لا تنتقموا من الذين يعارضونكم

> د.سمير عبدالرحمن الشميري:

> نعيش في كنف أجواء مسمومة تخنق نبض الحياة وتنشر ثقافة الأحقاد والنميمة والفتن الفتاكة متساوقة مع إفلاس قيمي وأخلاقي بمنأى عن نبل المقاصد وعمق الإدراك.

هل يعقل أن شخصا نزيها كالأستاذ عبدالقادر هلال المشهود له بحسن البصيرة ونقاء السريرة أن تطيح به وشاية «بنت الصحن»؟!

وهل يعقل أن صحيفة «الأيام» انفصالية، لأنها انتصرت لنور الحق وساندت الناس على اختلاف منازلهم وطبقاتهم في قضاياهم العادلة ولإصلاح ما أفسده الدهر؟!

فـ«الأيام» تتعرض للسخط والأذى والدسائس وحرب الإشاعات والجرجرة في المحاكم والرقابة البغيضة من جهات خبيثة معطلة للنهوض ومغذية للخراب والبؤس العام.

إن بقاء «الأيام» بهذه الصورة البهية والمشرقة يعطي صورة لامعة لحرية الكلمة في بلادنا. وقمع «الأيام» والصحف والأقلام الشريفة والأفكار المستنيرة يحول حياتنا إلى ظلام دامس وإلى سماجة وعقم وأعطاب مزمنة ومشاهد مشحونة بمضامين العنف والفساد والشمولية.

فأنا مع حرية النشر وضد الرقابة المسلطة على رقاب الأحرار والصحف المتصيدة للأخطاء والمشوهة للحقائق (أنا ضد الرقابة في كل صورها، ومهما كانت المبررات التي تتخذها تلك الرقابة) «فاروق عبدالقادر».

هل ستصدقونني إن قلت: إن «الأيام» وأخواتها من الصحف الحرة، تحميكم وتنصحكم وتنبهكم وتضغط على جرس الإنذار وتشير إلى موطن الخطأ والصواب، وتقول لكم: انظروا أبعد من ظل أقدامكم، انظروا أبعد من أرنبة الأنف، فالأوضاع لا تحتمل التلكؤ، فلابد من مغادرة الأبراج العاجية والاعتراف بالحقائق على الأرض دون مكابرة, فالإصرار على الخطأ يؤدي إلى زيادة منسوب اليأس ومضاعفة الاحتقانات وإلى خسائر جسيمة يكون الخاسر الأكبر فيها الوطن.

فالشرفاء الذين يحبون أوطانهم يتمنون السعادة والنهضة والسلام لشعوبهم، وينصحون أهل القرار بالتخلي عن سياسية القوة والغطرسة والغرور، وعدم تجاهل الأوضاع المأزومة والتجاذبات والتوترات الحادة والخطيرة.

فما أصدق دموع الأستاذ محمد سالم باسندوه التي انهمرت من عينيه وهو يقول:

(كم أنا حزين وأنا أرى وطني قد وصل إلى ما وصل إليه اليوم.. إن الانتخابات النيابية القادمة التي أستبعد أن تتم يجب أن تكون وسيلة للانتقال بالوطن إلى الأفضل وليس إلى الأسوأ، أنا حزين على وطني الذي يسير إلى الوراء بعد هذا العمر الطويل وأخشى أن أموت قبل أن أرى الوطن مزدهرا وآمنا).

لا تستخدموا القوة ضد أهل الكلمة وأنصار الحق وأصحاب العقول الحكيمة، لا تستخدموا القوة ضد المظلومين، ولا تخافوا من الصادقين الذين يضعون النقاط على الحروف ويقيسون كلماتهم بدقة متناهية بعيدا عن النفاق والتلون والعبارات الملتوية ويبسطون الحقائق بلا زينة أو زيف.

(لا تنتقموا من الذين يعارضونكم ولكن اسـتمعوا إلى شكواهم) «مارتين لوثر كينج».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى