نظام مبارك يحاول استعادة زمام الأمور في مواجهة حرب غزة

> القاهرة «الأيام» الان نافارو:

> يضاعف النظام المصري الذي يتعرض لانتقادات حادة تتعلق بالهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، تحركاته المضادة في محاولة لاستعادة زمام الامور على الصعيد الدبلوماسي.

فبعدما ابلغت اسرائيل مصر انها على وشك القيام بعملية «الرصاص المصبوب» في قطاع غزة، حاولت القاهرة منعها في اللحظة الاخيرة، حسب ما يقول مسؤولوها.

وكان لمشاهد وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وهي تتوعد من القاهرة بضرب غزة قبل 48 ساعة من بدء الغارات على القطاع تأثير واسع النطاق خصوصا ان القنوات الفضائية العربية مثل الجزيرة بثت هذه المشاهد مرارا.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة مصطفى كامل السيد لوكالة فرانس برس :«إن اقل ما يمكن ان يقال هو انه كان من السذاجة الاعتقاد بامكانية التأثير على حكومة اسرائيلية مصممة على التحرك عسكريا في فترة انتخابية».

ومارس حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية وايران ضغوطا على مصر كذلك من اجل ان تكسر الحصار الاسرائيلي بفتح معبر رفح بشكل دائم.

ووجه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الاحد الماضي، في كلمة بثتها التلفزيونات العربية، نداء الى الشعب المصري يدعوه فيه الى النزول بـالملايين الى الشارع لارغام النظام المصري على فتح معبر رفح.

ورد النظام المصري بقوة بعدما احس بخطر اتهامه بالتواطؤ مع اسرائيل امام رأي عام مصري وعربي غاضب من الصور المتتالية لضحايا الغارات الاسرائيلية.

وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ردا على تصريحات نصر الله قائلا «إنها تشكل إعلان حرب»، كما اتهم ايران بتوظيف القضية الفلسطينية من خلال حركة حماس وحزب الله.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك ان مصر التي خاصت اربع حروب ضد اسرائيل ليست بحاجة الى دروس في الوطنية من احد.

ورغم انه قرر فتح معبر رفح لاستقبال الجرحى الفلسطنيين وارسال المساعدات الانسانية الا انه اكد تمسكه باتفاق 2005 الذي يقضي بتواجد قوات السلطة الفلسطينية ومراقبين اوروبيين عند معبر رفح لفتحه بشكل دائم.

وأدان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم حماس محملا اياها مسؤولية الازمة في قطاع غزة واتهمها بـ«المغامرة».

واندلعت تظاهرات احتجاج على العملية الاسرائيلية دعا اليها خصوصا الاخوان المسلمون، تحت رقابة صارمة من الشرطة.

وتتمسك مصر، التي كانت اول دولة عربية وقعت معاهدة سلام مع اسرائيل في العام 1979، بخيارها الاستراتيجي بانهاء حالة الحرب مع اسرائيل وهي تخشى مثلها قيام نظام اسلامي في قطاع غزة.

وقال الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية في الاهرام عمرو الشبكي لوكالة فرانس برس «انها ليست مسألة عواطف بل مصالح ولكن نظام مبارك لا يحظى بالمصداقية التي تمكنه من اقناع شعبه بصحة موقفه».

ومثل اسرائيل فان مصر تعتبر ان سيطرة حماس على غزة في العام 2007 وازاحة حركة فتح التي يتزعمها محمود عباس منه امر غير مقبول.

ومطلع ديسمبر، قال النائب النافذ عن الحزب الوطني الحاكم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري مصطفى الفقي «ان مصر لا تحتمل امارة اسلامية على حدودها الشرقية».

وتصاعد الغضب في دوائر السلطة المصرية من حركة حماس بعد رفضها حضور اجتماع للمصالحة الفلسطينية دعت اليه القاهرة في الثامن نوفمبر الماضي.واذا كانت مصر، وهي حليفة للغرب، تريد اولا غسل يدها من اتهامات التواطؤ مع اسرائيل فانها تريد كذلك القيام بدور محوري للخروج من الازمة.

واعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي الجمعة «ان مصر تجري اتصالات مع مسؤولين في حركة حماس بشأن الافكار المطروحة لوقف اطلاق النار».

وكان ابو الغيط اعلن الثلاثاء الماضي خطة مصرية من اربع نقاط لانهاء الحرب الاسرائيلية على غزة وتقضي بوقف اطلاق النار واستعادة التهدئة بين اسرائيل وحماس وفتح المعابر بين الدولة العبرية وقطاع غزة اضافة الى ايجاد آلية دولية لضمان تنفيذ الطرفين لالتزاماتهما.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى