وللفن أسراره.. ثروة فنية تحت مقاعد المخابرات السرية

> «الأيام» فاروق الجفري:

> عام 1943م كانت القوات الألمانية مسيطرة بشكل عام على فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت دوريات المخابرات الألمانية (الجستابو) تجوب شوارع باريس وتستوقف كل من تشتبه فيه لاستجوابه والتحقيق معه.

واقتحم الألمان المنازل وسلبوا الممتلكات الخاصة والأشياء الثمينة من الفرنسيين العزل. وعلى بعد 67 كيلو مترا من باريس كان بعض ضباط المخابرات السرية الألمانية يأكلون ويشربون في منزل الفنان الفرنسي (هنري فيفر)، ولكن من دون أن ينتبهوا لوجود الكنز المخبوء تحت مقاعدهم الذي يساوي ثروة لا تقدر بثمن.. فمنذ عام 1900م كان الفنان (فيفر) هاويا لجمع تحف الفن الإسلامي من جميع أنحاء العالم وتضم عددا من الأعمال الفنية أبرزها المنسوجات الإيرانية الكلاسيكية، ومجموعة من التحف والمخطوطات الإسلامية.

ولذا فإن ضياع كنزه كان يعني نكسة مروعة لتاريخ الفن الإسلامي وفقدا لحلقة من حلقات تطوره وتنوع موضوعه. وقد توفي الفنان (فيفر).. وفي عام 1950م كان السلام قد عاد إلى فرنسا، وبدأت أوروبا تستعيد قوتها تدريجيا، لكن الأوساط الفنية كانت تتحدث بقلق وحزن عن اختفاء كنز الفنان (فيفر) الأثري من منزله.

واعتقد البعض أن النازيين الألمان في ذلك الوقت قد استولوا عليه وحفظوه في مكان سري في فرنسا أو أنه تعرض للتلف خلال عملية نقله أثناء الحرب، سواء بتحطيم الطائرة أو تفجير القطار الذي يحمله إلى ألمانيا، ولكن فجأة ظهرت بعض من التحف الأثرية للفنان (فيفر) الضائعة في أحد المزادات في لندن عام 1995م، مما أثار ضجة كبيرة.

المهم هل كانت هذه التحف بالفعل جزءا من كنز الفنان (فيفر)؟ وهل مازالت بقية الكنز موجودة؟ وإذا كانت كذلك فأين هي؟ لأن وجود هذا الكنز يضيف المزيد من المعلومات عن تاريخ الفن الإسلامي الحافل بالحضارة الإسلامية الشامخة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى