قلت لش لاتُلحِّين

> عمر محمد بن حليس:

> إن في الأمثال الشعبية والحكم عبرا ودروسا ومواعظ، ومن يتابع صحيفة «الأيام» الغراء يجد في صفحتها الأخيرة مستطيلا صغيرا موسوما (حكمة اليوم) غني بذلك.

فهل من مُدكر؟ وعودة إلى العنوان أعلاه يتبين أصل الحكاية التي تقول بأن رجلا عاد إلى بيته بعد أن توارت الشمس عن الأنظار وكان منهك القوى بطيء الحركة جراء عمله في أرضه التي ليس له سواها على أمل أن تأتيه من كرم رب العالمين ليقتات منه وأطفاله الكُثر.

يومئذ كان البيت فارغا إلا من حفنة (طحين) فطلب من زوجته أن تعمل له خبزا، لكن الزوجة رفضت ذلك الطلب الذي يعد الأول من حيث الاختيار، فردت عليه:«بل سأعمل (لحوح)»، فكرر طلبه لها توجسا من القادم، إلا أنها وبعناد غير مسبوق أصرت إلحاحا - على حد تعبير الفنان الكبير عادل إمام في إحدى مسرحياته.

افترشت أرض الغرفة لعمل (اللحوح) فوضعت ماءً على الطحين فزاد الماء، فأضافت طحينا فزاد، فأضافت ماء.. وهكذا حتى فسد عملها وخسرت الرهان بإصرارها، والزوج ينظر إليها بكل حسرة وألم لأنه سبق أن حذرها قبل الوصول إلى أمر يفقدها الكثير!.

فما كان من الزوجة العنود إلا أن كررت الاعتذارات عما بدر منها من تصرف وسط غضب الزوج وصراخ الأطفال من وقع الجوع فساد البيت الحزن، وبرزت الشحناء ودب الخلاف واختلطت الأصوات وهي تعتذر وتتندم، لكن ذلك لم يُقبل وحتى دموعها التي بلت خديها لم تشفع لها!.

وأصبحت عند زوجها وأطفالها وأهلها غير مدبرة وعنودا لإصرارها على رأيها الذي لم تتنازل عنه أمام رجاء الزوج وتوسلات الأطفال وتدخلات الأهل.. فقام الزوج ولحق به أطفاله وهم يرددون:«قلت لش لا تُحلين قلتِ (لحوح)».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى