(ليخ لغزة)..غزة كابوس إسرائيل منذ نصف قرن

> القدس «الأيام» باتريك انيدجار:

> ديفيد بن غوريون كان يخشى من اجتياحه في العام 1948 بينما اقترح رئيس وزراء اسرائيلي آخر اسحق رابين «رميه في البحر».

يشكل قطاع غزة منذ أكثر من نصف قرن كابوسا للاسرائيليين الذين دخلوا اليه مجددا السبت قبل الماضي.

ويصل ذلك الى حد ان الاسرائيليين يقولون بالعبرية «ليخ لغزة» (أي اذهب الى غزة) عندما يريدون القول «اذهب الى الجحيم».

على الارض تتجمع كل المكونات لجعل الحياة لا تطاق في هذا القطاع الصغير من الارض البالغة مساحته 362 كيلومترا مربعا والذي يسكنه 1.5 مليون نسمة غالبيتهم متحدرين من لاجئي العام 1948.

وكان لا مفر ان يتحول القطاع العالق بين اسرائيل ومصر وبين البحر والصحراء تاليا، مع تدفق اللاجئين اليه بعد قيام دولة اسرائيل الى برميل بارود.

بن غوريون الذي رفض غزو قطاع غزة خلال الحرب العربية-الاسرائيلية الاولى اطلق كذلك فكرة «نقل الاشراف على قطاع غزة من مصر الى الاردن».

لكن هذه الخطة لم يكتب لها النجاح.

في المقابل أعلن في غزة العام 1948 استقلال فلسطين من قبل مفتي القدس الحاج أمين الحسيني، من دون ان يستمر ذلك طويلا.

ويوضح داني روبنشتاين الخبير في شؤون النزاع الفلسطيني الاسرائيلي لوكالة فرانس برس «خلال هذه السنوات اتسعت بسرعة الهوة الاجتماعية والاقتصادية بين فلطسينيي الضفة الغربية وفلسطينيي قطاع غزة لأن المصريين كانوا يحدون من الحركة خارج غزة».

وفي غزة كذلك نمت الحركة الوطنية الفلسطينية خلال خمسينيات القرن الماضي يساعدها على ذلك البؤس.

وبتشجيع من جمال عبد الناصر الذي سيصبح رئيسا لمصر لاحقا، بدأت تتكون اعتبارا من العام 1954 مجموعات «الفدائيين» وتشن عمليات في جنوب اسرائيل أدت الى مقتل مدنيين.

وردت اسرائيل بعمليات دامية.

وانطلقت عندها دوامة العنف.

خلال حرب السويس (1956) غزت اسرائيل بموافقة فرنسا وبريطانيا قطاع غزة للمرة الاولى.

وعاش الفلسطينيون على مدى ثلاثة أشهر في ظل الادارة العسكرية الاسرائيلية.

وقد خضعوا لهذه الادارة مجددا العام 1967 ولمدة 40 عاما تقريبا.

ومطلع العام 1957 اضطرت اسرائيل الى الانسحاب من قطاع غزة تاركة الساحة للمنظمات الفلسطينية الناشئة.

ويقول داني روبنشتاين «الثورة الفعلية لسكان غزة ستحصل العام 1967 مع بدء الاحتلال الاسرائيلي.

لكن بالنسبة للفلسطينيين شكل ذلك ايضا فرصة غير مسبوقة للعمل في اسرائيل».

فربط قطاع غزة بشبكة الكهرباء وتم توفير المياه العذبة وكان نحو مئة ألف فلسطيني يتوجهون كل صباح على مدى ربع قرن للعمل في اسرائيل رغم ضغوط التنظيمات الوطنية.

ورغم التقدم الاقتصادي الذي سجل زادت المقاومة للمحتل.

في 1970 و1971 وجه قائد منطقة الجنوب العسكرية آنذاك الجنرال ارييل شارون ضربات لا ترحم وأرسل فرق كوماندوس «لتنظيف أوكار الارهابيين» في مخيمات اللاجئين.

ومع عودة الهدوء عاد الاسرائيليون الى غزة للتبضع والتنزه على شاطئها.

ويقول الباحث اكيفا الدار «الوحيد الذي كان يرفض التخلي عن قطاع غزة هو رئيس الوزراء مناحيم بيغن (1983-1977) الذي لم يدرك ان مسألة اللاجئين ستتحول كابوسا لإسرائيل رافضا التخلي عن القطاع لمصر، بغية اقامة مستوطنات جديدة فيها».

واندلعت الانتفاضة الاولى في ديسمبر 1987 في مخيم جباليا للاجئين.

وأتت اتفاقات اوسلو (1993) وعودة ياسر عرفات الى قطاع غزة لتعلن بداية الطلاق الذي سيكرس في صيف العام 2005.

وسيأمر ارييل شارون الذي كان رئيسا للوزراء بانسحاب أحادي الجانب للجيش الاسرائيلي من القطاع وبإجلاء نحو ثمانية آلاف مستوطن سمحت لهم الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ العام 1967 بالاقامة فيه.

وبعد شهر على اندلاع الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000 بدأ اطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل.

وفي يونيو 2007 أرغمت حركة حماس أجهزة السلطة الفلسطينية محمود عباس الى التخلي عن السلطة في غزة فاتحة الباب أمام مواجهة مباشرة مع اسرائيل.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى