والعيد أجانا

> سلوى صنعاني:

> أيام معدودة ونعيش فرحة عيد الأضحى الذي بدأت أعلامه تشرع ومواكبه تهل.. وهي العادة الأهلية التي نألفها باستعداد ربات البيوت للنظافة العامة وفرش المنزل أحياناً واقتناء ملابس العيد للصغار، أما الكبار فلهم الله، فالكبير يدرك مدى صعوبة توفير متطلبات العيد أما الصغير فمعذور بطبيعة الحال إذ لابد من بدلة العيد.

والأهم من هذا وذاك هي الأضاحي إذ لابد من شراء خروف العيد حتى تستكمل أجواء الفرحة معالمها.. ولابد من سماع صوته يملأ الدار عاليا.. ومداعبته والاهتمام بتقديم العلف والماء له والتفاف الصغار من حوله فرحا به وبالعيد

والخروف هو مقصد سؤالي بعد المقدمة التي اتكأت عليها لأصل إليه، ففي الوقت الذي نلحظ فيه انخفاض أسعار بعض مواد البناء والذهب وسلع أخرى نجد سعر الخروف قد ارتفع عاليا، لأنه القصد والمطلب خصوصا وأن بعض المؤسسات التابعة للدولة رأفة منها بموظفيها وعطفا عليهم تسخرت بقرضهم خروف العيد.. ثم استقطاع قيمته من رواتبهم حتى يفرحوا وأسرهم بالعيد، ولكنا بذلك ومثلما يقول المثل «نحسبه موسى طلع لنا فرعون».

فهذه المؤسسات تقتني وبالجملة وطبعا سعر الجملة مخفض، الخرفان بأسعار محدودة ومعقولة.. لترابح بأموالها وتبيعها بأضعاف للموظفين الغلابى ، فقد قفز سعر الخروف من 11 ألف العام الماضي إلى 21 ألف هذا العام، ويكاد يكون الارتفاع %100 بما معناه أن هذا الموظف سيفرح يوم العيد ليتكبد مشقة الاستقطاع على مدى عام كامل.. وسيلي العيد عيد آخر والسلفة العينية قائمة. أمر يجعلنا نقف حيارى أمام هذا الابتزاز السافر والوقح لسماسرة هذه المؤسسات الموقرة عافاها الله.

فما على الموظف المغلوب على أمره سوى القبول بهذا التعسف أو يلجأ إلى الدجاجة التي أنشدناها ونحن صغاراً «والعيد أجانا مو هب له هب له دجاجة تلعب له» ويبدو أن فقراء وبسطاء هذا العيد سيلعبون (آسفة) سيضحون بدجاجة طالما عز الحصول على خروف العيد، وأخص هذه المؤسسات بكلمة صريحة: اخجلوا واتقوا الله في الناس، وللناس أقول كل عام وأنتم بخير مقدما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى