القرآن ومعجزاته

> «الأيام» محمد حسين الدباء:

>
شغف العرب والمسلمون منذ النبوة إلى يومنا هذا بالالتفاف حول القرآن الكريم، فقد شغلهم دراسة وتأليفا واستنباطا لما فيه من الدرر واللآلئ.. فلا غرو إذا انصرف العلماء إلى خدمة القرآن الكريم، حيث بدؤوا أول الأمر بجمعه وتدوينه وتنقيطه وتشكيله وبيان وجوه القراءات فيه، متدبرين غريبه، مفسرين ألفاظه، مستكشفين معانيه.

وعبر منبر الحق وشمس الحقيقة «الأيام» سأعرض بعض معجزات القرآن البيانية والعلمية، وكما عهدناها سباقة للخير منذ تأسيسها على يدي المغفور له بإذن الله تعالى عميدها الأستاذ محمد علي باشراحيل، سائلين المولى عز وجل أن يجعل كل أعمال الخير التي تقوم بها «الأيام» في ميزان حسنات أصحابها..آمين.

«إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله والنور والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيتشعب، ولا يعوج فيقوم، لا تنقضي عجائبه، ولا يخلق من كثرة الرد، اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات، أما أني لا أقول (ألم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف».. صدق رسولنا صلى الله عليه وسلم.. وقوله:«ولا تنقضي عجائبه»- أي القرآن - لأنه معجزة محمد صلى الله عليه وسلم.. ومعجزات القرآن متعددة وكثيرة وفي مجالات مختلفة، فهو شامل وكامل منها:

أولا: التعبير القرآني:

لا خلاف بين أهل العلم أن التعبير القرآني فريد في علوه وسموه، وأنه أعلى الكلام و أرفعه، وأنه بهر العرب فلم يستطيعوا مداناته والإتيان بمثله، مع أنه تحدَّاهم أكثر من مرة.. فأول الأمر تحدَّاهم أن يأتوا بعشر سور، قال تعالى:(أم يقولون افتراه قُل فأتوا بعشر سورٍ مثله مفتريات وادعو من استطعتم من دون الله إن كنت صادقين).. آية (13) سورة (هود).. فلما انقطعوا وقامت عليهم الحجة تحدَّاهم بأن يأتوا بسورة من مثله، قال تعالى:(... فأتوا بسورة من مثله..) آية (23) سورة (البقرة)، فانقطعوا - أيضا - وقامت الحجة عليهم.

ثانيا: الكلمة في القرآن الكريم:

إن المفردة في القرآن الكريم - الكلمة الواحدة - موضوعها واسع متشعب الأطراف ومتعدد المناحي سواءً أكانت الكلمة من حيث الذكر والحذف أم الإبدال أم عندما تأتي الكلمة الواحدة على وزنين (فَعَّل، أفعل) أم الإفراد والتثنية والجمع أم الحركة غير الإعرابية أم تعاور المفردات.. فعلى سبيل المثال (الذكر والحذف) فقد تحذف في المفردة الواحدة حرف أو حرفان، أو يزيد حرف أو حرفان مثلا: (استطاعوا) و(اسطاعوا)، (تتنزَّل) و(تنزَّل)، (تتوفاهم) و(توفاهم)، (لم يكن) و(لم يكُ) وما إلى ذلك.. فهل هذا الذكر والحذف في الكلمات السابقة جاء لغرض أم اعتباطا.. بلى لغرض، فالكلمة بل الحرف في القرآن الكريم وضع لغرض ودلالة مقصودة وليس اعتباطا.

ثالثا: الإعجاز العلمي في القرآن الكريم:

كلما تطور العلم وتوسع وكشف عن ظاهرة علمية جيدة نجد أن القرآن الكريم قبل (1400) عام ذكرها في آياته في تلك العصور الماضية سواءً أكان في علم الأجنة والإنسان أم الكون أم النباتات أم الحيوانات أم البحار أم الرياح..إلخ.

رابعا: الإعجاز العددي في القرآن الكريم:

إن الإعجاز العددي في القرآن دليل آخر على أن هذا القرآن من عند خالق الخلق وليس ليد إنسان مهما بلغت فصاحته وعلمه وقدرته أن ينظم أعدد الكلم باتفاق مثل القرآن الكريم.. فمثلا ذكر (الجنة) و(النار) في القرآن تساوى من حيث العدد، وكذا (السماء) و(اللأرض) و(الخير) و(الشر) وهلم جرا..

أخيرا.. سنتجول عبر هذا العمود «القرآن ومعجزاته» في بساتين القرآن، ونقطف أجمل الورد، وننهل من معينه العذب.. تارة من التعبير القرآني وتارة أخرى من المفردة (الكلمة) في القرآن الكريم وتارة من الإعجاز العلمي والعددي.. وسنحاول - إذن الله تعالى - أن نفصل قدر الاستطاعة.. علما أن ليس لي في هذا العمود سوى فضل الاختيار وحسن الاختصار.. سائلا الملك العظيم العلي الكبير، الغني اللطيف الخبير، المتفرد بالعزة والبقاء والإرادة والتدبير أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه ويجزيني والقائمين على هذه الصحيفة وعلى رأسهم عميدها - رحمه الله - وابنيه الأستاذين هشام وتمام خير الجزاء. آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى