المكتبة الوطنية بعدن.. القراءة في الحر والظلام..!!

> «الأيام» مختار مقطري:

> في الدول المتقدمة وفي عدد غير قليل من الدول العربية، تولي الدولة اهتماماً خاصاً بالمكتبات العامة، من اختيار المكان المناسب والمبنى الفخم وسعة قاعات القراءة وتوفير جو ملائم فيها للدرس والاطلاع.

والأرشفة العلمية للكتب والاستفادة من خدمات الكمبيوتر والانترنت، ورفد المكتبة بكل أو معظم الإصدارات المحلية والأجنبية وغير ذلك مما يوفر مناخ قراءة واطلاع طبيعي، لما للثقافة من دور كبير في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وفي بلادنا لا تكف أجهزة الإعلام الرسمية في مناسبة وفي غير مناسبة من ترديد تأكيدات للاهتمام الذي توليه الأجهزة المعنية بالجانب الثقافي، في حين يؤكد الواقع أن اهتمام الدولة بعيد كل البعد عن الثقافة وأنها تنظر للاهتمام بالجانب الثقافي كنوع من الترف.

إن المكتبات العامة وجه حضاري مشرق في أي دولة وفي كل مدينة، والمكتبة الوطنية بعدن امتداد لماضيها الثقافي المزدهر وتأكيد لدورها الريادي في الفكر والأدب والفن والصحافة وغير ذلك من الأنشطة الثقافية، ولذلك عرفت عدن المكتبات العامة في خمسينيات القرن الماضي وربما أبعد من ذلك. وقبل أسبوع دخلت صباحاً المكتبة الوطنية لأقرأ في كتاب، لكني غادرتها ولم أقرأ شيئاً لأن التيار الكهربائي كان مفصولاً، وفي ظل فصله يصبح ضوء الشمس النافذ إليها من زجاج النوافذ أقرب إلى الظلام، كما أن شتاء عدن لا يضمن البرودة في القاعات المغلقة، والبقاء ربع ساعة في المكتبة كافٍ ليشعر روادها بحرارة الجو وتبدو وجوههم تتصبب عرقاً مما يتلف ورق الكتب المقروءة.

عدت بعد أسبوع للمكتبة لأجد التيار الكهربائي لايزال مفصولاً أيضاً.. فكيف ندعي أننا نولي الثقافة اهتماماً خاصاً ونؤسس مكتبة ثم لا نهتم بتوفير الجو الملائم فيها للقراءة.. عرفت من بعض الموظفين أن فواتير استهلاك الكهرباء تدفعها الهيئة العامة للكتاب بصنعاء.. فما الذي حدث؟ سؤال يبحث عن إجابة خصوصاً وأنها ليست المرة الأولى التي يفصل فيها التيار الكهربائي عن المكتبة الوطنية بعدن.. ولن أتحدث هنا عن الأوضاع المتردية التي تعانيها المكتبة، ولكن الكهرباء هي أول وأهم شروط توفير جو ملائم بحده الأدنى داخل المكتبة، كما عرفت أن إدارة المكتبة أوقفت الفترة المسائية بسبب فصل التيار الكهربائي، وهي الفترة التي تستقبل فيها المكتبة عدداً كبيراً من الرواد من الباحثين والمهتمين وطلاب الكليات والثانوية والمعاهد والمرحلة الأساسية، فما ذنب كل هؤلاء؟ خصوصاً وأن الامتحانات الفصلية باتت على الأبواب.

نداء عاجل أوجهه للأخوة وزير الثقافة ورئيس الهيئة العامة للكتاب ومحافظ عدن لإيجاد حل عاجل للتيار الكهربائي المفصول عن المكتبة الوطنية بعدن لإعادته سريعاً ثم إيجاد حلول كفيلة بعدم تكرار ذلك وتحسين الأداء داخل المكتبة وتوفير كل ما من شأنه خدمة الثقافة والمثقفين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى