«الأيام» تتلقى عددا من المشاركين في الندوة العلمية حول الشيخ محمد بن سالم البيحاني.. الندوة كانت رد اعتبار للشيخ البيحاني ومكانته الرفيعة في التنوير

> عدن «الأيام» غازي الماس

> أجمع المشاركون في أعمال الندوة العلمية (الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني - أحد أبرز رواد التنوير الديني في اليمن) التي تنظمها جامعة عدن بمناسبة إحياء الذكرى المئوية لميلاده والتي تنعقد تحت شعار (تخليدا لذكرى أبرز رواد التنوير الديني في اليمن) على أن الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحياني كان مفكرا وداعيا وفقيها إسلاميا مجددا له إسهاماته في العلوم الشرعية كما كان أيضا شاعرا وأديبا وناثرا ومؤرخا ورائدا وطنيا تربويا ومصلحا اجتماعيا وذلك من خلال أكثر من 20 بحثا وورقة عمل مقدمة لهذه الندوة العلمية.

وياتي انعقاد هذه الندوة العلمية رد اعتبار لهذه الشخصية الدينية المتميزة التي تم تجاهل وطمس تاريخها وفكرها وتراثها وعطائها في فترة من الفترات إلا أن هذه الندوة أعادت لهذه الشخصية مكانتها الرفيعة ودورها في عملية التنوير الديني في اليمن وهي تحسب لجامعة عدن ممثلة برئيسها أ. د.عبدالعزيز صالح بن حبتور الجهة التي بادرت بتنظيم هذه الندوة.

«الأيام» التقت عددا من الشخصيات المشاركة في أعمال هذه الندوة التي استمرت في الفترة من 31-30 ديسمبر، تحدثوا حول جوانب مختلفة من شخصية الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني وعطائه وفكره وإبداعاته في مختلف المجالات، وإليكم محصلة هذه اللقاءات:

لو تعمقنا في دراسة الشيخ البيحاني لتمكنا من حل مشكلاتنا اليوم

> الأخ إنصاف مايو عضو مجلس النواب تحدث قائلا:

«نقدم الشكر لرئاسة جامعة عدم ممثلة برئيسها أ.د.عبدالعزيز صالح بن حبتور الذي يستحق كل الشكر والثناء لرده الاعتبار لمثل هذه الشخصية والهامة اليمنية الكبيرة التي فيما لو تم التعمق في دراسة تراثها وعطائها وإبداعاتها لتمكنا من الحصول على كثير من الرؤى والمعالجات لكثير من الأوضاع والمشكلات التي نعاني منها اليوم».

وأضاف: «الإمام العلامة محمد بن سالم البيحاني هو شخصية ومفكر مغمور، ونحن ندعو الطلاب وأصحاب البحوث العلمية إلى أن ينهلوا من علوم وفكر وإبداعات هذه الشخصية المبدعة والمفكرة، سوف يجدون الشيء الكثير والبحر الغزير من علمه».

شخصية دينية وعلمية لامعة

> د.سمير الشميري أستاذ ورئيس قسم الاجتماع بكلية التربية، أشار قائلا: «البيحاني شخصية دينية وعلمية لامعة في المجتمع ترك بصمة عزيزة في الفكر وأضاء مضائق الأذهان وتميز بعلو كعبه في اللغة والفقه والعلوم الشرعية وأنتج إنتاجا غزيرا أغنى حياتنا الثقافية والدينية والأدبية بالكثير من المعارف التي تخلو من الشطحات وتتخذ الوسطية طريقا في نشر العلم البعيد عن نبرة التعصب الضيقة التي تعمق الشقاق بين أفراد المجتمع وتحول حياتنا إلى عراكات يكون الخاسر الأول والأخير فيها الوطن والمواطن وفكر الاعتدال والسلم الاجتماعي».

ويواصل حديثه: «ما أحوجنا اليوم إلى أفكاره النيرة التي تضع النقاط على الحروف ولا توجه الناس صوب العراكات الدونكيشوتية التي تفكك صواميل المجتمع وتغرس جذور التعصب والبغضاء في القلوب وأفئدة عامة الناس».

الندوة ليست رد اعتبار بل هي استحقاق

> الأخ عبدالوكيل السروري سفير سابق ومستشار رئاسة الوزراء قال:»كان الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني علما وطنيا وداعيا دينيا ومصلحا اجتماعيا له إسهامات في مجالات عدة لكن لم تؤخذ مناقبه بعين الاعتبار في مراحل مضت وتعتبر هذه الندوة العلمية هي اعتراف بمناقبه ولا يعني أن هذه الندوة إعادة اعتبار بل هي استحقاق كان ينبغي أن يحصل عليه قبل ذلك ولكن للظروف المعقدة لم يعط شيخنا الجليل مكانته التي يستحقها».

وأضاف: «إنه صاحب رأي وحراك ديني وسياسي واجتماعي وكان لا يقبل بأنصاف الحلول وكان مدرسة الأجيال رافقته وعاشت مرحلته في اليمن كلها.

ولاتفوتنا الفرصة في هذه المناسبة أن نقدر تقديرا عاليا هذا الجهد العلمي والثقافي والتنويري واللمحة التي قدمت في هذه الندوة عن شيخنا الجليل وتعتبر جامعة عدن قد أنصفت شيخنا الجليل وأطلعت جيل اليوم على مناقبه وإبداعاته وإسهاماته وفي مقدمتهم أ.د.عبدالعزيز بن حبتور، رئيس جامعة عدن رئيس اللجنة التحضيرية للندوة، وأملنا كبير أن يجد آخرون نفس الاهتمام والرعاية على سبيل المثال الشيخ عبدالله محمد حاتم أول قاض في المحكمة في الشيخ عثمان وأحد أبرز رواد التعليم العام وأول عضو لمجلس الشعب وكذا الأستاذ التربوي القدير والنقابي البارز والقاص الرائع شهيد الطبقة العاملة محمد سعيد مسواط والنقابي البارز علي حسين القاضي وغيرهم من أعلام اليمن الذين كان لهم سبق الريادة في اليمن».

كان منبره حربا ضروسا ضد الماركسية ومستورديها

> الشيخ عبدالله عبدالقادر العليم الأمين الشرعي لمدينة بيحان بمحافظة شبوة خطيب مسجد الشهيد دربس تحدث مشيرا إلى أن «الشيخ البيحاني ابن لعالم فوالده كان عالما فلكيا وأمه من آل العليمي بيت علم، فأبوه عالم وأمه ابنة عالم».

ويضيف:«الشيخ البيحاني استفاد من دراساته المتعددة، حيث أتى إلى عدن يمثل فكرا منفتحا بعيدا عن الغلو، وكان يمثل مدرسة النهضة العلمية في عدن، وذلك من خلال فكره العلمي الدعوي الثقافي التربوي، فلم يكن عالما فحسب ولا فقيها فحسب بل كان عالما فقيها وشاعرا أديبا وخطيبا وتربويا، ودليل ذلك أنه كان مديرا للمعهد العلمي، وألف كتبا خاصة بالتربية والتعليم خاصة كتابه (عبادة ودين في تريبة البنين) وأرجوزة شعرية في تربية البنين.

كان الشيخ البيحاني صاحب المواقف السياسية في مناورة ومعاداة الاستعمار البريطاني لعدن من خلال خطبه ومواعظه ومقالاته الصحفية وكتبه الدينية التي تمثل حربا ضروسا ضد الاستعمار ثم قيام الثورة ومحاربتها للاستعمار في الأخير وما منينا به آنذاك من صراع بين الجبهات فكان يخرج بسيارته بمكبر الصوت ينادي الجهات ويدعوهم إلى التصالح ونبذ العنف والصراعات فيما بينهم لسلامة الأنفس الآمنة، وكان لصوته دور فاعل في تهدئة الحرب الأهلية».

ويسترسل: «فأصيب بعد مغادرة المستعمر بنكسة عظيمة هي استيراد الفكر الماركسي، وكان أيضا منبره حربا ضروسا ضد الفكر الماركسي ومستورديها، جاء ذلك في رباعيته، ونتيجة لما كان يشكل من خطورة على أهل هذا الفكر المارسكي فقد لقي أشد المضايقة وتلقى تهديدات غير مباشرة واضطر في نهاية الأمر إلى فراق المدينة التي أحبها إلى شمال الوطن آنذاك، فلقي كل الترحاب والإجلال من محبيه في تعز وعلى رأسهم المرحوم هائل سعيد أنعم وعبدالله علوان، وعند مغادرته عدن انقض النظام الشمولي فأمم المعهد العلمي الذي يسمى معهد البيحاني وأحرقوا مكتبته الثمينة التي تحتوي الكثير من المراجع العلمية، ويقال إن عدد الكتب التي أحرقت أكثر من خمسة آلاف كتاب وصودر كتابه الجزء الثاني من أشعة الأنوار القادم من سوريا فأحرقوه بعدما أخرجوه من الباخرة».

له أبعاد تجديدية في الشعر

> محمد أبوبكر محسن شوبان، أستاذ بكلية التربية شبوة- جامعة عدن تحدث قائلا: «الشيخ البيحاني قامة علمية وأدبية سامقة، طرق أغراض الشعر جميعها في ديوانه (بغية القاصد في أحسن القصائد) من مدح ورثاء وغزل ووصف إلى جانب الحنين، كذلك كانت هناك له أبعاد تجديدة في الشعر، البعد الوطني، البعد القومي، البعد الاجتماعي، البعد الديني، هذه الأبعاد كلها طرقها في شعره، وتحدث خاصة عن البعد الوطني والقومي، وكان لها تأثير، مثل مدينة عدن التي حظيت بالكثير من شعره، فذكرها عشرين مرة وكانت محطة من محطات حياته عاش فيها وانطلق منها إلى باقي مدن اليمن وقراه، كما أن هناك محطة أخرى أبغضها وأوضح ذلك في شعره وهي محطة الماركسية التي تبناها النظام الحاكم في الجنوب آنذاك», ويضيف: «أما المحطات القومية في هذا البعد فكانت قضية فلسطين بكل ما يعيشه هذا الشعب المقهور، وتحدث عنها بإسهاب في شعره متأثرا بما يجري لها من أحداث ونحن نقلب صحفات ديوانه (بغية القاصد).. أما البعد الاجتماعي فقد تناول الكثير من القضايا والأذواء فكانت قضية القات وقضية الطلاق والصحافة وقضية المرأة التي أولاها كثيرا من الاهتمام وكتب لها مؤلفا خاصا بها أسماه (أستاذ المرأة). أما في الجانب الديني فقد تحدث عن الوسطية والاعتدال كما هو في فكره ومحاضراته وخطبه ومواعظه، تحدث باللين وبالحكمة مع المعارض الداخلي لكنه تكلم بحدة عن من يستخدم الدين كوسيلة لنيل مآربه، وحاول في هذا الجانب إبراز صورة الإسلام الصحيحة والدين الحنيف الذي يجب اتباعه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى