لا شيء يبدو سهلا بالنسبة لأوباما

> واشنطن «الأيام» ستيف هولاند :

> لم يقل أحد قط إن هذا سيكون سهلا. من جناحه بفندق هاي ادامز التاريخي يراقب الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما المشاكل وهي تتراكم مع استعداده لتولي مهام منصبه في غضون 15 يوما.

فخطة إنفاق ما يصل الى تريليون دولار لتحفيز الاقتصاد الأمريكي الواهن لن تكون جاهزة كي يوقعها أوباما بمجرد توليه سدة الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني بل قد تمتد المفاوضات حتى منتصف فبراير شباط.

كما دفع غزو اسرائيل لغزة لوقف إطلاق حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) للصواريخ على مدنها الجنوبية قضية الشرق الأوسط الى موقع اكثر تقدما على قائمة أوباما الطويلة من التحديات الخارجية التي تشمل العراق وافغانستان وروسيا. بل تعرض أوباما بالفعل لبعض الانتقادات في الخارج لالتزامه الصمت بشأن الحملة الاسرائيلية.

وتلقى انتقاله السلس نسبيا للسلطة ضربة حين انسحب مرشحه لمنصب وزير التجارة بيل ريتشاردسون حاكم نيو مكسيكو بسبب تحقيق اتحادي في انشطة شركة حكومية بالولاية ساهمت في اللجان السياسية الخاصة بريتشاردسون.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه تنصيب أوباما بترقب شديد قد يستقطب اكثر من مليون أمريكي الى واشنطن فإنه يتولى مهام منصبه في وقت يشهد قلقا قوميا كبيرا.

ولتطوير خطة تحفيز الاقتصاد الأمريكي وانعاشه وإعادة الأمريكيين للوظائف التي فقدوها أولوية قصوى. وربما تصبح هذه الخطة بسرعة مادة للمشاحنات الحزبية في الكونجرس وهو مصير يريد أوباما أن يتجنبه.

وصرح مساعدون بأن من المنتظر أن يشرح أوباما وجهة نظره في خطة التحفيز هذه خلال هذا الأسبوع في خطاب هام. كما تحدث أوباما الى كثيرين في كابيتول هيل مقر الكونجرس أمس الأول للتأكيد على ايمانه بأن الخطة يجب الا "تتعثر بسبب أساليب السياسات القديمة من الجانبين."

وقال "لن يكون هناك الكثير من توجيه الاتهامات والوقفات.. الشعب الأمريكي بحاجة الى التحرك الآن."

ويفسر الجمهوريون المحافظون الذين يعارضون تشكيل حكومة اكبر تصريح أوباما بأنه يود توفير ثلاثة ملايين وظيفة جديدة 80 بالمئة منها في القطاع الخاص بأنه يعني بذلك انه يريد توفير 600 الف وظيفة حكومية جديدة.

ويقول فريق أوباما إن هؤلاء العمال سيعيدون بناء الجسور والطرق وهي خطة تعيد للأذهان برنامج الرئيس الاسبق فرانكلين روزفلت للأشغال العامة في الثلاثينات.

وكتب دانيل ميتشل من معهد كاتو الليبرالي في تعليق نشر على شبكة الانترنت يقول "لست عبقريا في الرياضيات...لكن 20 في المئة من ثلاثة ملايين وظيفة تعني 600 الف بيروقراطي جديد لإزعاج الشعب الأمريكي. هل هذا هو الأمل والتغيير؟"

ودافع أوباما عن صمته بشأن حرب غزة أمس الأول وصرح للصحفيين بأنه حين يأتي الأمر للسياسة الخارجية فإنه سيلتزم بمبدأ "رئيس واحد للبلاد."

وقال أوباما "من غير الممكن أن تسمعوا صوتين قادمين من الولايات المتحدة حين يكون هناك الكثير على المحك."

وأضاف مساعد لأوباما "خلال هذه الفترة الانتقالية لن ننخرط في اي عمل من شأنه إرسال إشارات مربكة الى العالم بشأن من يتحدث باسم الولايات المتحدة."

ويرى بعض المنتقدين أن أوباما الديمقراطي فوت فرصة ليعلن اختلاف موقفه عن موقف الرئيس الجمهوري جورج بوش المؤيد لأسرائيل فيما يرى آخرون أنه فوت لحظة مناسبة للوقوف الى جانب اسرائيل.

وقال سكوت ريد المخطط الاستراتيجي بالحزب الجمهوري أمس الأول "صمت أوباما طوال هذه الأيام العشرة يصم الآذان وقد سمع في أنحاء العالم اجمع.

"أعتقد أن هذا حذر.. فيما يتعلق بأن يكون هناك رئيس واحد .. لكن عدم تأييد موقف الرئيس صدم كل الأمريكيين."

لكن شبلي تلحمي من سابان سنتر لسياسة الشرق الأوسط يرى أن أوباما على حق في التزامه الصمت.

وقال "عدم قوله اي شيء حكمة بالغة من جانبه. لا يريد أن يحسب عليه موقف في أزمة فورية في حين انه لا يستطيع أن يفعل شيئا يذكر في كل الأحوال للتأثير على ما يحدث على الأرض." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى