شطارة العزف على الهواء!

> نعمان الحكيم:

> الغاز - غاز الطبخ - صار مادة مهمة جدا، ليس للمنازل فحسب، بل للسيارات التي حول بعض ملاكها حركة سياراتهم إلى الغاز، بدلا عن البترول بغرض توفير النقود..أو الفلوس، قاتل الله النفوس.. لأننا نعلم أن الغاز إنما وجد في بلادنا للخدمة المنزلية أساسا، ثم فكر المفكرون العتاولة في استغلال هذه المادة لمآرب أخرى!.

> والغاز - بعد أن غزا المدن كافة - انتقل إلى الأرياف، وضاع الحطب الذي كان به يتم الطبخ والإنضاج السليم، وتركت الأشجار، وهجرت الجبال، وصارت القرى مدنا.. والمدينة (أم البلاوي) ويقولون: (يا ويل البدوي لا تمدن) لأن في ذلك ما يثير الحنق والغضب لدى البعض وليس كل بعض يقاس عليه بالطبع.

> وللغاز في بلادنا حكاية وحكاوي طريفة لعل أهمها (القرع) على الاسطوانة لتنبيه الناس إلى أن (أبو الغاز) قادم، ومن له حاجة يشير إليه أو يناديه ليحضر له دبة غاز.

أما أسعارها فحسب الشطارة، فمن (800 - 1000 ريال) تكون قيمة الدبة وياليتها سليمة أو شكلها نظيف.. وأغلب الدباب (صيني) كما يقول الناس، وتسرب الغاز.. ما يعني الخطر ونشوب الحرائق والكوارث وهذه قضية ينبغي عدم السكوت عليها.

> وعندما نقول (الشطار، أوالشطارة) بالنسبة للبائعين فإنما نقصد الحرافة والحكوال أو (الحنجلال) بلهجة أهل عدن.. لأن الشطارة في الأدب العربي تعني اللصوصية والتحايل.

ومن الخطأ أن نقول للطفل أو التلميذ (يا شاطر) لأننا نكرس في ذهنه وسلوكه هكذا كلام، ويصبح ذما له ويمارسه في سلوكه اللاحق.. والنصيحة التوخي والدقة في الألفاظ.

> وأصحاب الغاز أو (البيبي غاز) يقربعون ليلا نهارا بعزف منفرد على الهواء، ولكل واحد عزفه (طرقه وضربه على الاسطوانة)، إما بالبانة أو بسيخ حديد أو بأي وسيلة أخرى.. وقد صارت حياتنا أشبه بقرية جوار سكك القطارات، بل وأفظع، فالطرق (الخبط) المستمر يزعج ويجيب الجنان، وهي ضوضاء وتلويث بيئي يحاسب عليها القانون ويجرم مرتكبيها.. فهل من وسيلة أخرى غير هذه الضربات المزعجة التي تؤدي إلى مشاكل لا حصر لها، وقد يكون نهاية بعضها القتل أو الموت؟!

< أيها السادة المقربعون.. أيها الإخوة في شركة الغاز، يا أهل البيئة والبلدية ومن شابههم.. امنعوا هذه القربعات.. وفكروا في (زيتي) أو(زماطة) أو (هاون - هورن) أبو بطارية يعلق في كل جاري (عربية) لبيع الغاز.. أليس ذلك أجدى وأفضل وأسلم للجميع؟!

> أما الشطارة والشطار.. فعليهم تجنب هذه الأفعال.. وليتنا نتعظ من سيرة العقال، ونتجاوز سلوك الأطفال.. حتى لا نصل إلى المرض العضال.. والبداية مطلوبة فورا لإصلاح الحال!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى