نظام العالم الجديد يتشكل قبالة ساحل الصومال.. هل سيؤدي إلى تعاون وثيق أم خصومة أم شر لايمكن التكهن به؟

> لندن «الأيام» ماثيو توستفين:

>
طائرة الاستطلاع تطير قرب الفرقاطة
طائرة الاستطلاع تطير قرب الفرقاطة
حصل القراصنة الصوماليون الذين أفرجوا عن ناقلة النفط السعودية العملاقة على فدية قدرها ثلاثة ملايين دولار حسبما ذكره أعوان لهم. إنه مبلغ كبير من المال في واحدة من أفقر دول العالم وأكثرها معاناة من ويلات الحروب.

لكن المياه قبالة سواحل الصومال باتت أكثر ازدحاما من أي وقت مضى بالسفن الأجنبية التي تحاول وقف القراصنة.

وإلى جانب جعل الحياة أكثر صعوبة على الخاطفين أصبحت هذه القوات تجسيدا حقيقيا لانتقال النفوذ العالمي الذي كثر الحديث عنه من الغرب إلى الشرق فيما يتعلق بالقوة العسكرية فضلا عن القوة الاقتصادية. ويثير هذا تساؤلا بشأن ما إذا كان هذا سيؤدي إلى تعاون وثيق أم خصومة أم شيء لا يمكن التكهن به.

وفي الأسبوع الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها تعتزم تدشين قوة خاصة لمكافحة القرصنة تتفرع عن قوة ائتلافية بحرية موجودة بالمنطقة بالفعل منذ بدء «الحرب ضد الإرهاب» التي قادتها الولايات المتحدة ضد أفغانستان عام 2001 . ولم يتضح بعد ماذا سيعني هذا على الصعيد العملي إذ إن السفن الأمريكية جزء بالفعل من قوات تحاول وقف قراصنة العصر الحديث المزودين بزوارق سريعة وقذائف صاروخية. ولم يتضح أيضا أي الدول التي ستنضم إلى القوة التي تقودها الولايات المتحدة بدلا من العمل بموجب تفويضها الخاص.

صور تظهر مرافقة الفرقاطة (إيل فلوريال) وطائرة استطلاع وجنود فرنسيين لسفينة تجارية دنماركية محملة بمواد حساسة لحمايتها من القراصنة في خليج عدن أمس
صور تظهر مرافقة الفرقاطة (إيل فلوريال) وطائرة استطلاع وجنود فرنسيين لسفينة تجارية دنماركية محملة بمواد حساسة لحمايتها من القراصنة في خليج عدن أمس
وجاء الإعلان الأمريكي بعد يومين من بدء السفن الصينية مهمة لمكافحة القرصنة في خليج عدن. وهذه هي المرة الأولى التي تبحر فيها سفن حربية صينية إلى أفريقيا بخلاف الزيارات الودية منذ قاد الأميرال شينج من أسرة مينج أسطولا قبل 600 عام. واستقبل الانتشار الصيني بتدقيق كبير من جانب المجتمع الاستراتيجي من نيودلهي إلى واشنطن. ولحق الصينيون بدول آسيوية أخرى.

وللهند سفن بالمنطقة بالفعل. وكذلك ماليزيا التي أحبطت قواتها البحرية هجوما واحدا على الأقل للقراصنة هذا الشهر.

أما روسيا التي تريد إعادة تأكيد قوتها فأرسلت سفينة حربية بعد ازدياد القرصنة في خليج عدن بين الصومال واليمن. وللاتحاد الأوروبي بعثة هناك. وبالنسبة للدول الآسيوية هناك سبب وجيه لإرسال سفن حربية. فهذا هو الطريق التجاري الرئيسي للأسواق في أوروبا وقد خطفت سفن لها.

وترفع الهجمات على سفن الشحن تكاليف التأمين وتضطر بعض السفن إلى استخدام كم أكبر من الوقود عند سلوكها الطريق الأطول والأكثر أمنا حول أفريقيا بدلا من سلوك قناة السويس.

لكن المؤكد أن هناك أدلة تدعم تقرير مجلس المخابرات القومي الأمريكي «الاتجاهات العالمية 2025» فيما يبدو الذي صدر في أواخر العام الماضي وأبرز التراجع النسبي في نفوذ واشنطن طويل المدى في مواجهة صعود الصين والهند.

وإلى جانب أن هذه فرصة للقوى العالمية القديمة والجديدة لإظهار قوتها فيما يتعلق بالأرقام فإن عمليات مكافحة القرصنة قبالة الصومال يمكن أن تكون اختبارا للفاعلية نوعا ما.

وفي حين ستفوق المعدات التي تملكها القوات البحرية تلك التي يملكها القراصنة دوما فإن القوى الجديدة قد تستفيد من وضع قواعد للاشتباك أكثر قوة. لكن هذا قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء. وفي نوفمبر أعلنت الهند نجاحها في إغراق سفينة للقراصنة.

سفينة الشحن الدنماركية
سفينة الشحن الدنماركية
ثم تبين فيما بعد أن سفينة تايلاندية تحمل معدات صيد تم إغراقها أثناء محاولة خطفها.

وأبلغ عن فقد معظم أفراد طاقمها. وهناك مساحة شاسعة من المياه يجب تغطيتها وهذا أحد أسباب الصعوبة الشديدة التي تواجهها القوات البحرية في وقف جرائم الخطف لكن وجود عدد كبير من القوات البحرية بالمنطقة نفسها وفي الوقت نفسه لابد وأن يثير تساؤلات بشأن مدى الكفاءة التي ستعمل بها معا.رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى