعانيه المرأة في مجتمعنا اليمني من تهميش لحقوقها ودورها الريادي في المجتمع.

المحامية والناشطة الحقوقية (عفراء حريري) أثبتت ذلك من خلال مشاركاتها على المستويين المحلي والدولي في المحافل والمؤتمرات المتخصصة بحقوق المرأة خاصة وحقوق الإنسان عامة، وتقلدت الأوسمة والشهادات على مواقفها الشجاعة، وكان لها حضور مميز في الاعتصامات السلمية والحراك الشعبي في الجنوب حتى كان ثمن وقوفها الملاحقة والاعتقال بأعذار واهية لرفضها الأوضاع التي يعيشها الجنوبيون بعد حرب 94م الظالمة التي أفرغت المحتوى الوطني والقانوني لوحدة 22 مايو، وكانت تستحق هذه الناشطة الحقوقية قول الشاعر : عفراء حريري أشجع من كل الفرسان/ أثبتي إن المرأة رقم ليس فقط لتربية الصبيان/ فإهانة مثلك ياعفراء أقبح فعل يرتكبه إنسان/وخيانة عظمى في حق الأوطان.

أيضا المحامية والناشطة الحقوقية (شذى محمد ناصر محمد) حرم طيب الذكر أستاذ القانون الدولي (د.محمد علي السقاف) والذي كان ثمن موقفه من الحراك الجنوبي توقيفه في مطار صنعاء هو وأسرته بإجراء غير قانوني من قبل الأجهزة الأمنية، وكان للمحامية والناشطة الحقوقية موقف برهنت به على رجاحة عقلها وتحليها بالشجاعة دون أن تهتز أو تتهاون في حقها وحق زوجها، ووجهت الرسائل والمناشدات لمنظمة العفو الدولية ومنظمات المجتمع المدني حتى أسمعت العالم صوت الحق، كيف لا وهي المحامية الشجاعة ابنة الأصل الطيب التي نراها في المحاكم تدافع عن المقهورين والمظلومين دون أن تفكر في مردود مادي سوى إرضاء أخلاقها وقيمها التي تربت عليها، وقضية الطفلة (نجود) واحدة من القضايا التي نجحت في تخليص صاحبتها من الظلم الواقع عليها حتى أشادت بها وسائل الإعلام العربية والعالمية حينها، فإذا ذكرتم يامعشر الرجال مثلهن في مجالسكم فقولوا كما قال الشاعر:

ولو أن النساء كمن ذكرنا **** لفضلت النساء على الرجال

فما التأنيث لاسم الشمس عيب **** ولا التذكير فخر للهلال

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى