أســاس كـل خيــر

> «الأيام» أحمــد مـقـبل الحنش /الحــود - الضــالع

> إن أساس كل خير أن تعلم أن ما شاء الله كان ومالم يشأ لم يكن، فتيقن حينئذ أن الحسنات من نعمة فتشكره عليها وتتضرع إليه أن لا يقطعها عنك، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكلك في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك.

وقد أجمع العارفون أن كل خير أصله توفيق الله للعبد، وكل شر أصله خذلانه لعبده، وأجمعوا أن التوفيق ألا يكلك الله إلى نفسك، وأن الخذلان هو أن يخلي بينك وبين نفسك، فإذا كان كل خير أصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء والافتقار وصدق اللجوء والرغبة والرهبة إليه، فمتى أعطي هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجا دونه.. قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب: «إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه».وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته، فالمعرفة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم، والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك. فالله سبحانه يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به، والخذلان في مواضعه اللائقة به وهو العليم الحكيم، وما أوتي من أوتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء. ولاظفر من ظفر إلا بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء، وملاك ذلك كله هو الصبر فإنه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى