إندبندت أون صنداي: غزة.. مرحبا في الجحيم

> لندن «الأيام»عن البي بي سي:

> طبعات أمس الأحد من الصحف البريطانية قدمت تغطيات خاصة لتطورات الأوضاع في غزة بالتركيز على الجوانب الإنسانية والتحليلات السياسية للموقف.

(الاندبندنت أون صنداي) نشرت تقريرا مطولا لفريق مراسليها مصحوبا بصورة لطفل فلسطيني جريح واختارت له عنوان (مرحبا في الجحيم: بؤس غزة المتواصل).

التقرير بدأ برصد لأبرز التطورات الميدانية خلال الأسبوع المنصرم ثم تحول إلى الوضع الإنساني وقدم لنا نماذج لحالات الضحايا ومنها أولفيرا الجارو وهي أوكرانية كانت متزوجة من طبيب فلسطيني وقتلت في القصف لتصبح اول أجنبية تفقد حياتها.

أولفيرا(36 عاما) كان بمقدورها مغادرة القطاع مع مئات الأجانب الآخرين ولكنها فضلت البقاء لأن إسرائيل لم تسمح لبقية أفراد العائلة بالمغادرة، ثم فقدت حياتها مع ابنها يوسف ذي العام الواحد في قصف استهدف منزلهم أسفر أيضا عن إصابة ابنتها ياسمين بجروح خطيرة وابنها الرابع عبد الرحمن بجروح طفيفة.

وينتقل التقرير بعد ذلك لزوجها وهو الطبيب بمستشفى الشفاء في غزة عوني الجارو الذي أصيب بجروح في رأسه في الصف وقال للصحيفة إنه وجد جثة زوجته مشطورة إلى نصفين وابنه مجرد أشلاء.

وتضيف الصحيفة أن «الموت القادم من السماء ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه سكان غزة فالخدمات الصحية على وشك الانهيار التام».

فمثلا في مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات غزة يؤكد عوني الجارو أن العمل يجري بالاعتماد على أربعة مولدات كهربائية تعمل على مدار الساعة بعد أن انقطعت الكهرباء تماما عن المستشفى منذ سبعة أيام إثر توقف محطة الطاقة الرئيسية في القطاع عن العمل بسبب نقص الوقود.

أما الدكتور حسن خلف مدير المستشفى فيتسائل في تصريح للصحيفة سيكون الوضع فظيعا عندما ينجو الجرحى من الموت في القصف ثم يموتون في المستشفى بسبب نقص الكهرباء؟

وحذرت الصحيفة أيضا من كارثة بيئية في القطاع بحسب تأكيدات البنك الدولي فسكان غزة مهددون بأن تغمرهم مياه الصرف الصحي. ويشير التقرير إلى أن القصف إسرائيلي قد يؤدي إلى انهيار جدران أكبر خزان لتجميع مياه الصرف الصحي والذي يحوي نحو 450 مليون جالون من فضلات الإنسان.

وزاد الخطر نتيجة شح الوقود فتوقفت آلات الضخ التي كانت تنقل هذه الفضلات إلى محطة المعالجة، ويقول التقرير إنه لو انهار هذا الخزان فستغرق الفضلات نحو مائة ألف شخص ما قد يؤدي لسقوط ضحايا أكبر من عدد ضحايا القصف.

أما الحل الوحيد لإنقاذ هذا الخزان فهو توفير الوقود لتشغيل آلات الضخ والسماح بإدخال قطع غيار لها ووقف استهداف المنطقة المحيطة بالخزان وهو ما قالت الصحيفة إنه يبدو أمرا بعيد المنال.

وإلى الصنداي تايمز التي نشرت تقريرا مطولا لماري كولفين جميع بين سرد لحالات إنسانية من داخل مستشفى الشفاء إضافة إلى تحليل للوضع العسكري والسياسي.

الحالة الإنسانية كانت لرياض العرياني وهو طبيب بالمستشفى لم يتعرف في البداية على ابنه عندما نقل إليه مصابا بجروح شديدة وبعد ان استعاد توازنه اكتشف ان ولديه الآخرين حذيفة(7 أعوام) وعبد الرحمن( 5 اعوام) مصابان أيضا وهنا كان عليه أن يبدأ بالحالة الأخطر وهي حذيفة الذي كان مصابا بشظية اخترقت صدره وترك مهمة علاج الطفلين الآخرين لزملائه.

وبعد تقديم حالات انسانية أخرى انتقل التقرير إلى الجانب التحليلي حيث رأت ماري كولفين انه في الأيام الأولى من العملية العسكرية وعندما ردت حماس بقصف صواريخ سقطت على بئر السبع وعسقلان تبين صحة تحذيرات الاستخبارات الإسرائيلية من ان حماس تزيد ترسانتها من صواريخ متطورة من طراز غراد مصنوعة في الصين وهربت إلى الحركة عن طريق إيران.

وأوضح تقرير كلوفين أن تقارير الاستخبارات اوصت بسرعة التحرك ضد حماس قبل ان تصبح هذه الصواريخ خطرا كبيرا وبالتالي كان الهدف الرئيس للعملية العسكرية هو القضاء على قدرات حماس ووقف تهريب الأسلحة إليها عبر الأنفاق.

هدف استراتجي اوسع للهجوم اورده التقرير وهو الحاجة لمواجهة نفوذ إيران كقوة إقليمية ودولة نووية خاصة وأن السفير الإسرائيلي في واشنطن سالاي ميدرور حذر من أن طهران قد تكون خصبت يورانيوم يكفي لصنع قنبلة نووية هذا العام.

وترى كلوفين أنه لمواجهة هذا الخطر تحتاج إسرائيل أولا للقضاء على الخطر القادم من غزة.وتضيف أن توقيت العملية العسكرية جاء أيضا مرتبطا بالانتخابات الإسرائيلية المبكرة في العاشر من الشهر المقبل فاستمرار إطلاق الصواريخ من غزة يصب في مصلحة اليمين بقيادة حزب الليكود خاصة وأن يسار الوسط الحاكم بقيادة حزبي كاديما والعمل كثيرا ما اتهم بالتساهل تجاه مسائل الدفاع.

ويشير التقرير إلى أنه بعد أسبوع من العمليات العسكرية ازدادت شعبية حزب العمل بقيادة وزير الدفاع إيهود باراك التي أطلق على العمليات«الصدمة والرعب».

وأوضحت الصحيفة أن تحقيق«نصر حاسم» على حماس سيسحب البساط من تحت أقدام اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو ويمنح الفرصة أمام تحالف تسيبي ليفني وإيهود باراك للوصول إلى الحكم.

اما إذا انتهت العمليات وأعلنت حماس انتصارها فسيصبح نتنياهو رئيس الوزراء القادم لإسرائيل بحسب ما يقول التقرير.

ونختتم جولتنا مع الأوبزرفر التي ذكرت في تقرير لها أن عددا من الشخصيات اليهودية البريطانية البارزة قد حثت إسرائيل على وقف فوري للعملية العسكرية في قطاع غزة.

نشر الرسالة تزامن مع ضغوط دبلوماسية ومظاهرات شعبية

وحذر هؤلاء بحسب رسالة نشرتها الصحيفة من ان العملية أبعد ما تكون عن تحقيق الأمن لإسرائيل بل «ستقوي التطرف وتزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط وتزيد التوتر داخل إسرائيل».

ومن بين الموقعين على الرسالة حاخامات وسياسيون وأساتذة جامعات اعتبروا أيضا أن قيام حماس بإطلاق صواريخ على بلدات جنوب إسرائيل «يمثل جريمة حرب» وأكدوا علـى حـق إسـرائيل فـي الـرد دفاعا عن نفسها.

وأشارت الرسالة أيضا إلى تأييد قرار الحكومة الإسرائيلية بأن تكون الأولية لوقف إطلاق الصواريخ.

لكن هذه الشخصيات اليهودية اكدت أن المفاوضات فقط هي التي ستحققق على المدى الطويل أمن إسرائيل والمنطقة.

وتقول الأوبزرفر إن الرسالة تمثل أكبر اختلاف مع السياسات الإسرائيلية من مجموعات يهودية في المملكة المتحدة.

وقالت الصحيفة أيضا إن الرسالة تزامنت مع تصاعد الضغوط الدبلوماسية الدولية على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية وتزايد الانتقادات لتأثيراتها المباشرة على المدنيين الفلسطينيين وما تردد عن وقوع انتهاكات خطيرة للقانون الدولي.

وأشار التقرير أيضا إلى المظاهرات التي شهدته عواصم العالم امس ومنها لندن ضد القصف الإسرائيلي على غزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى