بوادر شقاق خلف الإجماع في الضفة الغربية على مناصرة قطاع غزة

> نابلس «الأيام» سليم صاحب الطابع:

>
فلسطينيون ينظرون إلى جثث قرب مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا حيث قتلت نيران دبابة إسرائيلية أكثر من 40 فلسطينيا أمس
فلسطينيون ينظرون إلى جثث قرب مدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا حيث قتلت نيران دبابة إسرائيلية أكثر من 40 فلسطينيا أمس
يخفض الطالب الملتحي صوته ليبوح بانتمائه الى حركة المقاومة الاسلامية حماس وهو يجول بنظره من حوله خوفا من وجود وشاة تابعين للسلطة الفلسطينية في الجوار.

فخلف واجهة الاجماع على التضامن مع غزة، تظهر في الضفة الغربية الانقسامات القائمة بين الفلسطينيين.

ويروي الطالب في الاقتصاد الاسلامي البالغ من العمر 25 عاما والذي رفض كشف اسمه متحدثا في حرم جامعة النجاح في نابلس «انتسبت الى حماس عام 1999 ثم انضممت عام 2001 الى كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري للحركة.

وبات وجود حركة حماس خفيا في المدينة كما في سائر انحاء الضفة الغربية بعد الحملة التي باشرتها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في اغسطس 2007 لضبط عناصرها.

ويصعب تقدير حجم وجود حماس الحقيقي على خلاف الوضع في قطاع غزة الذي سيطرت حماس عليه بعد مواجهات دامية مع انصار فتح في يونيو من السنة نفسها.

وقال الطالب:«اعتقلني الجيش الاسرائيلي في اكتوبر 2002 وخرجت من السجن في 2008 واستأنفت دراستي».

واضاف:«كنت اتصور في السجن اننا شعب واحد، لكنني عند اطلاق سراحي رأيت حجم الانقسامات بين المعسكرين»، مؤكدا انه لم يعد منخرطا في الكفاح المسلح.

وقال:«لم يعد احد اليوم في الجامعة يجاهر بانتمائه الى حماس، لكنه يتم رصدنا من خلال مظهرنا او سلوكنا» مضيفا «ثمة وشاة لأجهزة الاستخبارات الفلسطينية بين الطلاب».

وكشف ان الاعتقالات الاعتباطية والبطالة تتربص بالطلاب الذين يشتبه بانتمائهم الى حماس مضيفا «تعمد السلطة الفلسطينية الى اعتقال اكبر عدد من الطلاب خلال فترة الامتحانات للتسبب برسوبهم».

كما تندد النائبة من حماس منى منصور بالاضطهاد، متحدثة في مكتب فتحته بعد تعرض مقر الحركة في نابلس للتدمير ولعدة عمليات اطلاق نار واحراق.

وتقول منى منصور وهي من نواب حماس الستة الذين فازوا في الانتخابات التشريعية عام 2006 من اصل ثمانية نواب عن نابلس «تواصل السلطة تسريح الاساتذة الذين عينتهم حكومة حماس».

وافادت ان «جميع المؤسسات المرتبطة بحماس في الضفة الغربية اغلقت اما من جانب الجيش الاسرائيلي واما من جانب السلطة الفلسطينية، وعددها 113»، ذاكرة من ضمنها مراكز ثقافية وجميعات لمساعدة الفقراء ومدارس.

وقالت النائبة وهي ارملة قيادي في حماس اغتاله الجيش الاسرائيلي عام 2001 «اكتفوا في الكثير من الحالات بشطب كلمة (الاسلامية) وتعيين عناصر من فتح في مكان اعضاء ادارة» المؤسسات والجمعيات.

وبالرغم من مشاركة ناشطين من حماس في تظاهرة دعما لغزة جرت الجمعة وكانت الاولى في نابلس منذ سنة، فقد اتهمت منى منصور اجهزة الامن بانها اعتقلت او سجلت تقارير بحق كل الذين رفعوا علم حماس.

وشارك في التظاهرة حوالى الفي شخص من انصار فتح وحماس واختلطت فيها وسط الفوضى شعارات للحركتين المتخاصمتين.

وقال حاكم نابلس جمال محيسن:«قررنا ضمن لجنة تضم جميع الحركات، ان المتظاهرين لن يحملوا سوى العلم الفلسطيني ولن يرددوا شعارات سوى من اجل الوحدة الفلسطينية»، مؤكدا مصادرة عدة لافتات ونافيا حصول اي اعتقالات.

وقال:«بالطبع، ان الانقسام بين حماس وفتح يلقي بعبئه في هذا الوضع على السكان.

يجدر بحماس ان ترد الاسلحة التي استولت عليها من السلطة الفلسطينية وفتح عوضا ان تقاتل اسرائيل وحدها».

وتتهم حماس محمود عباس بالسعي لاستعادة السيطرة على قطاع غزة مستفيدا من هزيمة محتملة لحماس، غير ان عباس نفى اي نوايا مماثلة مؤكدا الاثنين «لا يمكن ان نعمل من اجل ان تدمر حماس لنحل محلها.

ما يهمنا هو وقف الاعتداء على الشعب الفلسطيني».

وتنحصر سلطة عباس في الضفة الغربية بعدما سيطرت حماس بقوة السلاح على قطاع غزة في يونيو 2007 اثر مواجهات مسلحة مع القوات التابعة للسلطة الفلسطينية اسفرت عن مقتل واصابة المئات من الفلسطينيين.ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى