زعيم حزب الله يحث العرب على الانقلاب على حكامهم

> بيروت «الأيام» اليستير ليون :

> يذكي زعيم حزب الله اللبناني الذي يحجم عن التحرك عسكريا تجاه المذبحة التي تقوم بها اسرائيل في غزة الغضب الشعبي ضد مصر والدول العربية الأخرى التي يتهمها بالاشتراك في خطة تدعمها الولايات المتحدة لسحق حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

ومن المستبعد أن يفتح السيد حسن نصر الله الذي اكتسبت جماعته مكانة كبيرة عندما قاوم القوة العسكرية لإسرائيل في حرب لبنان عام 2006 "جبهة ثانية" باستخدام ترسانته من الصواريخ لتخفيف حدة معاناة الفلسطينيين في غزة.

وبدلا من هذا ردد كلام الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بإحيائه الخطاب الذي شاع استخدامه في الثمانينات حين سعت ايران الى تصدير الثورة الإسلامية التي قامت بها ووجه انتقادات لاذعة لحلفاء واشنطن العرب لسلبيتهم أو ما هو أسوأ من ذلك في أزمة غزة.

وترقى دعوة نصر الله يوم الأحد الشعب المصري وقواته المسلحة لإجبار القادة المصريين على فتح معبر رفح بين غزة ومصر الى مستوى الدعوة لاضطراب شعبي وتمرد وأثارت ردودا عنيفة من جانب القاهرة.

وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط يوم الاثنين مخاطبا زعيم حزب الله "انت رجل كان لك احترامك لكنك أهنت الشعب المصري."

ورفضت مصر الضغوط لفتح حدودها لكسر الحصار الاقتصادي الاسرائيلي لغزة خشية أن تتحمل المسؤولية عن 1.5 مليون فلسطيني.

نصر الله الذي لم ينس كيف انتقدته مصر واصفة اياه بالتهور في بداية حرب عام 2006 أشار الى أنه لن يعطي اسرائيل ذريعة لشن هجوم آخر على لبنان. لكنه تعهد ايضا بالثأر بشكل حازم اذا هاجمت اسرائيل.

ويقول تيمور جوكسيل الاكاديمي والمستشار السابق لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان "حزب الله يواجه معضلة."

وأضاف "في ظل خطابهم عن فلسطين ليس لديهم الكثير ليفعلوه بشأن غزة سوى توريط لبنان في كارثة أخرى. وبالتالي يقودون رد الفعل الشعبي."

وتابع قائلا إن تطلع الناس لحزب الله للثأر من أجل غزة حيث قتلت القنابل الاسرائيلية نحو 380 شخصا منذ يوم السبت شهادة على عجز الحكومات العربية.

وزاد قصف اسرائيل لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) المتحالفة مع سوريا وايران من الاستقطاب في العالم العربي.

وتعارض مصر والسعودية والأردن حماس لرفضها الحل للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني الذي ينطوي على إقامة دولتين الى جانب صلاتها بإيران الشيعية التي ينظرون الى نفوذها على أنه تهديد لميزان القوى الإقليمي.

وأضاف ابو الغيط أن هناك "دوافع ايرانية تدفع أطرافا عربية لأن تلعب لصالح ايران."

ويقول الاستير كروك مدير منتدى الصراعات الذي يحبذ الحوار مع الحركات الإسلامية إن نصر الله "دخل مرحلة جديدة في الخطب التي يوجهها لأنصاره هذا الأسبوع."

وأضاف "دخل الى (مجال) الاضطراب السياسي الإقليمي بتحديده دولا يراها متواطئة مع اسرائيل وبتبنيه دعوة )زعيم حماس خالد( مشعل للقيام بانتفاضة."

وقال كروك إن هذا لا يضع لبنان او حزب الله في الخط الأمامي لكنه قد يؤدي الى صراع أوسع نطاقا "ليس بالضرورة عسكريا لكن ربما فيما يتصل بالتحرك الاجتماعي والسياسي المباشر في المنطقة ضد المصالح الإسرائيلية."

وأدت أعمال العنف في غزة الى خروج مظاهرات كبيرة في لبنان والأردن واليمن ودول عربية أخرى. واقتحم محتجون يمنيون مبنى القنصلية المصرية في عدن أمس الأول.

وقالت امل سعد غريب المحللة اللبنانية القريبة من حزب الله إن الزعماء الايرانيين وقادة حزب الله الذين كانوا يكبحون جماح انتقادهم لخصومهم العرب تجنبا لإشعال المشاعر الطائفية بين السنة والشيعة تخلوا عن تحفظهم.

وأضافت أن حزب الله لم يعد حذرا بشأن معاداة الأنظمة العربية خاصة السنية مثل مصر وينطبق هذا على ايران مشيرة الى أنهما ينظران الى الصراع في غزة على أنه جزء من محاولة للقضاء على كل أشكال المقاومة للنفوذ الإسرائيلي والأمريكي وتابعت أنهم يعتبرون هذا صراع وجود.

ويبحث حزب الله عن سبيل لمساعدة حماس على الاستمرار في غزة ولو عبر حشد تأييد العرب لكنه لا يستطيع توريط لبنان في صراع آخر مع اسرائيل خاصة وأن من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية اللبنانية في عام 2009.

وقال بول سالم مدير مركز الشرق الأوسط ببيروت التابع لمعهد كارنيجي "على الرغم من روح الانتصار والبطولة والقوة التي يتمتعان بها فإن حزب الله ونصر الله لا يستطيعان مساعدة غزة (عسكريا).. نصر الله لا يتحدث حتى عن مساعدة غزة وهي مسألة مقلقة بشدة للأصوليين بالمنطقة."

وأضاف "اذا كان أقصى طلباته هو أن تفتح مصر معبر رفح فهذا يعني أنه لن يفعل شيئا مثله مثل كل الدول العربية." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى