سلسلة تظاهرات تضامنية مع غزة في لبنان

> بيروت «الأيام» ريما ابي شقرا :

>
شهد لبنان أمس الجمعة تظاهرات في عدد من المناطق تضامنا مع قطاع غزة الذي يتعرض لهجمات اسرائيلية لليوم السابع على التوالي، ابرزها تظاهرة اتجهت نحو السفارة المصرية منددة بما اعتبرته "تواطؤ" مصر مع اسرائيل بسبب رفضها فتح معبر رفح.

وانطلق مئات المتظاهرين من شارع الحمراء في غرب بيروت وساروا مسافة خمسة كيلومترات تقريبا حتى وصلوا الى مقر السفارة المصرية في منطقة المدينة الرياضية.

وحمل المشاركون عشرات النعوش السوداء تضامنا مع الضحايا في قطاع غزة. وقد دعت الى التحرك مجموعة من الناشطين اللبنانيين والفلسطينيين تحت شعار "كلنا غزة".

وفتحت القوى الامنية امام المتظاهرين احدى الطرق المؤدية الى السفارة والمقفلة منذ الثلاثاء الماضي، فاقتربوا ووضعوا النعوش على الارض "في ذمة السلطات المصرية"، كما قال احدهم، ثم تفرقوا.

وقال رشاد شمعون (24 عاما) "جئنا لنقدم هذه التوابيت هدية الى النظام المصري، ولنقول له انه المسؤول عما يحصل وانه شريك في الحصار والعدوان على الشعب الفلسطيني".

واقدم احد المتظاهرين، وقد قدم نفسه على انه مصري الجنسية، على احراق جواز سفره، رغم محاولة البعض ثنيه عن ذلك.

ومن الهتافات التي اطلقها المتظاهرون "يا حكام بيكفي سكوت، شعب غزة عم بيموت"، و"شعب مصر عامل ايه، حسني مبارك سي آي ايه".

ووزع منظمو التظاهرة بيانا طالب "الحكام العرب مجتمعين بفك الحصار عن غزة وفتح معبر رفح نهائيا ومساعدة الشعب الفلسطيني على الاصعدة كافة".

ودان البيان "مواقف القادة العرب - لا سيما الموقف المصري - المتواطئة مع سياسة العنف الصهيونية". وختم "غزة خيارها المقاومة، وكلنا غزة".

وقال الناشط اليوناني نيكولاس كوسماتوبولوس (32 عاما) الذي لف عنقه بكوفية، ردا على سؤال عن سبب مشاركته في التحرك، "انا جزء من المجتمع الدولي، واعتقد ان المصريين يتصرفون وكانهم منتدبون من اسرائيل".

في المقابل، جلس المخرج السينمائي نصري حجاج في مقهى على طريق مرت قربه التظاهرة وعبر عن اعتراضه على توجيه الاحتجاج نحو السفارة المصرية بدلا من السفارة الاميركية.

وقال لوكالة فرانس برس "هناك تظاهرات تجري في دول عربية ضد سفارات مصرية، بينما هذه الدول بالذات موقفها مثل الموقف المصري"، معددا اليمن والمغرب مثلا.

وقال ان "اميركا هي التي تسلم اسرائيل الاسلحة، بينما مصر مرتبطة باتفاقات يجب ان تحترمها، فمن هو المجرم الاكبر؟".

وهذه التباينات من الموقف المصري بين اللبنانيين ظهرت ايضا في طرابلس حيث تطور تحرك احتجاجي الى صدام بين متظاهرين مؤيدين لسوريا وايران وآخرين مناهضين لهما.

فقد سارت تظاهرة شارك فيها مئات الاشخاص من وسط المدينة في اتجاه ساحة النور عند مدخلها الجنوبي، وحمل المشاركون فيها لافتات كتب عليها "النظام العربي الرسمي شريك للصهاينة في مذبحة غزة"، و"لا للخنوع، لا للاستسلام، نعم للمقاومة والممانعة".

وعندما بدأ مهرجان خطابي، حاول عدد من المتظاهرين رفع لافتة كتب عليها "اين صواريخك يا احمدي نجاد؟" (الرئيس الايراني)، ولافتة اخرى تسال "اين دول الصمود والتصدي؟"، فتدخل متظاهرون آخرون وحاولوا منعهم.

وعلى الاثر، حصل تلاسن وفوضى، كما سمع صوت طلق ناري قبل ان يتفرق المتجمعون وتتدخل القوى الامنية.

وكانت "جبهة العمل الاسلامي" دعت الى تجمع بعد صلاة الجمعة في مسجد كفتارو في كورنيش المزرعة في غرب بيروت "نصرة لغزة".

والقى مسؤول في الجبهة الشيخ شريف توتيو كلمة طالب فيها "بفتح باب الجهاد امام العرب والمسلمين للقتال الى جانب اخوانهم في غزة".

كما طالب ب"ضرورة ادخال سلاح النفط الى ساحة المعركة كاقل الواجب المطلوب من الانظمة والحكام العرب، وبوقف المفاوضات مع اسرائيل واقفال السفارات الاسرائيلية في بعض الدول العربية.

وسارت على الاثر مسيرة سيارة بالاعلام الفلسطينية في عدد من شوارع العاصمة التي شوهد فيها ايضا ناشطون من "الجماعة الاسلامية" يقومون بجمع تبرعات من اجل غزة.

وفي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في الجنوب، دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة وشارك فيها الاف الاشخاص يتقدمهم عدد من الفتية الذين زنروا انفسهم بمتفجرات وهمية، في تذكير "بالاستشهاديين".

وجابت المسيرة شوارع المخيم، بينما خرج الناس من منازلهم ووقفوا الى جانب الطرق للتعبير عن تضامنهم ومشاركتهم.

وحمل المتظاهرون مجسما للرئيس المصري حسني مبارك، بينما كانوا يهتفون "يا مبارك صبرك صبرك، والله رح نحفر قبرك".

والقى القيادي في حركة حماس احمد عبد الهادي كلمة خلال التجمع جاء فيها ان "صواريخ المقاومة في غزة ستبقى تنهمر على العمق الاسرائيلي (...) الشعب الفلسطيني لن يهزم، وصواريخ حماس ستطال مناطق جديدة".

وفي صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، سارت تظاهرة نظمها القطاع الصحي في المدينة تقدمها عشرات الاطباء والممرضين اللبنانيين والفلسطينيين العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (انروا) والهلال الاحمر.

وطالبت المسيرة ب"وقف الابادة العنصرية ضد الشعب الفلسطيني في غزة". وسارت ضمنها سيارات اسعاف تابعة لمستوصفات وجمعيات اهلية اطلقت صفاراتها تحية لغزة.

كما نظمت تظاهرات واعتصامات في مخيمات البص في صور (جنوب) وبرج البراجنة (بيروت) والجليل (بعلبك) تنديدا بالهجمات الاسرائيلية على غزة التي اوقعت اكثر من 420 قتيلا منذ السبت الماضي. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى