كلمة اليوم .. النهب يارجال

> رئيس التحرير:

> نحن في «الأيام» لم نعتد الخوض في شكاوى شخصية خاصة إلا متى ما شعرنا أن هذه الشكوى أو المظلمة جزء من قضية عامة يئن منها أبناء هذه المحافظة الباسلة أو أبناء الجنوب بصفة خاصة وأبناء الوطن بصفة عامة.

وعلى هذا الأساس فإنني أتناول اليوم في هذا المقال معاناة أبناء الجنوب من النهب المستمر لأراضيهم وهي جزء من حقوقهم المنهوبة كاملة وأطرح مثالا على ذلك هاتين القصتين ليطلع عليهما المواطنون لأنهما تشكلان الباطل والقهر بعينهما والدوس على الحق الذي قال عنه المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: (الساكت عن الحق شيطان أخرس يوم القيامة) ونضيف نحن أن الساكت عن الحق لا حياء ولا حياة له لأنه قبل الضيم على نفسه وعلى أولاده وحفدته من بعده.

القصة الأولى هي أن أباطرة مكتب الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني في عدن وفي مقدمتهم شيخهم وغنيهم يعبثون بحقوق البسطاء والضعفاء من الناس الذين لاحول لهم ولاقوة ويحولون حقهم إلى باطل مستمدين قوتهم ونفوذهم من متنفذين يقومون بتمكينهم من حقوق الآخرين بالباطل ولذلك تجد أن هؤلاء المتنفذين تنجز معاملاتهم بسرعة البرق بينما المواطن الغلبان يتم اللعب والضحك عليه وتسويفه لأعوام .. وما قضية أختي عنان محمد علي باشراحيل إلا واحد من هذه الأمثلة .. فقد صرفت لها قطعة أرض في حقات ودفعت رسومها إلا أن أحدهم بسط عليها ثم أعطيت لها قطعة أخرى في خورمكسر بمساحة 300 متر مربع كقطعة من أصل سبع قطع وزعت على آخرين بنوا عليها مساكن وسكنوها إلا أن أباطرة الهيئة ومنذ عهد الدكتور يحيى الشعيبي عندما كان محافظاً لعدن وهم يسوفون في إعطائها ترخيصاً للبناء وتكررت الحكاية نفسها مع المحافظ التالي الأستاذ أحمد الكحلاني وكذا الدكتور عدنان الجفري أخيراً الذي اصطحبته إلى الأرضية وبمعية شيخ بانافع ليرى بأم عينه الأعذار الواهية التي يبديها أباطرة الهيئة وظلمة الناس.

فشيخ بانافع يدعي أن الأرضية بمجملها ملعب أطفال ولايمكن لها البناء عليها علماً أنه لم يتبق منها سوى 190 متراً مربعاً وبهذا الإجراء يحاول أن يثبّت لمن نهب الأرض أرض أختي عنان بأساليبه الملتوية .. لقد أمر الدكتور عدنان الجفري شيخ بانافع بمنح الترخيص لأختي إلا أنه يوم أمس الأول وعندما اتصلت به أبلغني بالرفض وقلت له وأوامر محافظ عدن لك؟ رد قائلا: إنني لن أمنح الترخيص إلا بأوامر من صنعاء .. أولاً هل هذا هو الحكم المحلي الذي يتحدثون عنه؟ وثانياً إن شيخ بانافع هو من أبناء أو أهالي هذه المحافظة ولا يمكن القبول به مسؤولاً فيها وهو بهذه الاستكانة والضعف، إن لم يكن هناك مآرب أخرى، لأن الله قوي يحب الأقوياء .. أما الغني وهو يعرف نفسه فقد جيء به من صنعاء على أنه خبير وكأن عدن خلت من الكوادر وهي التي كانت عاصمة لدولة تدار بأحدث النظم الإدارية البريطانية.

علماً أن أكثر من صديق يزور مكتب الهيئة بعدن يؤكد أن المراجعين للأراضي وعقودها غالبيتهم من خارج المحافظة!

القصة الثانية إن أخوة مغتربين وصلوا عدن وطلبوا من أحد السماسره أن يريهم بعض الأراضي ولما استقر رأيهم على أرضية معينة قال لهم السمسار بأن مالكها يقيم خارج عدن ولما عاد إليهم بعد الاتصال بالمالك أبلغهم بأنه يريد خمسين مليون ريال خالصة فطلبوا من السمسار الاتصال به للوصول إلى عدن ليريهم الأرض وينهوا عملية الشراء وقد فوجئ الجميع عندما طلبوا من المالك أن يريهم الأرض أن قال لهم إن هذه هي زيارتي الأولى لعدن ولا أعرف أين الأرض وسوف أبيع لكم أوراقاً .. وبعد التأكد من أباطرة الهيئة أن الأوراق التي يملكها هي للأرضية نفسها تسلم البائع مبلغ الخمسين مليون ريال وغادر عدن بعد ست ساعات.

بعد كل ما سردناه وحكايات أخرى نحتفظ بها يطلب منا أن نشارك في إنجاح الانتخابات لكي نشارك في صنع المآسي نفسها.. وأين تقرير باصرة - هلال؟ وماذا تم من إجراءات بشأن قرار مجلس الوزراء بإحالة من جاءت أسماؤهم من المتنفذين في تقرير باصرة - هلال منذ أكثر من عام إلى النيابة والقضاء ولم نسمع شيئاً قد حدث؟!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى