الجدوى من الأمم المتحدة للعرب والمسلمين وللدول المحبة للسلام

> عبدالسلام عسكر:

> ما الفائدة من بقاء الدول العربية والإسلامية في الأمم المتحدة ! وحق النقض الفيتو في يد أمريكا وحلفائها، وما الجدوى من تكرار ذهابنا إلى الأمم المتحدة كلما اعتدت علينا إسرائيل؟ فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتين مابالك ونحن نتعرض للظلم والقهر على يد مجلس الأمن الدولي منذ تأسيس الأمم المتحدة .

ماذا لو انسحب العرب والمسلمون والدول المحبة للسلام وأسسوا كيانا آخر يسود فيه العدل والمساواة وعدم الكيل بمكيالين، لماذا لانجرب ذلك ؟ فلن نخسر شيئاً بل بالعكس من ذلك سيتم إعادة التفكير في أسس جديدة تقوم عليها الأمم المتحدة ومنها إعطاء الدول العربية والإسلامية كرسيا دائما يحق للعرب والمسلمين استخدامه للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية العادلة فلايعقل أن نظل تحت رحمة أمريكا ومن يسير في ركبها وهي من تدعم الكيان الغاصب في جميع المجالات السياسية المالية والعسكرية ولولاها لانهار هذا الكيان الظالم عام 1948م بغير رجعة .

فلاشك أن لكل منا عقلا يفكر فيه والمتأمل للفائدة التي يجنيها العرب من قرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي في جميع الطلبات التي يتقدم بها العرب سواء فيما يخص القضية التاريخية للعرب والمسلمين (فلسطين) أو في القضايا الأخرى كقضايا العراق والسودان والصومال وأفغانستان نجدها تضرنا ولم تنفعنا يوماً، فالدول الخمس دائمة العضوية هي التي تتحكم في القرارات الملزمة التنفيذ وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول استخداماً لحق النقض الفيتو. المصيبة أن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت الفيتو للدفاع عن كيانها المغروس في قلب الأمة أكثر من استخدامها الفيتو في صالح قضايا الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، فهي الراعية والداعمة له منذ تأسيسه إلى جانب بريطانيا والدول الغربية وهذه الدول هي التي تعطيه الشرعية في ضرب الدول العربية والإسلامية ليمارس أبشع الجرائم والمذابح في حق الشعوب العربية في فلسطين ولبنان، فإسرائيل تقوم بهذه الأفعال من دون خوف أحد فأمريكا وحلفاؤها على استعداد لتعطيل أي قرار أو مجرد إدانة أو إشارة تحمل إسرائيل المسؤولية وبالتالي لاتخاف من المساءلة القانونية، فأمريكا تعطي الحصانة لمجرمي الحرب من قادة إسرائيل ولاتسمح بجرهم إلى محكمة العدل الدولية لينالوا جزاءهم العادل كمجرمي حرب كالرئيس الصربي.

فعندما تشاهد وزيرة الخارجية الأمريكية في أروقة الأمم المتحدة، وهي تروح وتجيء وبعدها وزارة خارجية دول الترويكا العربية وكأنهم تلاميذ يستجدون العطف والرحمة من تلك العجوز الشمطاء لكي توقف إسرائيل عن قصف المدنيين في قطاع غزة وهم على علم بأنها لن تصدر قراراً إلا متى ما طلبت منها إسرائيل ذلك، فوالله إنني أشعر بالخجل من بعض قادة بني جلدتنا حينما تسمع بطل أمريكا الجنوبية جيفارا القرن الواحد والعشرين هوجو شافيز يقوم بطرد سفير إسرائيل لديه احتجاجا على المذابح التي تقوم بها في قطاع غزة بينما لا يجرؤ بعض القادة العرب الذين لهم علاقات دبلوماسية وسفارات مع إسرائيل على فعل ما قام به الرئيس الفنزولي والأدهى من ذلك أنهم يتآمرون مع إسرائيل على ضرب أبناء غزة تارة بالحصار وتارة أخرى بإمداد أعداء الأمة بالمعلومات الاستخباراتية لتسهيل مهمة ضرب الأهداف والقادة للمقاومة الفلسطينية البطلة.

وفي الأخير لايسعنا إلا أن نقول لأبطال المقاومة السلام عليكم يوم ولدتم ويوم تموتون ويوم تبعثون أحياء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى