الأمير الشاعر

> «الأيام» عبدالعزيز خميس أحمد العبدلي:

> كلما دخلت القاعة نظرت إلى صورة الأمير الشاعر (أحمد فضل القمندان) المعلقة على الحائط.. نظراته فيها غموض، وابتسامة فيها سحر لا يظهر إلا لمن تمعن كثيرا في الصورة ووقف كثيرا أمامها.

أحمد فضل القمندان بعباءته السوداء وعقاله الحجازي و(كوفيته) البيضاء يخيل لي أن تحت عباءة هذا الرجل الشاعر كثير من الفنانين، خرج بعضهم ومازال الآخرون ينتظرون الخروج في الوقت المناسب.

في الخمسين سنة الماضية خرج كثير ممن تغنوا بألحان أحمد فضل وكلماته، وحاولت نخبة منهم أن يجعلوا شعره وغناه مثل ما أراد بعد أجيال فتنت بما قاله وترنم به.

مازلت مندهشا بما أسمع كل يوم.. اكتشفت حالة جديدة ومعان أخرى من الآخرين، بعضهم سقط في الأداء، والآخر نجح وصفق له وابتسم أحمد فضل القمندان بما سمع.. أما زال هناك جديد؟.. نعم الكثير والكثير وهناك مفاجآت في شعر القمندان.

كلما زرت اليمن أزور العرائس.. فقد زرتها أكثر من ثلاث مرات، وعند دخولي أفق في ذلك المكان، أقف في الغرف والممرات وكأنني أرى هذا الرجل يمشي معي يعرفني على المكان، وخرجت وأطلت النظر.. كيف كان هذا المكان من قبل، ثم تخيلت أحمد القمندان وهو يعرفني على المكان، ويتركني ماشيا إلى (شيلوب) ذاك الرجل الذي يتجه إلى شيلوب هو القمندان، تركني في خيالات كثيرة وألحانه أترنم بها وأعيدها مرات ومرات، وأكتشف فيها الجديد.

هذا الرجل مثل الكاهن يبتسم إليك، ويتركك أنت تتكلم بما يريد هو أن يسمع.. كنت أتمنى أن يعاد بناء قصر (العرائس) كما كان، وأن يصبح موقعا يتعرف الناس عليه، ويعاد بناؤه بالمادة الأولى والطراز نفسيهما.. ولدي الرغبة والاستعداد أن أساهم بذلك من جميع الإمكانيات المتاحة.

دعوة إلى أهل وأصحاب هذا المكان والجهات المسؤولة بأن يستغل هذا المكان، وبياد تاريخ ومكان القمندان، وتكون (العرائس) مزارا لأصحاب المشاعر الرقيقة والمعاني والفن والشعر.. لماذا يترك هذا الصرح مهملا مهدما كأن الزمان قد توقف عند هذا الحد من العطاء؟!.

يوجد هناك عشاق للحن ولكلمة ولمكان وشعر الأمير الشاعر، ويوجد من يتمنى لهذا المكان أن يعاد، هذا تاريخ يجب أن يسرد للأجيال القادمة الحقائق التاريخية عن هذا المكان.. وكما كان يردد في شعره وغناه:( ببني لكم في العرائس جنب شيلوب).

وأقول دعونا نبني العرائس التي جنب شيلوب ليعاد العطاء ويعاد لرمز وأب الغناء اللحجي اعتباره ومكانته اللائقة، وليس هناك مستحيل إذا تضافرت الهمم وتقاربت المساعي الخيرة.. ألا يستحق هذا الرجل بعد هذه السنوت الطويلة من النسيان أن يخلد اسمه في مكان كان يستلهم المعاني فيه.

باحث في مجال الفن/دولة قطر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى