عزل المطهاف معزولة بسبب انعدام الطريق و الاتصالات هجرها من هجرها لأن البقاء فيها صعب و العيش أصعب.. (1-2)

> «الأيام» جمال شنيتر:

>
مدرسة السبخة
مدرسة السبخة
المطهاف منطقة جغرافية تطلق على عدد من المناطق والقرى في مديرية رضوم محافظة شبوة والتي تمتد من عقبة عتوك إلى رأس الحيد (جبل العكن) وتضم نحو ثلاثين قرية أهمها المضالع، الغدير الأعلى -الغدير الأسفل- لحوا- السبخة- صوح- السبخات - حوره العليا - حلفا- الغليلة- الريدات - الموطاه- البخار - الرمام - عقاب - السرات - الخربة والفقر وغيرها.

وسكان المنطقة يتكونون من ثلاث فئات سكانية وهم قبائل آل سليمان ومشائخ آل عفيف ومشائخ المطاهيف.. والمنطقة معزولة تماماً عن غيرها من مناطق بلادنا بسبب وقوعها بين سلاسل جبلية شاهقة وانعدام الطرق والاتصالات فيها..

«الأيام» زارت مناطق المطهاف ورصدت خلال يوم كامل أحلام وآلآم أبناء هذه المنطقة وسجلتها على النحو الآتي:

المطهاف
المطهاف
الطريق مطلب الجميع

(عقبة عتوك) هي البوابة الجنوبية للمطهاف وهي عقبة شديدة الانحدار ولا تتسع إلا لسيارة واحدة فقط وهي غير معبدة.. التقينا الشيخ سعيد محمد البيلق الذي تحدث عن وعورة الطريق قائلاً: «الطريق كما تراها وعرة وغير مسفلتة والناس تئن وتصرخ من هذا الوضع، فالطريق هي مطلب الكل هنا، ويقال إن الطريق معتمدة، ولكن عليها خلاف وعرقلة ولا ندري الحقيقة، ولكن الأهم أننا نعاني كثيراً من هذه الطريق ونحن الآن معنا مريض سننقله إلى أحور محافظة أبين والمسافة حوالي ست ساعات بسبب وعورة الطريق ولك أن تتخيل هذه المعاناة».

وحول الطريق أيضاً، يقول الأخ عبدالله علي عفيف عضو المجلس المحلي بمديرية رضوم:«المطهاف واسعة وتقع بين سلاسل جبلية وهناك بعض المطالب والهموم لابد للحكومة أن تلفت إليها وأهمها مشروع الطريق الاستراتيجي الممتد من منطقة الساحل إلى منطقة هدى وهو مشروع معتمد من قبل الدولة التي تولي اهتماماً بمثل هذه المشاريع، ولكن حدث خلاف حول من أين يبدأ الطريق وأين ينتهي وأين يمر مما أدى إلى عدم التنفيذ، ولذا أملنا في تعاون الجميع ومساعدة المجالس المحلية في المتابعة مع أن موضوع الطريق تم طرحه أكثر من مرة في المجلس المحلي بالمديرية، ولاشك أن إنجاز هذه الطريق التي تعد حلم للناس هنا سيشكل نقلة حقيقية لحياة الناس وسينعش الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة وسيربطها بمناطق المحافظة الأخرى».

وعورة الطريق أوقفت السيارة
وعورة الطريق أوقفت السيارة
عزلة المضالع

المضالع أولى قرى المطهاف.. أشجار النخيل الفارعة أول ما يمكن مشاهدتها مع بيوت صغيرة متناثرة هنا وهناك..

مدرسة المضالع مدرسة صغيرة متواضعة المبنى (بردين) ويقول عنها الأستاذ هادي علي البيلق مدير المدرسة: «مدرسة المضالع للتعليم الأساسي يبلغ عدد طلابها مائة وخمسون طالباً يدرسون إلى الصف السابع فقط، حيث يدرس بها أبناء قرى المضالع- الحلوة - الحليلة - الرحابة - لودية والغليلة، والمبنى قديم، بني بطريقة عشوائية كما ترون وغرف الدراسة صغيرة وكأنها سفول، ونعاني من قلة المعلمين ومع ذلك الدراسة تسير بشكل جيد».

ويضيف: «بعد الصف السابع يترك الطلاب الدراسة والتعليم نظراً لعدم قدرتهم على الانتقال إلى مدرسة حورة البعيدة من هنا ماعدا قلة بسيطة تدرس هناك، حيث يتكبد الطالب الواحد حوالي ستة آلاف ريال شهرياً أجور المواصلات ولذا فإن أغلبية أبناء المنطق يتركون الدراسة بعد الصف السابع».

عزلة الغدير

الغدير مركز انتخابي وعزلة تضم مجموعة من القرى وعنها يقول ممثلها في المجلس المحلي لمديرية رضوم الأخ أحمد عوض الرطيل: «الغدير منطقة محرومة من المشاريع، فالمنطقة بحاجة إلى مشروع للمياه، حيث إن المواطنين يشربون مياه مالحة غير صالحة للشرب، ويعاني المزارعون من حرمانهم من أي مشروع زراعي للاستفادة من العيون المائية، كما يعاني عدد من أبناء المنطقة من حرمانهم من الإعانات».

ويزيد الأخ عوض سعيد غبران من أهالي الغدير:«لا توجد وحدة صحية، وإذا مرض شخص يتم نقله إلى أحور أو عزان ويكلفنا ذلك خسائر كبيرة نتيجة وعورة الطريق»، ويضيف: «المنطقة مثل غيرها من مناطق المطهاف تشتهر بزراعة النخيل، إلا أنه لا يوجد اهتمام بأحوال الزراعة والمزارعين، والنخيل يوجد به مرض ولابد من اعتماد المعاين المائية».

المطهاف
المطهاف
شظف العيش

من المشاهدات المؤلمة التي خرجنا بها في عدد من قرى ومناطق المطهاف الحالة المعيشية الصعبة لدى السكان.. حيث تعاني كثير من الأسر العيش لاسيما وأن كثير من الناس هنا بدون عمل.. حتى أن عدد من أبناء المنطقة هجروا منطقتهم بحثاً عن التعليم والصحة والعمل والحياة الكريمة، وهناك كثير منهم استقر وسكن في بعض مناطق ساحل شبوة بينما استقر آخرون في محافظة عدن وبأعداد كبيرة، كما لجأ آخرون إلى حضرموت والمهرة..

ورغم المعاناة والظروف الصعبة في المطهاف إلا أننا وجدنا كثيرا من الناس يشكون من حرمانهم حتى من الإعانات من قبل صندوق الرعاية الاجتماعية.. وهو ما أكده لنا الوالد يسلم عوض بن لصور، من أهالي قرية النجار الذي قال: «الحكومة لا تهتم بحالنا وظروفنا، فالناس هنا يكابدون ويعيشون ظروف معيشية صعبة ويعانون الفقر والجوع والحرمان، ومع هذا كثير من المحتاجين بلا إعانات ونحن في قرية البخار هناك أربع حالات إعانة فقط والبقية لم يسأل عنهم أحد، والدولة لم توظف أحدا من أبناء القرية».

أما الوالد هادي محمد بن عفيف الذي التقيناه أثناء زيارتنا لقرية الرمام فيقول:«أنا ماشي معي من الحكومة شيء، لا إعانة ولا وظيفة ولا دعم للزراعة، وأنا صابر وأهل المطهاف صابرين وعيالي أميين، ومعتمدين على الزراعة، لكن ما تخارجنا فالظروف صعبة».

وفي قرية عقاب يعاني أبناء القرية من انعدام وجود مدرسة باستثناء مجموعة تلاميذ يدرسون في الصف الأول أساسي يدرسون في أحد السفول المبنية من الطين، ثم ينتقلون للدراسة في مدرسة حورة.

المطهاف في موكب الثورة والنضال

عرفت المطهاف بتاريخها النضالي ومشاركة أبنائها في الثورة على الاستعمار البريطاني وبرز عدد من رجالها الأخيار في مقدمة الثوار، أمثال الفقيد عمر صلفوح والشهيد مبارك لخزع وغيرهم كثير.

وأثناء تجوالنا في مناطق المطهاف كان لـ«الأيام» زيارة خاطفة وسريعة لأسرة الشهيد مبارك لخزع، حيث التقينا شقيقه محمد الذي حكى لنا قصة كفاح شقيقه مبارك الذي اغتال قائد الحامية البريطانية في المكلا عام 1964 إلا أن هذا الثائر المقاوم كان من ضمن الذين تم تصفيتهم وإعدامهم بعد الاستقلال.. الأمر المؤلم أن هذا المناضل لم يكرم ولم يصرف له أي راتب مثل الشهداء والمناضلين بل حتى أسرته محرومة من إعانات الرعاية الاجتماعية.

الوحدة الصحية مغلقة
الوحدة الصحية مغلقة
البقاء صعب والعيش أصعب

المطهاف: شتات العمر وأوراق اغتالها القهر والمعاناة.. البقاء هنا صعب والعيش فيها أصعب.. هنا حيث أنين الشكوى التي تنبع من الأحشاء، وحيث تساق الأسئلة وراء الأسئلة وتزداد الأوجاع في ظل قساوة الظروف وشدة الليل الحالك.. لكن قبل هذا وذاك يتساءل المرء مثلي أي زمن هذا الذي يتجاوز أنين الناس الطيبين، وأي وطن هذا الذي ينؤ عن نكبات وويلات ومآسي أبناء منطقة كهذه مغيبة عن هذا الوطن الكبير ومحاصرة بين تضاريس الجغرافيا الصعبة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى