عندما يعزف الفنان بالكلمات

> «الأيام» أحمد المهندس :

> خص الزميل أحمد المهندس الكاتب والناقد المعروف الصفحة الفنية في «الأيام» بنشر مقدمته لكتاب الفنان عصام خليدي الموسوم (العزف بالكلمات - عدن رائدة الغناء الحديث والمعاصر) الذي سيصدر في العام القادم 2009، إن شاء الله عن (دار الجيل) السعودية للنشر، وفيها أعاد المهندس اكتشاف عصام خليدي كاتبا.. وإليكم نص المقدمة:

«سمعت وقرأت إبداعاته الموسيقية على الورق عبر صحيفة «الأيام» كمقالات واعية في النقد والموسيقى والتحليل الفني لأعمال وألحان كبار الفنانين في اليمن وعلى امتداد جغرافية كل مناطقه ومدنه ووديانه وسهوله وتهامته.

ولم أسمع سوى من أشهر مضت صوته مغنيا وشاديا بأعذب الكلمات والألحان وبوجهه الشبابي النظر المريح.

وعرفت بأن عصام خليدي كما يذيل ويوقع مقالاته عبر الصحافة بلا ألقاب ومناصب فنان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.

وعبر أحدث وسائل الاتصالات العصرية الجوال أو السيار، كما يطلق عليه في اليمن وبعض البلدان العربية، عرفته صوتا، وتحاورنا وأصبحنا أصدقاء، ونتبادل الآراء في الحياة والناس والفن وأهله، وتطورت بيننا أواصر الصداقة الأخوية، وكأننا ولدنا معا في حافة واحدة.. وعرفته عن قرب ولمست إنسانيته وروحه الفنية الرائعة وأخلاقه وتمسكه بالقيم والدين والأسرة والأصدقاء، وحرصه على الابتعاد عن كل ما يسيئ إلى هوايته الفنية ومسيرته مع الإبداع والكتابة، والجهر بلا خوف ومجاملات بقول الحق وبشكل ناجح بدرجة امتياز، بدأت نتائجه تظهر في كم أعداء النجاح والصراحة الذين حاولوا أن يوقفوا ركب مسيرته الفنية، وقهر روحه المكافحة فلم يستطيعوا، لأنه لم يحيد عن المبادئ التي لطالما جعلها دستورا لحياته.

لذلك لم استغرب تأخره رغم غزارة إنتاجه الغنائي في طرح البوم غنائي يقدم نفسه من خلاله، أسوة بكل فناني جيله أو من سبقوه، خاصة أنه يصنف من المطربين الذين يملكون مقومات النجاح الثلاثة (الصوت واللحن والصورة)، ولكن من يختار أسلوبه في الحياة والعمل فالطريق أمامه يكون صعبا.

وهذه الـ( لكن) التي تحمل أكثر من علامة تعجب وسؤال معا تؤكد بما لايدع مجالا للشك أن من يتخذون أسلوب الفنان المثقف عصام خليدي في مسيرتهم الفنية يواجهون العديد من الصعاب في مستقبلهم المهني، ويطول صراعهم وكفاحهم وإثبات ذاتهم، ولكنهم في النهاية ينتصرون بقيم الأصالة والصدق، ويكون نصرهم مدويا.. ولأنني تعودت أن أحتفي بالمبدعين في يمن الحكمة والتاريخ والإيمان والأصالة، فقد قررت أن أحرض الصديق الخليدي عصام المثقف كما عرفته ليخرج لنا ما في جعبته والأضابر من أعمال وأوراق ضمت كتاباته في الفن والموسيقى ليطرحها في كتاب، وليعزف لنا بالكلمات في البدء، ويقدم لجمهوره الذي تابع إنتاجه المقروء وطربوا له قراءة، كما طربوا لألحانه وأغانيه التي تحمل ريحة الأرض وبحر عدن وجبال صيرة وشمسان، وأريج وفل وورد وكادي الحسيني ولحج، وجبال وسهول إب الخضراء وكل مدن وتضاريس (السعيدة) وفنها.. واخترنا له عنوان (العزف بالكلمات - عدن رائدة الغناء الحديث والمعاصر) وكأننا لمسنا أو أيقظنا فيه ذلك الحلم الجميل الذي لطالما تمناه وراوده ليسجل ويدون كل ما قدمه على امتداد سنوات من تجارب الكتابة في النقد والتحليل الفني لمحبيه من القراء والمهتمين والفنانين والأدباء، ليكون الكتاب أول الغيث في قطرة إنتاجه الكتابي.. وبين يديكم.

وكلنا ثقة بأنه سيكون بمثابة المقبلات الثقافية والفنية لفنان في إمكانيات وروح وطموح وقدرات الفنان عصام خليدي.

وستكر سبحة الإبداع عنده، ونقرأ له في قادم الأيام والسنوات المزيد من الكتابات والكتب إن شاء الله، ويسعدنا أن يصدر كتابه (الأول) ضمن سلسلة المكتبة الفنية التي تصدرها دارنا الثقافية الفنية (الجيل) للنشر والتوزيع السعودية من أرض الله من جدة، بوابة الحرمين الشريفين.. وحيث بدأ وانتشر الفن وأهله.

وبلا مقدمات زيادة ورتوش قد لايحتاجها فناننا.. نترككم مع الكتاب وحروفه.. ولاشكر على واجب.

صحفي وأديب سعودي - جدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى