الانقلابيون في غينيا يستعرضون قوتهم ويعينون زعيمهم

> كوناكري «الأيام» مختار باه ولورنس بوتري :

>
قام العسكريون الانقلابيون الذين يؤكدون انهم تولوا السلطة في غينيا أمس الأربعاء باستعراض قوة من خلال مسيرات في شوارع كوناكري وذلك بعد ان اختاروا زعيما لهم هو موسى داديس كامارا واعلنوا حظر التجول.

وفي الوقت الذي بدت فيه محاولة الانقلاب صباح اليوم غامضة بسبب صعوبة معرفة مدى الدعم الذي تلقاه داخل الجيش، غادر مئات العسكريين الانقلابيين عند منتصف النهار قاعدتهم في معسكر الفا يايا للقيام باستعراض في شوارع العاصمة، على ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.

وتوقفوا عند معكسر كوندارا الذي يؤوي الحرس الرئاسي في وسط المدينة قبل بدء استعراضهم في العاصمة. وصفق لهم السكان الذين تجمعوا على جنبات الطرقات، في بعض الاحياء.

وجاب مناصرو الانقلاب جادة فيدل كاسترو احد اكبر شوارع العاصمة، على متن عشرات العربات العسكرية والتابعة للشرطة ملوحين ببنادقهم الرشاشة. واعتمر عدد كبير منهم القلنسوة الحمراء المميزة للكتيبة المستقلة للقوات المحمولة جوا (باتا شبه كومندس) التي تتخذ من معكسر الفا يايا مقرا، وقد رفعوا قبضاتهم في اشارة الى النصر.

وتجمع آلاف الاشخاص أمس الأربعاء قرب القصر الرئاسي في كوناكري بانتظار وصول قائد الانقلاب,ووقفوا على طول الشارع المؤدي الى الرئاسة في شبه جزيرة كالوم وسط العاصمة وهي منطقة استراتيجية تشكل عصب السلطة وتضم مقار الرئاسة ومقر الجمعية العامة ومقر رئاسة الوزراء وكافة الوزارات.

وقبيل ذلك عين الانقلابيون الكابتن موسى داديس كمارا زعيما للمجلس الوطني للديمقراطية والتنمية وبالتالي رئيسا للدولة بحسب بيان اذاعته الاذاعة العامة.

وكامارا هو الذي كان يتحدث عبر الاذاعة الوطنية باسم الانقلابيين منذ انطلاق محاولة الانقلاب صباح أمس الأول بعد ساعات من وفاة الرئيس الغيني لانسانا كونتي عن 74 عاما قضى 24 عاما منها في السلطة.

ولم يتمكن الانقلابيون أمس الأول من تعيين زعيم لهم بسبب خلافات داخلية.

وظلت الاسواق ومحطات البنزين والمتاجر الكبرى في كوناكري مغلقة. ولم تفتح الا بعض البقالات ابوابها وفضل اغلب السكان البقاء في منازلهم خشية اعمال عنف.

واعلن الانقلابيون صباح اليوم حظر تجول في كامل انحاء البلاد من الساعة 20:00 الى 6:00 (توقيت محلي و ت غ) بداية من أمس الأربعاء.

ثم عادوا واجلوا تطبيق الحظر الى الجمعة للسماح للمسيحيين بالاحتفال بعيد الميلاد.

وجاء في بيان بثته الاذاعة الوطنية "بطلب من المجلس المسيحي الغيني تم تأجيل حظر التجول الذي كان سيبدأ هذا أمس الأربعاء 24 كانون الاول/ديسمبر عند الساعة 20:00 (محلي وت غ) الى الجمعة 26 كانون الاول/ديسمبر بداية من الساعة 20:00".

واضاف البيان "وذلك للسماح للمؤمنين المسيحيين بالاحتفال بعيد الميلاد في هدؤ". يشار الى ان 90 بالمئة من سكان غينيا مسلمون.

كما حاول الانقلابيون الطمانة من خلال الاشارة الى فترة "انتقالية".

وجاء في البيان الذي تلي عبر الاذاعة الوطنية "يا شعب غينيا ان تولي جيشك السلطة هو تحرك مدني يستجيب لارادة انقاذ شعب يعيش محنة. والمجلس الفخور باداء هذه المهمة ليس لديه اي طموح للبقاء الى ما لا نهاية في السلطة".

واضاف "ان المجلس يتعهد بتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة في نهاية كانون الاول/ديسمبر 2010".

وولاية الرئيس كونتي الذي تنظم له جنازة وطنية الجمعة، كانت ستنتهي نهاية 2010,وبحسب الدستور فان رئيس الجمعية الوطنية هو الذي يتولى رئاسة الدولة موقتا حتى تنظيم انتخابات في غضون 60 يوما.

وفي الوقت ذاته وللمرة الاولى اقر الانقلابيون بوجود انقسامات داخل الجيش الذي شكل العمود الفقري الحقيقي لنظام كونتي.

وليل الاثنين الثلاثاء ظهر قائد اركان الجيش الغيني الجنرال ديارا كمارا على التلفزيون الى جانب رئيس الحكومة ورئيس الجمعية الوطنية الذي اعلن وفاة "الجنرال الرئيس".

وبحسب الانقلابيين فان العسكريين الموالين "كانوا يعتزمون اللجوء الى الاستعانة بمرتزقة من دول مجاورة دخلوا اصلا الاراضي" الغينية.

وجاءت هذه التطورات الاخيرة في الوقت الذي لوح فيه مجلس الامن والسلم في الاتحاد الافريقي أمس الأربعاء بفرض عقوبات "صارمة" على الانقلابيين.

وصرح مفوض الاتحاد الافريقي للسلام والامن رمضان العمامرة اثر اجتماع طارئ حول الوضع في غينيا في مقر المنظمة في اديس ابابا للصحافيين ان "مجلس السلام والامن هدد باجراءات صارمة في حال اتمام الانقلاب".

ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أمس الأول لمرحلة انتقالية سلمية وديمقراطية في غينيا.

وقالت المتحدثة المساعدة باسم الامم المتحدة ماري اوكابي في بيان "في هذه المرحلة الانتقالية في غينيا يشدد الامين العام على الحاجة الى انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة يكون متوافقا مع دستور" هذا البلد. و"يدعو الى الهدوء كما يناشد القوات المسلحة وكافة الاطراف المعنية احترام العملية الديمقراطية".

وكان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة لشؤون افريقيا الغربية سعيد جينيت عبر في وقت سابق عن قلق المنظمة الدولية من الوضع في غينيا داعيا "جميع الاطراف" للتحلي ب"ضبط النفس".

وهددت الولايات المتحدة أمس الأربعاء بتعليق مساعدتها المتواضعة لغينيا التي تبلغ 15 مليون دولار هذا العام في حال لم يعد العسكريون السلطة الى المدنيين "باسرع ما يمكن".

وقال متحدث باسم الخارجية روبرت وود "من الاشياء التي نرغب في حدوثها على الفور هي اعادة النظام الديمقراطي المدني". واضاف "نحن نشعر بخيبة كبيرة لان عملية الانتقال لا تضم اي عنصر مدني".

وردا على سؤال بشأن تعليق المساعدة الاميركية لغينيا قال وود "نعم هذه بالضبط الاشياء التي نفكر بها". غير انه اضاف "لكننا لم نتخذ اي قرار وسنتشارو مع حلفائنا الاوروبيين وحلفائنا في المنطقة لنرى ما هو الضغط الذي سنمارسه".

وكانت الحكومة البريطانية نصحت أمس الأول رعاياها بألا يسافروا الى غينيا. وكتبت وزارة الخارجية البريطانية على موقعها في شبكة الانترنت "ننصح بالغاء جميع الرحلات غير الضرورية الى غينيا". واضافت ان "الوضع هادىء لكنه غير مستقر".

من جهة اخرى، دعت لندن البريطانيين الموجودين في غينيا، الى الابتعاد عن التجمعات وتوخي "اقصى درجات الحيطة والحذر". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى