حاخام يهودي :«يحطم قلبي أن أرى غباء إسرائيل»

> لندن «الأيام» متابعات:

> الصحف البريطانية الصادرة امس ركزت بوضوح على التداعيات القائمة وردود الفعل المتتالية لتصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة.

صحيفة «الجارديان» نشرت مقالا لمراسلها في القدس روري ماكارثي يقول فيه إن «حماس تبدو متحفزة لاستقبال القوات الاسرائيلية وإن متحدثا باسمها ظهر في شريط فيديو يتعهد بأن يصبح قطاع غزة (مقبرة) للجنود الاسرائيليين».

ويعلق الكاتب بالقول إنه رغم أن هذا الكلام مألوف وإنه نوع من البلاغة اللفظية، إلا أنه في هذه الحالة، يبدو أنه يمثل جوهر أهداف حماس في هذا النزاع وهو تحدي القوة العسكرية الاسرائيلية بقدر الإمكان، وان تخرج في النهاية متماسكة بقدر المستطاع.

وينقل الكاتب عن نيكولاس بيلام، كبير المحللين السياسيين في «مجموعة دراسة الأزمات الدولية»، أن «الصراع على كلتا الجبهتين هو صراع من أجل الدفاع عن النفس».ويتوقع الكاتب أن تصمد حماس بمقاتليها الذين يقدر عددهم من 10 إلى 20 ألف، وأن تخوض قتالا قويا. ينتهي كاتب المقال، بقوله إن «قصارى ما تتطلع إليه حماس هو أن تثبت أنها لا يمكن أن تهزم، وأنها لن تقبل باتفاق لا يتضمن رفع الحصار».

اما إيان بلاك في صحيفة «الجارديان» يكتب تحت عنوان «الاتحاد الأوروبي يعترف بالفشل بينما تتصاعد الضغوط الدولية لوقف اطلاق النار» ليقول إنه مع توافد القادة والمبعوثين الدوليين على الشرق الأوسط، مثل الرئيس الفرنسي ساركوزي وتوني بلير مبعوث اللجنة الرباعية ووفد الاتحاد الأوروبي، لا توجد أي اتصالات مع حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واسرائيل منظمة ارهابية.

ويبرز كاتب المقال رد فعل مصر والأردن بعد تقاعس مجلس الأمن عن إصدار قرار يدعو لوقف النار ويدين الهجوم الاسرائيلي، ويبرز تصريح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، الذي وصف التوغل الاسرائيلي في قطاع غزة بأنه «تحـد وقـح للـدعوات الدولية لانهاء العدوان».

جيمس بون يكتب في «التايمز» تحت عنوان «نهاية حرب لبنان قد يشير بمخرج لاسرائيل» يقول فيه إن «العالم يشاهد عودة للحرب الاسرائيلية في لبنان ولكن على غزة»، ويضيف إنها قد تنتهي أيضا بنشر قوات دولية.

ويقارن الكاتب بين الحربين: في لبنان وغزة، ويقول «إنه رغم الاحتجاج والادانة فإن القادة العرب سيستفيدون من تفكيك اسرائيل لحماس التي لا تملك أي أصدقاء في الأمم المتحدة، تماما مثل حزب الله اللبناني، باستثناء ايران».

ويرى الكاتب أنه «منذ أن سيطرت حماس على قطاع غزة في 2007 بدأت اسرائيل التفكير في نشر قوات دولية على الحدود مع مصر كوسيلة لمنع تهريب الصواريخ إلى حماس».

ويقول «إن تسيبي ليفني وزيرة خارجية اسرائيل قالت إن مثل هذه القوات يجب أن تكون مستعدة وقادرة على التصدي عسكريا لحماس ووقف تدفق الصواريخ».

ويمضي قائلا «إن المندوب البريطاني في مجلس الأمن قال إن نشر قوات دولية في غزة اقتراح يستحق الدراسة.

والآن مصر هي التي تطالب بوجود قوات دولية لحراسة الحدود بين مصر وغزة لوقف تهريب الصواريخ عبر الأنفاق الكائنة تحت ممر فيلادلفيا».

أما اسرائيل، فيقول الكاتب «إنها ليست سعيدة بالفكرة بل ترغب في وجود قوة من سلاح المهندسين في الجيش الأمريكي يمكنها تفتيش وتدمير الأنفاق الموجودة تحت الحدود».

الحاخام مايكل ليرنر رئيس تحرير مجلة «تيكون» كتب مقالا في صحيفة «التايمز» اللندنية بعنوان (يحطم قلبي أن أرى غباء إسرائيل).

يبدأ الحاخام ليرنر مقاله بالقول إن «محاولة اسرائيل القضاء على حماس مفهومة لكنها غبية».

ويضيف أن أي دولة في العالم يمكنها أن تتفهم دوافع اسرائيل لوقف اطلاق الصواريخ لكن حجم رد الفعل أمر مهم، فقتل 500 فلسطيني وجرح 2000 شئ لا يتناسب مع هذا الفعل وحماس يمكن أن تُؤذي لكنها لا يمكن أن تُشكل تهديدا لوجود اسرائيل».

ويمضي قائلا «إذا كانت هجمات حماس العشوائية ضد المراكز المأهولة بالسكان جريمة ضد الانسانية كذلك قتل اسرائيل للمدنيين».

ويقول الكاتب إن «حماس أبدت استعدادها لقبول خطة السلام السعودية باستثناء الاعتراف باسرائيل».

ويتساءل: «ما هو المخرج من هذا الوضع؟» يجيب الحاخام بتقديم خطة تفصيلية مكونة من عناصر محددة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين الاسرائيليين بشكل دائم كما يتصور.

«هذه الخطة تشمل البنود التالية: - توقف حماس اطلاق الصواريخ وكل أشكال العنف من الضفة الغربية أو من غزة، وأن يتوقف اطلاق النار باشراف الأمم المتحدة وتضمنه امريكا للطرفين، على أن تسجن حماس كل من يخالف وقف اطلاق النار من جانبها.

- توقف اسرائيل القصف واغتيال القيادات وكل أشكال العنف الموجهة ضد النشطاء والمسلحين في الضفة وغزة، وتستخدم قوة جيشها في منع أي هجمات مسلحة ضد الفلسطينيين.

- تفتح اسرائيل حدودها مع قطاع غزة وتسمح بالانتقال الحر من وإلى إسرائيل، مع حق التفتيش بحثا عن الأسلحة فقط.

وتسمح اسرائيل بدخول ونقل الأغذية والوقود والكهرباء والمياه والغاز والبضائع الاستهلاكية بكل الطرق ، برا وبحرا وجوا.

- تفرج اسرائيل عن كل المعتقلين الفلسطينيين في سجونها وتسمح لهم بالعودة إلى الضفة الغربية أو غزة حسب اختيارهم مقابل اطلاق سراح الجندي جلعاد شاليط وأي محتجزين آخرين.

- يدعو الطرفان قوة دولية لمراقبة تطبيق هذا الاتفاق.

- يتفق الطرفان على انهاء كل أشكال التحريض والحض على العنف من خلال وسائل التعليم والاعلام والمساجد.

- يسري وقف اطلاق النار لمدة 20 عاما، على أن يتفق الناتو وامريكا والامم المتحدة على فرض تطبيق هذا الاتفاق، وفرض عقوبات صارمة في حالة مخالفته».

ويقول الحاخام «إن هذه الخطوات ستكفل عزل معظم العناصر المتطرفة من كلا الجانبين، وتجعل من السهل بعد ذلك اجراء مفاوضات بشأن الحدود النهائية وغير ذلك من القضايا الرئيسية».

غير أن الحاخام يستدرك فيقول «يتعين على اسرائيل باعتبارها القوة العسكرية المتفوقة أن تبدأ الخطوات الأولى، بأن تطبق خطة شبيهة بمشروع مارشال في غزة والضفة الغربية، لإنهاء الفقر والبطالة وإعادة بناء البنية التحتية وتشجيع الاستثمار وتفكيك المستوطنات أو جعل المستوطنين مواطنين في الدولة الفلسطينية، والسماح بعودة 30 ألف فلسطيني سنويا إلى اسرائيل لمدة الثلاثين عاما القادمة، وأن تعتذر عن دورها في طرد هؤلاء عام 1948، وأن تعرض تنسيق الجهود الدولية من أجل تقديم تعويضات دولية عن كل خسائر الفلسطينيين خلال فترة الاحتلال، وأن تعترف بالدولة الفلسطينية في اطار حدود سبق أن تحديدها بالفعل في اتفاق جنيف عام 2003».

ويضيف الحاخام أن «هذه هي الطريقة الوحيدة التي يتحقق من خلالها الأمن لإسرائيل».

ويدعو الحاخام إدارة الرئيس الأمريكي القادم باراك أوباما بتبني استراتيجية تقوم، ليس على التفوق العسكري أو الاقتصادي، بل على السخاء والاهتمام بالآخرين..

واذا أمكن أن تصبح هذه الطريقة في التفكير جزءا بارزا في السياسة الأمريكية سيكون لها تأثير كبير في القضاء على الحذر والتخوف لدى الاسرائيليين الذين مازالوا ينظرون إلى العالم من خلال الهولوكوست..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى