دعوات لإسرائيل لقبول خطة مصرية لوقف إطلاق النار في غزة

> غزة «الأيام» نضال المغربي :

>
انضمت الولايات المتحدة إلى أوروبا في دعوة إسرائيل أمس الأربعاء لقبول اقتراح مصري لوقف إطلاق النار وانهاء هجومها الذي بدأ قبل 12 يوما على قطاع غزة حيث استؤنفت المعارك بعد هدنة استمرت ثلاث ساعات.

وفي حين واصلت إسرائيل هجومها بعد الهدنة القصيرة التي كانت تهدف للسماح لمنظمات الإغاثة بتوزيع المساعدات الغذائية قال مسؤولون اسرائيليون اليوم ان اسرائيل وافقت على "المبادئ" الواردة في الاقتراح المصري لاسيما حرمان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من إعادة تسليح نفسها من خلال أنفاق التهريب عبر الحدود مع مصر.. لكنهم قالوا إنه ينبغي دراسة التفاصيل.

وضغطت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس على نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني في مكالمة هاتفية بينما يدرس مجلس الأمن الدولي تحركا لوقف الهجمات الإسرائيلية على القطاع والتي قتل فيها 653 فلسطينيا حسبما ذكر مسؤولون طبيون.

وقال مسؤول امريكي كبير مرافق لرايس التي تعتزم البقاء في نيويورك لدفع الجهود الدبلوماسية "نحاول المضي قدما هنا على كثير من الجبهات المختلفة."

وتدعو الخطة إلى وقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل - والتي تقول إسرائيل إنها سبب هجومها على القطاع الذي بدأ في 27 ديسمبر كانون الأول - وفتح المعابر الحدودية مع القطاع وهو مطلب رئيسي لحماس وانهاء تهريب السلاح إلى غزة.

وقالت حماس أيضا إنها تناقش المقترحات التي شاركت في إعدادها فرنسا غير أن العنف تواصل,وكان أحدث الضحايا رجل فلسطيني وثلاثة أطفال قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة في شمال قطاع غزة.

وزاد الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما الضغوط على إسرائيل لانهاء حملتها بقوله بعد صمت طويل إنه يشعر "بقلق عميق" وسوف "يتعامل فورا" مع الوضع في الشرق الأوسط بمجرد توليه الرئاسة في 20 يناير كانون الثاني.

وأضاف في مؤتمر صحفي "لن يقتصر الأمر على الوضع قصير المدى ولكن سنبني عملية يمكننا من خلالها تحقيق سلام أكثر استمرارا في المنطقة."

ويعتقد محللون إسرائيليون أن إسرائيل أمامها مهلة لانجاز حملتها في غزة تنتهي بتولي أوباما وإلا فستخاطر بتوتر محتمل في العلاقات مع واشنطن في بداية عهد إدارة جديدة.

وقالت الإدارة الأمريكية اليوم إن هناك حاجة عاجلة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الصراع لكنها أضافت أن الجهود معقدة بسبب كثرة عدد الأطراف المشاركة.

وأضافت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين في واشنطن "إننا نعمل على تحقيق ذلك بأسرع ما يمكن."

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند "ألاحظ بصيص احتمال لوقف إطلاق النار... من المبكر جدا قول إن بإمكاننا تحقيق انفراجة."

وبعد يوم من مقتل 42 فلسطينيا في قصف إسرائيلي قرب مدرسة تديرها الأمم المتحدة في غزة قالت إسرائيل انها تنظر "بايجابية" الى المحادثات التي تجريها مع مصر بشأن اقتراح لوقف أوسع لإطلاق النار عرضه الرئيس المصري حسني مبارك.

وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت "نرحب بالمبادرة الفرنسية المصرية. نريد لها أن تنجح." وقرر مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن إرجاء التصويت على اصدار امر للقوات المسلحة بدخول المراكز السكنية في قطاع غزة.

وذكر مسؤولون ان المسؤول الدفاعي الاسرائيلي الكبير جلعاد عاموس سيسافر الى القاهرة غدا لبحث التفاصيل.

وقال مسؤول كبير ان اسرائيل وافقت على مبادئ الخطة التي قدمتها مصر لوقف لاطلاق النار.

وتطالب إسرائيل بأن يشمل اي وقف لإطلاق النار تشكيل قوة دولية متخصصة للبحث عن الأنفاق على طول الحدود بين غزة ومصر وتدميرها ومنع حماس من إعادة تسليح نفسها وإطلاق الصواريخ على بلدات إسرائيلية.

وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عبر الهاتف من تل ابيب إن الاتحاد مستعد لمساعدة مصر في منع تهريب السلاح عبر حدودها مع قطاع غزة في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وقال "اليوم نحن نمتلك الإرادة والتكنولوجيا .. نمتلك الوسائل ... لمنع تهريب السلاح."

وقالت الحكومة الهولندية اليوم ان هولندا والدنمرك اقترحتا تشكيل بعثة تابعة للاتحاد الاوروبي لمراقبة الحدود بين قطاع غزة ومصر.

وقال مسؤول فلسطيني ان قادة حماس الذين يريدون انهاء حصار اسرائيل للقطاع أحيطوا علما بمقترحات الرئيس المصري حسني مبارك وانهم يجرون مشاورات داخلية بشأنها.

وسيطرت حماس على غزة بعد معارك مع قوات موالية للرئيس محمود عباس في عام 2007.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس إنه يجب وقف الهجوم الإسرائيلي ورفع الحصار وانسحاب "القوات الصهيونية" قبل إمكانية الحديث عن قضايا أخرى بما فيها التهدئة وإطلاق الصواريخ.

وفي حين أمرت إسرائيل بتوقف مدته ثلاث ساعات في العمليات العسكرية "الهجومية" للسماح بدخول المساعدات الإنسانية درست إسرائيل أيضا بدء مرحلة ثالثة من الهجوم وتشمل التوغل في المدن ومخيمات اللاجئين بالقطاع.

لكن مسؤولا إسرائيليا قال ان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بشؤون الامن أرجأ اليوم (أمس) التصويت على اصدار الامر للقوات المسلحة بدخول المراكز السكنية في القطاع مشيرا إلى المساعي التي تقودها مصر وفرنسا لضمان التوصل إلى هدنة مع حركة حماس.

وتحمل المعارك التي يمكن أن تندلع في شوارع وأزقة غزة الضيقة مخاطر سياسية بالنسبة لزعماء إسرائيل في الانتخابات القادمة المقررة في العاشر من فبراير شباط نظرا لأنها قد تؤدي إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف الجانبين.

وغامر الفلسطينيون في قطاع غزة بالخروج من بيوتهم طلبا للطعام اليوم خلال هدنة استمرت ثلاث ساعات تمثل خطوة أولى باتجاه وقف لإطلاق النار اقترحته مصر وتناقشه حاليا كل من إسرائيل وحركة حماس.

وقال أحمد أبو كامل وهو اب لستة أبناء يسكن بالقرب من مدينة غزة "الطعام والحليب.. ما الذي يمكن أن نأمل في الحصول عليه غير ذلك في ثلاث ساعات. نريد أن ينتهي الوضع كله."

واستؤنفت الاشتباكات سريعا بالمنطقة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت من الواحدة بعد الظهر حتى الرابعة مساء (11:00-14:00 بتوقيت جرينتش). وعاد الفلسطينيون إلى منازلهم بعدما تسوقوا وزاروا أقاربهم.

وقالت إسرائيل إنها ستوقف الهجمات في قطاع غزة خلال تلك الساعات يوميا لتسهيل تدفق المساعدات إلى القطاع الذي يسكنه 1.5 مليون نسمة.

وفي معارك جديدة قال مسعفون ان 15 فلسطينيا قتلوا في هجمات اسرائيلية على قطاع غزة.. كما أطلق النشطاء 15 صاروخا على الاقل على جنوب اسرائيل دون وقوع اي اصابات.

وقتل عشرة إسرائيليين بينهم ثلاثة مدنيين في الهجمات الفلسطينية منذ بدأ الهجوم الإسرائيلي يوم 27 ديسمبر كانون الأول.

وتقول إحصاءات للأمم المتحدة إن أكثر من ربع القتلى الفلسطينيين من المدنيين لكن منظمة فلسطينية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان قالت إن القتلى المدنيين يمثلون 40 بالمئة من إجمالي القتلى.

ودعت الأمم المتحدة إلى التحقيق في القصف الإسرائيلي للمدرسة التابعة للأمم المتحدة في مخيم جباليا للاجئين أمس الأول.

واتهم الجيش الإسرائيلي حماس باستخدام المدنيين "دروعا بشرية" وقال إن قواته أطلقت قذائف مورتر على مدرسة الفاخورة بعدما أطلق نشطاء قذائف مورتر على مواقعها من داخل المدرسة الواقعة بمخيم جباليا للاجئين.

وقال كريستوفر جنيس المتحدث باسم وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي تدير المدرسة في مخيم جباليا "نحن متأكدون بنسبة 99.9 في المئة بعد تحقيق أولي انه لم يكن هناك نشطون داخل المدرسة."

وقال معاون للرئيس الفلسطيني انه امر مسؤولين بدراسة امكانية مقاضاة اسرائيل امام محاكم دولية بسبب الهجوم على مدرسة جباليا.

(شارك في التغطية دان وليامز وادم انتوس في القدس وعزيز القيسوني في شرم الشيخ وكلوديا بارسونز ولوي شاربونو بالأمم المتحدة) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى