ايران تريد إظهار نفوذ إقليمي في أزمة غزة

> طهران «الأيام» ادموند بلير :

> تريد ايران أن تبعث برسالة الى الإدارة الأمريكية الجديدة والحكومات العربية مفادها أنها قوة يعتد بها في المنطقة من خلال الدفاع عن قضية حليفتها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قتالها مع إسرائيل.

ويقول محللون إن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الذي ينتظر أن يسعى لاعادة انتخابه في يونيو حزيران ربما وجد أيضا سببا لإسكات الانتقادات الموجهة لإدارته للاقتصاد وتراجع عائدات النفط.

لكن دعم طهران الصريح لحماس وانتقادها لرد فعل بعض الدول العربية قد يأتي بنتائج عكسية إذا ما كسبت دعم الجماهير العربية مع دفع في نفس الوقت الحكومات العربية القلقة لتصبح أقرب من الولايات المتحدة في نزاعها مع ايران.

وتتهم واشنطن طهران بالسعي الى امتلاك قنبلة نووية وهو ما تنفيه ايران. ومن المرجح أن يحتل هذا الخلاف موقعا متقدما على قائمة السياسة الخارجية للرئيس المنتخب باراك اوباما غير أن غزة ربما تطغى عليه مما يمنح ايران فائدة أخرى من الأزمة.

ويقول المحلل الايراني باقر معين "الرسالة من الايرانيين (الى واشنطن) هي أن هناك أخذ وعطاء. نستطيع أن نساعدكم في افغانستان.. نستطيع أن نساعدكم في العراق.. نستطيع مساعدتكم في لبنان وفلسطين اذا كانت بيننا وبينكم علاقات جيدة."

وأضاف المحلل ومقره لندن "نحن قوة إقليمية ويجب أن تعترفوا بهذا وأن تتحدثوا معنا على هذا المستوى اذا كنتم تريدوننا أن نكون متعاونين في القضايا التي تحتاجون الينا فيها."

واستقطبت أزمة غزة - حيث قتل 574 فلسطينيا على الأقل في الهجمات الاسرائيلية - تعاطفا من الايرانيين المحبطين ككثيرين غيرهم من المسلمين مما يعتبرونه رد فعل دوليا محدودا لوقف القتال.

لكن المتشددين كانوا الاعلى صوتا في دعم القضية الفلسطينية التي هي من دعائم الجمهورية الإسلامية منذ قيام الثورة الإٍسلامية ووسيلة ساعدت ايران في تصوير نفسها على أنها زعيمة العالم الإسلامي.

وتوجه اسرائيل الاتهام لإيران بأنها تذكي العنف من خلال إمداد حماس بالأسلحة. اما طهران التي لا تعترف باسرائيل فتقول إنها تقدم الدعم المعنوي والمادي للحركة.

ويقول محللون إنه ليس واضحا ما اذا كانت ايران شجعت حماس على عدم تجديد التهدئة مع اسرائيل في ديسمبر كانون الأول أو دفعتها الى إطلاق الصواريخ التي تقول إسرائيل إنها تحاول وقفها.

لكن محللين يرون أنه ايا كان دور ايران فإن العنف أدى الى انتكاس خطوات السلام بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية وإسرائيل وسوريا وهي مبادرات يقول محللون إن إيران تخشى أن تقوض حلفاءها.

وقال دبلوماسي غربي "يشعرون (إيران) أن الطريقة للحفاظ على النفوذ في هذه المنطقة عن طريق حزب الله قوي وحماس قوية" مضيفا أنه اذا تم حل صراع حماس او حزب الله اللبناني مع اسرائيل "ستكون هذه كارثة استراتيجية (لإيران)."

ويقارن مسؤولون ايرانيون المعركة التي تخوضها حماس بمقاومة حزب الله للهجمات الاسرائيلية عام 2006 . وأعلنت ايران النصر بعد خروج حزب الله متضررا لكنه كان متماسكا.

ويقول معين إن الصراع في 2006 "لابد وأنه شجع الايرانيين على أنه اذا ظلت حماس صامدة... فلن تخسر."

وانتقد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بعض العرب لعدم بذلهم ما يكفي من جهد وحث المسلمين على القيام بكل ما في وسعهم للمساعدة.

وخرج ايرانيون متشددون في مظاهرات امام البعثتين الاردنية والمصرية,وكل من البلدين وقع معاهدة سلام مع اسرائيل.

وينطوي انتقاد الحكومات العربية على مخاطرة. ربما تكسب طهران الجماهير العربية المحبطة من حكوماتها لكنه ايضا قد يجعل القادة العرب اكثر حذرا من طهران.

وقال الدبلوماسي "أرادوا استغلال هذه (القضية) لمنع وقوع اي شقاق بين الشيعة والسنة في المنطقة وممارسة بعض الضغط على الحكومات السنية حتى لا تكون شديدة العداء لإيران,يمكن أن نقول إن النتيجة هي العكس تماما."

ويقول محلل ايراني "إنها لعبة تنطوي على مجازفة شديدة. الحكومات العربية ستدرك أن عليها أن تأخذ ايران بجدية شديدة وفي نفس الوقت قد تندفع نحو الولايات المتحدة اذا فقدت دعم شعوبها... تدريجيا."

واستفاد أحمدي نجاد من أزمة غزة إذ شتتت الأنظار عن اضطرار حكومته على الأرجح لخفض الإنفاق خلال هذا العام الذي يشهد الانتخابات الرئاسية بعد انخفاض سعر النفط من 147 دولارا للبرميل في يوليو تموز الى أقل من 50 دولارا مما خفض مصدر الدخل الأساسي لإيران.

وقال الدبلوماسي "نرى كيف استغل المتشددون واحمدي نجاد هذا لتحويل الاهتمام عن الوضع الاقتصادي لمنع المنتقدين من معارضة الحكومة."

وأشار حميد رضا جالايبور الأستاذ بجامعة طهران الى أن التصرفات الاسرائيلية تفيد المتشددين في ايران والمنطقة وتدفع المعتدلين "الى الهامش."

لكنه قال إن انخفاض عائدات النفط يمكن على المدى الطويل أن يدفع ايران الى تخفيف حدة سياستها الخارجية لتكون اكثر اعتدالا لأنها سيكون لديها أموال أقل لتنفقها على قضاياها الإقليمية المفضلة.

ويقول جالايبور "من المؤكد أن انخفاض عائدات دولة ما يؤثر على السياسة الخارجية خاصة تلك الدول التي تتبع سياسات... قائمة على الشعارات والشعبية." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى