قادة العراق يرحبون باوباما ولكن يعززون موقفهم

> بغداد «الأيام» بيتر جراف :

> من المؤكد ان انتخاب رئيس امريكي يريد سحب القوات الامريكية من العراق في اسرع وقت ممكن سيصعب على مقاتلين في البلاد صب جام غضبهم على "المحتلين".

لهذا السبب على الاقل فان فوز اوباما في الانتخابات قد يتيح للعراق شهر عسل نوعا ما.

ولقيت خطط الرئيس المنتخب للانسحاب من العراق ترحيبا بالفعل من اصدقاء واشنطن واربكت بعض اعدائها.

كما أن احتمالات اقامة علاقات جديدة بين الولايات المتحدة والشرق الاوسط الاوسع ليشمل ايران قد يسهم في مرور الاشهر المتبقية من الحملة التي شنتها قبل ستة اعوام ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش تمر بسلام.

ويتعامل اوباما الذي يتولى الحكم خلال فترة يأمل الجانبان ان تكون المرحلة الاخيرة من الحرب مع حكومة عراقية أكثر قوة وحزما لن تقبل السياسات الامريكية على الدوام حتى لو كانت من رئيس تحبه.

وحتى الآن رحب ساسة عراقيون بفوز اوباما واوضحوا تاييدهم لخططه للانسحاب.

وقال موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي إن وجود اوباما على رأس الادارة الامريكية يضخ دما جديدا ويفرز افكارا وخططا جديدة.

ويرى القادة العراقيون أن الحرب في فصلها الاخير الان نتيجة التراجع الحاد في أعمال العنف في العراق على مدار العام الماضي. وفي الشهر الماضي انخفض عدد القتلى في العراق لاقل مستوى منذ بداية الغزو الامريكي قبل ستة اعوام تقريبا.

وتدعو خطة اوباما لسحب 14 لواء قتاليا امريكيا لا تزال موجودة في العراق بمعدل لواء أو اثنين كل شهر من تاريخ توليه مهام منصبه على ان تستكمل عملية الانسحاب في غضون 16 شهرا تاركة قوة لمكافحة الارهاب لم يحدد ماهيتها.

وقبل عام راى كثيرون في بغداد وواشنطن أن مثل هذا الجدول الزمني لانسحاب سريع تعهد انتخابي ينطوي على مخاطرة ولكن القادة العراقيين يقولون الان انه قابل للتحقيق.

واعرب الربيعي عن اعتقاده بان فترة 16 شهرا فترة مناسبة.

كما ان احتمال تحسين اوباما العلاقات مع ايران يمكن ان يساعد واشنطن على اكتساب اصدقاء في العراق والاحتفاظ بهم.

ويقود الحكومة العراقية احزاب شيعية ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران ولكن كثيرا مايتجاذبها حلفاء جدد في واشنطن وحلفاء قدامى في ايران في اتجاهات متعارضة.

وتجري انتخابات الرئاسة في ايران في العام المقبل ورغم صعوبة قياس مدى التحسن في العلاقات مع واشنطن فان انصار نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي يأملون في حدوث تقدم.

وقال جلال الدين الصغير رئيس التكتل البرلماني الشيعي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء "لا خيارات لنا الا اتباع سياسة تعاون وخاصة مع دول الجوار."

وأضاف أن بلاده تشجع "اي نهج يؤدي إلى تعاون مع اي دولة من دول الجوار وليس فقط مع ايران."

ومع ذلك لن تلقى كل سياسة تقترحها واشنطن قبولا لدى الحكومة العراقية,ومع رحيل قواتها ستفقد الولايات المتحدة نفوذها في نهاية الامر.

وتريد واشنطن ان تتوصل الاحزاب الشيعية التي يتزعمها المالكي لاتفاق مع الاكراد في الشمال بشان الاراضي المتنازع عليها والاتفاق على صيغة لاقتسام الثروة النفطية. وتريد من الشيعة والاكراد الاعتناء بالسنة الذين انقلبوا على القاعدة.

ويقول المؤرخ النرويحي ريدار فيسر وهو خبير في السياسة العراقية "تنامت بقوة توقعات الانسحاب عقب انتخاب اوباما وهذا يعني ان بعض الدعاية المناهضة للاحتلال ربما تهدأ."

ولكنه أضاف "يبدو ان اوباما يعتقد ان بوسعه ممارسة ضغط على المالكي لحمله على التحرك نحو المصالحة الوطنية ولكن هذا الموقف ينم عن تجاهل لتزايد ثقة المالكي بالنفس."

وبعد ان واجهت انتقادات بالضغف على مر الاعوام اضحت حكومة المالكي أكثر جرأة داخليا وفي التعاملات مع واشنطن.

وامتلات خزانات بغداد بعائدات النفط نتيجة الزيادة الكبيرة في الاسعار في الاونة الاخيرة. وفي وقت سابق من هذا العام حققت قوات الامن انتصارات على ميليشيات شيعية بدعم محدود من القوات الامريكية وهي احداث نظر اليها في العراق على ان نقطة تحول.

وقاد المالكي مفاوضات صعبة مع ادارة بوش بشأن مستقبل الوجود الامريكي وارغم فعليا ادارة بوش على القبول باطار زمني للانسحاب في غضون ثلاثة اعوام.

غير ان الشك مازال ينتاب الكثير من الساسة في العراق ويفترض البعض ان وعود اوباما الانتخابية بانتهاج سياسة جديدة في العراق مجرد وعود.

وقال لواء سميسم احد كبار مستشاري رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر "نحن نعرف ان شعارات الانتخابات تبقى مجرد شعارات .. سنبقي ننتظر."

وتابع "نحن نقول الان ان اوباما المرشح هو ليس اوباما الرئيس .. نحن ننتظر عما سيتمخض عنه انتخاب اوباما والوعود التي وعدها."

وبعد يوم من الانتخابات الامريكية نشرت صحيفة شيعية صورا لبوش ومكين واوباما وكتبت تحتها ثلاثة اوجة لعملة واحدة.

غير ان البعض الاخر يرغب في اعطاء اوباما فرصة.

وصرح حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين الذي تتهمه الحكومة باذكاء العنف لتلفزيون الجزيرة بان الهيئة ستتعامل مع الادارة الامريكية اذا "تفهمت مشاكلنا".

وقال "نحن على استعداد ان نتعامل مع الادارة الحالية (المنتخبة) إذا تفهمت مشاكلنا وجدت في حلها وفي مقدمتها الخروج من العراق." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى