مركز النخيلة ومنطقة قيف وجهان لعملة الظلم والحرمان

> «الأيام» محمد مرشد عقابي:

>
بأمر ضميري شدت قدماي الرحال في أول زيارة تقوم بها «الأيام» إلى منطقة قيف ومناطق مركز النخيلة ليترجم خبر القلم آهات ومعاناة الأهالي في هذه المناطق النائية المحرومة.. «الأيام» انطلقت في رحلة مضنية لتستطلع أوضاع الأهالي هناك، وتلامس همومهم عن قرب، انطلاقاً من روح المسؤولية المهنية التي تتميز بها«الأيام» من حيث البحث والتنقيب عن معاناة المواطنين ونقل مطالبهم واحتياجاتهم ونظراً لهذا النهج المتين.

«الأيام» قهرت الصعاب ومشقة السفر والترحال إلى هذه المناطق لتصل إليها وتنقل صور مآسيها بالكلمة والصورة المعبرة، فإليكم أعزائي القراء جانباً مبسطاً مما يعانيه الأهالي في هذه المناطق النائية من مديرية المسيمير محافظة لحج في الأسطر الآتية:

الطريق إلى منطقة قيف ومركز النخيلة المكون من المناطق والقرى النائية الآتية:(جول العجلة، الشواكة، المشياف، المعكرة، ضميدعي، المتين، السحال، جول صدام، اللجفة، المتن، الصبط، الفضايا، صميرة، الخشب، العبد، حبيل شجاري، فرعة البيضاء، العناشط)، طريق جبلية وعرة شديدة التعرجات والانحدارات ومليئة بالنتوءات، ولا يوجد مايدل على أنها طريق من طرق العصر الحديث، وعن الطريق حدثنا الشيخ فهمي حمودة قائلاً: «كما تلاحظ فالطريق التي نعبر عليها ذهاباً وإياباً لاتصلح لسير الحيوانات، ونتيجة لذلك فنحن نعاني الأمرين والعزلة التامة عن باقي خلق الله.وبسبب عدم توفر طريق ملائم لسير السيارات تضاعفت أجرة المواصلات لتصل إلى مستوى غير متوقع، حيث يؤخذ على الراكب سواء ذهاباً أو إياباً من المنطقة إلى عاصمة المديرية أو العكس مبلغ ثلاثمائة ريال، والحال نفسه على أجرة الكيس الدقيق أوالأرز أوالسكر الواحد، في وقت يعاني فيه الأهالي في مناطقنا الفقر والحاجة، حيث إن جميع المواطنين يعتمدون على رعي وبيع الأغنام في توفير مستلزمات وحاجيات المعيشة».

وأضاف: «للأسف يوجد لدينا اعتماد لتنفيذ طريق بمواصفات ومعايير تتناسب من تضاريس مناطقنا تم اعتماد إنشائها من قبل المحافظ السابق الدرة، الذي وجه برسالة خطية نحتفظ بنسخة منها إلى مكتب الأشغال بالمحافظة وتقضي بضرورة إدراج المشروع ضمن خطة موازنة العام 2008م، ولكن لم نلمس أي تجاوب من قبل مكتب الأشغال الذين تجاهلوا حتى توجيهات الوزير الذي تجاوب مشكوراً مع مناشدتنا التي توجهت بها إليه عبر صحيفة «الأيام»، ونحن نأمل بأن يستجيب معالي الوزير والمحافظ لنداء معاناتنا من الطريق مجدداً، ويعملوا على رسم الفرحة بين الأهالي باعتماد وإنجاز مشروع لطريق ينهي معاناتهم المستمرة».

المياه:

المياه تكاد تنعدم في مناطق النخيلة وقيف، فالأهالي يعانون شحة المياه الصالحة للشرب والاستهلاك الآدمي والاستعمالات اليومية، وعن ذلك تداخل معنا الحاج محسن علي لضورة قائلاً: «نحن في هذه المناطق النائية من مديرية المسيمير نعاني من عدم وجود مياه نقية وغياب تام للمشاريع في شتى الخدمات، فالسكان في مناطقنا محرومون من أبسط مقومات الحياة الأساسية والخدمية، فالماء الذي نشربه ونستعمله يومياً ملوث بالطفيليات والجراثيم وذو طعم مالح وهو يجلب من بئر أنجزه الأهالي وتقوم النساء بجلب الماء فوق رؤوسهن، وكذا الأطفال فوق ظهور الحمير ومن يملك حماراً يعتبر في نظر الجميع هو الفائز». وأردف: «أدعو من على منبر صحيفة «الأيام» التي كلفت نفسها بالنزول إلى مناطقنا وتلمس أوضاعنا المزرية كأول صحيفة ومطبوعة يمنية تأتي لمعايشة مآسينا ندعو قيادة السلطة المحلية إلى النظر بعين العدالة والرحمة إلى مناطقنا وتوفير مشروع مياه ينقذنا من ويلات أمراض الكلى والحصوات والأملاح التي يعاني منها غالبية الساكنين، ونطالب السلطة بضرورة تنفيذ مشروع سد قيف(المائي) الذي تم اعتماد إنجازه في عام 1999م وإلى اليوم لم ير النور، ولاندري أين ذهبت مخصصاته المالية، والذي كان الجميع يعول خيراً عليه باستيعاب مياه الأمطار والسيول ولتسخيرها لمصلحة المزارع والأراضي الزراعية.

الصحة:

يوجد في مركز النخيلة وحدة صحية يقصدها للعلاج أهالي مناطق وقرى المركز وأهالي المناطق القريبة منها، وعن الوحدة الصحية وخدماتها يحدثنا الشخصية الاجتماعية المعروفة وعضو المجلس المحلي السابق ثابت صالح حمودة قائلاً: «الوحدة الصحية في المركز عبارة عن غرفة واحدة ولا يوجد فيها أقسام كالمختبر والأشعة، ومع ذلك تقدم خدمات لابأس بها، ونحن نطالب الجهات المختصة توفير كادر طبي كافٍ لتغطية النقص كون الوحدة لا يوجد فيها سوى عاملين اثنين فقط، كما نطالب أيضاً بتوسيع الوحدة الصحية وبناء أقسام حتى تستطيع تقديم خدماتها بشكل أفضل.

التعليم:

يوجد في مركز النخيلة مدرسة مبنية مكونة من 3 فصول بينما عدد الصفوف الدراسية سبعة، حيث يتعلم بقية طلاب الصفوف من رابع إلى سابع تحت الأشجار، كما توجد في منطقة قيف مدرسة غير منجزة وجار العمل فيها مكونة من 3 فصول، وعدد الصفوف الدراسية صفان ، وعن ذلك قال المواطن منصور سعيد لضورة: «المدرستان بحاجة إلى اهتمام المسؤولين في المديرية من حيث توفير المبنى المدرسي والكادر التربوي والتعليمي فيهما، لأن المدرستين تعانيان من النقص في المعلمين».

الكهرباء:

مناطق مركز النخيلة وقيف يعاني فيها السكان من الحرمان التام من الخدمات، حتى أن البعض نعتوا أنفسهم بأنهم من سكان القرون الوسطى، ومعاناة الأهالي لا تتوقف عند حد معين، فلا مياه ولا طرق ولا كهرباء ويعتبر الفانوس هو الرفيق المؤنس للأهالي من وحشة دياجير الظلام، وحول الكهرباء تحدث إلينا المواطن جمال علي قائلاً:«تم إنزال فرق هندسية في أواخر عام 2007م لمسح جميع مناطقنا بعد أن شملتنا المرحلة الأولى من مشروع الربط بالتيار الكهربائي، وقد قامت هذه الفرق بمعية مدير عام المديرية بزيارة لجميع مناطقنا، ولكن إلى اليوم لم يتم إنزال القوائم والمعدات الخاصة بالربط ، على الرغم من وصول كافة معدات المشروع لجميع مناطق المديرية المدرجة ضمن المناطق المستفيدة من المرحلة الأولى، ونحن نستغرب هذا التأخير غير المبرر أم أنه تم استثناءنا من المشروع، هذا سؤال نوجهه إلى قيادة المديرية والجهة المنفذة، علماً بأنهم أكدوا لنا بأننا مستفيدون من المرحلة الأولى للتيار الكهربائي»، وقال: «نحن حالياً نعتمد على ضوء الفوانيس لإنارة ظلام مناطقنا الدامس، ونطالب كل الجهات المسؤولة النظر إلينا بعين الرحمة».

رسالة من الأهالي:

وجه الأهالي في مناطق مركز النخيلة وقيف رسالة إلى مدير مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة طالبوه فيها بضرورة توظيف مؤذنين وخطباء ومقيمين في مساجد مناطق جول صدام والمسحال وجول العجلة واللجيمة كونها تفتقر لأي موظف رسمي، كما طالبوا أيضاً بتوظيف الإمام جميل أحمد، لكونه يعمل متطوعاً منذ سنوات في مسجد منطقة قيف من دون أي مقابل، وأثنى الأهالي في رسائلهم على صحيفة «الأيام» معتبرين نزولها إليهم بادرة خير أعاد لهم جزء من اعتبارهم كمواطنين في هذا الوطن، كونها أول صحيفة وطنية تصل إليهم مشيدين بدورها الخيري والإنساني ومعلنين في رسائلهم عن تضامنهم الكامل معها ومع ناشريها وكتابها ومراسليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى