وللفن أسراره .. هل الفن وسيلة للانتقام ؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> دعونا لانختبئ خلف أصابعنا بل نسخرها لكتابة الحقيقة عن أحبائنا الفنانين لدينا، فالفنانة فائزة أحمد طليقة الفنان الملحن محمد سلطان والفنانة وردة الجزائرية طليقة الفنان الملحن بليغ حمدي، لهذا كانت الصحف والمجلات العربية في عام 1980 من القرن العشرين الماضي تتحدث عن ما تدعوه بجبهة (فائزة - بليغ) وجبهة (وردة - سلطان) ضمن إطار مسلسل المنافسة الشرسة بين الأزواج والزوجات السابقين والسابقات. والصحف لاتلام مادام الخصام الزوجي قد تحول إلى موقف فني له انعكاسه على مسيرة الطرب الشرقي وماسيستمع إليه ملايين العرب..

والسؤال هو: لماذا كلما طلق فنان زوجته الفنانة تحول الفراق العاطفي إلى طلاق فني؟ وكلما وقع هجر شخصي تحول إلى هجر إبداعي؟ فالقطيعة الفنية التي تعقب كل قطيعة عاطفية تفسد غالباً مسيرة أصحابها الإبداعية.

نموذج آخر من النماذج الكثيرة وهو عندما تم طلاق الفنانة اللبنانية فيروز عن زوجها تحول الطلاق إلى قطيعة فنية، وهذا الخطأ عمره طويل يبدأ منذ اليوم الأول للزواج، حيث يكرس أيضاً بمثابة زواج فني فلا تغني المطربة إلا لزوجها ولايلحن هو إلا لها ماعدا أيام الخصام والطلاق.

إن الفنان الأوروبي أو الأمريكي بوجه عام استطاع تجاوز هذا (المطب) بكثير من الوعي والاحترام لجوهر عملية الإبداع، فالممثلة (ليف أوتان) مثلاً لاتزال المفضلة فنياً لدى مطلقها المخرج (انجمار برجمان)، لقد افترقا زوجياً لكنهما لم يفترقا إبداعيا، لأنهما يصلحان للحياة الفنية ولايصلحان للحياة معا في المنزل.

ونطرح السؤال الثاني: لماذا في الوطن العربي يرافق الفراق العاطفي فراقا فنياً بالضرورة؟، لماذا يستخدم الفن وسيلة للانتقام؟ ألا يعني ذلك ضمناً استخفافاً بالجمهور وبعملية الإبداع؟

المهم متى يخرج الفنان العربي من المزاجية إلى المسؤولية الجادة أمام فنه وجمهوره؟.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى