مصارحــة حــرة .. دندنة..طنطنة..!!

> «الأيام الرياضي» محمد العولقي:

> ما سأقوله اليوم في هذه المصارحة كلام (دغري) لا يجامل ولا يراوغ..كما أنه ليس مقتبسا من موسوعة (بيكنباور) ولا تقليدا لدائرة معارف (زكية الذكية).

يجلس مدربو دورينا على أعصابهم..ينفعلون كأي مشاهد دفعته (دعوة) ظالمة لمشاهدة فاصل من كرنا وفرنا..إقبالنا وإدبارنا إلى آخر معلقة إمرئ القيس..ومن هول المستوى حيث يلدغ المشاهد من جحره مئات المرات..تساءل أين المدربون الأذكياء الذين يقنعون الناس بأنهم فرسان الحذق التدريبي.

قادني فضولي (الرمادي) إلى متابعة جانب من مباريات دورينا - تحت ضغط الأصدقاء - فلفت نظري أمران:

الأول أن المستويات هابطة..وأن الحديث عن بصمات المدرب (النطيحة) ومساعده الكابتن (المتردية)..يدخل في إطار الكذب الأبيض..يا ألف سبحان الله حتى الكذب صار له ألوان وأقدام في كرة القدم (أم الصبيان).

والثاني أن بعض المهمومين بخطط اللعب - وللأسف أنا أحدهم - حاولوا فك (طلاسم) اللعب و(لوغاريثمات) المستوى..فوصلوا إلى قناعة بأننا نلعب لعبة لا علاقة لها بكرة القدم لم تدخل بعد (روزنامة ) الألعاب الأولمبية.

وبحسب الأعراف الكروية التي سن قوانينها بيليه وماراودنا وزيدان الذين أثبتوا كروية الكرة قبل أن يثبت جاليليو كروية الأرض على استحياء..فإن وراء كل فريق عظيم مدرب أعظم..فأين فرقنا من هذا القانون؟.

عالم التدريب - حركة مصحوبة بالبركة - عالم يتحرك بإيقاع سريع يحمل قطاره الجديد والمفيد ومن ينام على قناعات (الماضي) عليه أن يدرب فريقا من العصور الوسطى.

ما يثير انتباهي أن بعض المدربين يتحدثون عن (التكتيك) وعن الخطط وعن سرعتهم في تحريك (حدس) شوط المدربين..تسمع كلامهم خارج الملعب تصدقهم تشوف فسيخهم وغسيلهم داخل الملعب تتعجب..وأتساءل بحرقة من يستقدم مدربا بالدولار الأمريكاني..ما الفرق بين المدرب الأجنبي أزرق العينين واجتهادات (عبده البقال) طالما وأن محاضرة كل مدرب لا تخرج عن إطار نصيحة للاعبيه:« إذا فاتت الكرة لا تفوت الرجل!».

المدربون في دورينا ثلاثة أنواع..نوع يصعب على الكافر(الزنديق) الذي يؤمن بأن لا علاقة له بالتدريب وأن الأقدار دفعت به إلى كوكب (بلوتو) دون علم المجموعة الشمسية.. ونوع يوهمكم بأنه حاضر ذهنيا وخططيا..ولا بأس من رفع شعار:«خذوهم بالصوت» ليخفي عيوبه مع أننا نعلم بأن الصوت العالي يخفي في الغالب حججا ضعيفة..ونوع ثالث حار في حرارة بسباس الحيمة دائم الاعتراض على الحكام عمال على بطال..وهو بذلك يستر عورات عيوبه بأفعال وأقوال ما أنزل الله بها من سلطان.

المدربون الذين يتحركون في ملاعبنا الخضراء والغبراء لا يواكبون مستجدات عالمهم.. وأغلب الظن أن هرمون النمو توقف عند (بعضهم) ورغم أنهم سجلوا أرقاما قياسية في عملية استنزاف الكثير من قوارير الماء..إلا أن رؤوسهم لم تصدر للفرق سوى ضجيجا يوحي بأن كل إناء بما فيه ينضح..وحتى لا أجلد جميع المدربين على أساس أن لكل قاعدة استثناء رغم أن الاستثناء لا يلغي القاعدة فإن بعضهم (عالة) على فرقهم وهم لا يقلون عن اللاعبين المحترفين الذين يؤمنون بأن (الرزق) يحب الخفية..وبصريح العبارة بعض المدربين (ملقطين) رزق على أساس أن رزق (الهبل) على المجانين..فما دام الدوري اليمني مثل سوق السمك تتزاحم فيه باقة المنوعات بعيدا عن عيون الرقابة.. فلا ضرر من (بعزقة) الفلوس التي تبيع النفوس على مدربين ومحترفين يمتلكون ألسنة تنقط عسلا..وهم ذاتهم الذين حطموا أرقام سوقنا القياسية بحسب مؤشرات بورصة سوق الملح.

هناك المدرب الذي يعتقد أن المشاهد خامل ذهنيا وأنه غير قادر على إخراج الشعرة من العجين..فيدوشنا بكلام عن طريقة لعبه وخططه وهذا المدرب أنصحه من صميم قلبي العليل أن يعد من الواحد حتى المليون من قبل أن يتحفنا بتصريحات تبطن عكس ما تظهر.. أما لماذا العد إلى المليون؟!فحتى يعطي الوقت الكافي لحمرة الخجل أن تخضب وجهه وتجنبه علامات المنافق الذي إذا نطق نطق زورا وبهتانا هذا من جانب.

ومن جانب آخر لا يبدو مثل طويل الأذنين يحمل أسفارا دون أن يكون ملما بموادها!.

نعم..كرتنا اليمنية متخلفة عن العالم وتحتاج إلى مال قارون حتى تسترد عافيتها.

لكن هذا أمر مرهون بتصدير المدربين الذين يمارسون عملية الاغتراب مع يقيني أن هناك مدربين يستحقون الشكر رغم قلتهم .. ما أحوجنا قبل انطلاق (خليجي 19) بمسقط إلى تذكير مدربينا بأن يذاكروا دروسهم جيدا حتى يتسنى لهم أن يفرقوا بين (الدندنة) و(الطنطنة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى