عندما تصبح الحاجة أم الاختراع وتتحول الحمامات إلى فصول دراسية .. التعليم في خدير أبواب مغلقة ونوافذ مؤصدة و معاناة لا تنتهي

> «الأيام» رياض الأديب :

>
فصل غير مكتمل
فصل غير مكتمل
أن تتشدق بمنجزات الثورة اليمنية فذالك من حقك و أنت تجاوب بعينك عواصم رئاسية و مدن شتى على مختلف خريطة الوطن و أنت تشاهد فيها صروحا عملاقة شيدت للتعليم من مدارس و معاهد و جامعات في مختلف أرجاء المعمورة ...

لكن عندما تشذ بعض من هذه المناطق على الخريطة ذاتها من الوطن و تجد أن ثمة من أماكن الخلاء (الحمامات) قد تحولت إلى فصول دراسية فيما قلة مساحتها جعلت الآخرين من الطلاب يستظلون بأشجار (الأثل) يلتحفون السماء و يصارعون قارصات البرد على فرش من تراب و مزاجها من حجارة.. عندما تجد ذلك كله في أرض الحكمة و الإيمان فمجد بعض المناطق و اقرأ على آخرها السلام.

التعليم في خدير

في عام 1982 م تأسست مدرسة الصديق في عزلة الشيخان بمديرية خدير محافظة تعز بغية تعليم طلاب المنطقة و كانت البداية بضعة فصول لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ومع توالي الأيام ومرور السنين ضاقت الفصول على الطلاب ولم يبق أمام الطلاب سوى الأمل في دولة تتشدق بمنجزات المجالس المحلية التي تزين ظواهر المدن أما باطنها فيعلم الله .

تبعد عزلة الشيخان عن دمنة خدير مركز المديرية بنحو 10 كم تقريبا و لأنها بعيدة عن مركز المديرية و الطريق إليها غير معبدة فمن حقها أن تعيش خارج خريطة الوطن و بعيدة عن كل المجالات الخدمية التي تكتنف أي دولة حديثة.

كثافة طلابية
كثافة طلابية
وعود انتخابية

يقول المواطن عبده سعيد الخامري إن المدرسة المكونة من 4 فصول بنيت على حساب فاعل خير و مع قرب فترة الانتخابات البرلمانية الماضية كانت هناك وعود من الجهات المسئولة في المنطقة بتوسيعها وحين جاء المجلس المحلي تسابق الجميع لبناء المدرسة و وضعت أحجار الأساس».. يسكت برهة من الزمن و يضيف «و يا ليتها ما وضعت».. !

يقول:«إن الصندوق الاجتماعي للتنمية عندما زار المنطقة بغية بناء المدرسة و وجد أساس المدرسة قد وضع من قبل المجلس المحلي رفض البناء بحجة أن الأمر غير مناسب أن تبنى مدرسة فوق مدرسة , ليصبح الطلاب معلقين بين بلح الشام و عنب اليمن».

كثافة طلابية

يبلغ عدد الطلاب الدارسين في مدرسة الصديق من كلا الجنسين ما بين 600– 1000 طالب و طالبة و يشمل التعليم كافة المراحل الأساسية.

أما الثانوية فتقع في مركز المديرية. يقول الشيخ عبدالباسط عبدالقوي من أهالي المنطقة إن عدد الطلاب الملتحقين في الصف الأول الابتدائي يبلغ 152طالبا ويظل العدد في تقلص دائم حتى يصل إلى 12 طالبا في الصف الثامن الأساسي وترجع الأسباب إلى عدم توفر الفصول الكافية لكافة مراحل الدراسة.

التعليم تحت الاشجار
التعليم تحت الاشجار
الفصول الأربعة في المدرسة و الخامس الحمامات و السادس المقصف خصص لطلاب المراحل الابتدائية من الصف الأول إلى الرابع الابتدائي كون أجسادهم مازالت لينة لتحمل صقيع البرد في الشتاء و لفحات الشمس في الصيف , أما غير ذلك من المراحل الدراسية فالطرق و ظلال الأشجار أماكن ملائمة للتدريس فيها.

يضيف عبدالباسط أن المجلس المحلي أوجد المدرسة عام 2003م لكنها لم تر النور و الصندوق الاجتماعي للتنمية رفض بناء المدرسة التي كانت اعتمدت للمنطقة بحجة الازدواجية في المشروع مع المجالس المحلية, و يردف قائلا إن الأمل قائم في الوقت الراهن على مكتب الأشغال العامة في المديرية الذي وعد باستكمال المدرسة.

وسائل تعليمة بدائية

معاناة أهالي المنطقة من عدم وجود مدرسة حديثة في المنطقة لم تقتصر على الفصول الأربعة فقط فهي خالية من أبسط المقومات التعليمية المريحة فالنوافذ مكسرة بأكملها و الأبواب منعدمة و الجدران أشبه بالإسطبلات و السبورات أتى عليها الدهر أما القاعات فحدث ولا حرج .

يقال (إن الحاجة أم الاختراع) هذا المثل وجد مكمنه في الفصول الابتدائية في مدرسة الصديق بخدير فغياب الوسائل التعليمية بالمدرسة حدى بالأستاذ عبده أحمد علي مع طلابه إلى استخدام الوسائل البدائية القديمة في إيصال المعلومة و ذلك من خلال استخدام الطين وعجنه لصنع حروف الأبجدية بغية مساعدة الطالب على الفهم بسرعة.

النفاق سيد الأخلاق

ما يجري في المديرية من مشاريع مبهمة جعلت الكل يتفق في عزلة الشيخان على أن النفاق أضحى سيد الأخلاق في المنطقة فلا مشاريع جديدة و لا خدمات متوفرة مع إطلاق بعض الوعود هنا و هناك و كلها تزداد ضراوتها مع قرب فترة الانتخابات.

الأستاذ منصور صادق ينادي الجهات المختصة في المديرية بملء فمه بأن يرحموا الأطفال الذين يقبعون تحت ظلال الأشجار من أجل تحصل العلم ويؤكد أن أكثر من طالب يصاب ببعض الأمراض نتيجة حرارة الشمس أو قسوة البرد و أن كثيرا من الحشرات (الحرئب) دائما ما تلدغ التلاميذ و هم تحت الأشجار يتلقون العلم .

الفتاة لا حظ لها من التعليم

أن تكمل الفتاة تعليمها في عزلة الشيخان في خدير فذلك أمر صعب للغاية فمدارس المرحلة الثانوية تبعد عن العزلة بعشرات الكيلو مترات كون المرحلة غير متوفرة في المنطقة علاوة على عدم وجود مدرسة متكاملة جعل الأهالي يعزفون عن إلحاق بناتهم في التعلم تحت الأشجار و هو الأمر الذي أكده المواطن ناجي سيف ناجي و هو يقول:«من المستحل أن أخلي بنتي تدرس في السائلة و قارعة الطرقات أمام السارحين والمتروحين». هذا هو واقع التعليم في عزلة الشيخان التي تجاورها العديد من العزل المكونة من عشرات القرى بمديرية خدير محافظة تعز.. قضية التعليم في هذه المنطقة مطروحة أمام قيادات المحافظة والجهات المختصة في الدولة.. فهل من مجيب؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى