منيف شائف .. صقر الكرة اليمنية مهاجم كان يستغل أنصاف الفرص ويترجمها إلى أهداف جميلة

> «الأيام الرياضي» سعيد سالمين شكابة :

>
الصقر منيف شايف الأول من اليمين مع الفريق الوطني في سلطنة عمان
الصقر منيف شايف الأول من اليمين مع الفريق الوطني في سلطنة عمان
منيف شائف نعمان إسم لامع لمهاجم فذ وهداف مبدع من نوعية النجوم الكبار الذين غابت شمسهم عن ملاعبنا..إنه إسم للاعب كروي ومهاجم متميز عرفناه في صفوف منتخباتنا الوطنية المختلفة وقائداً فذاً لفريق نادي الوحدة العدني الكبير بعد القائد المحنك وجدان شاذلي.

منيف حالياً يحلق عالياً في سماء الإمارات، وقد كان صاحب حضور قوي كأبرز الهدافين والمهاجمين اليمنيين في ملاعب عدن برزت موهبته مع الميناء ثم مع وحدة عدن وفي الملاعب الخارجية مع منتخباتنا الوطنية المختلفة وفي ملاعب الإمارات مع فريق الوحدة العدني في دورة الشارقة الرباعية ، ومن بعدها مع فريق الأشغال في دوري المؤسسات والشركات والمحترفين الكبار.

< الكابتن منيف شائف كان الورقة الرابحة التي يمتلكها مدربوه في الفرق التي لعب لها وفي منتخباتنا الوطنية حيث كانوا يعلقون عليه الآمال العريضة وكيف لا يكون هذا النجم كذلك وهو صاحب قدرة فائقة وعجيبة على اقتناص أجمل الأهداف وأروعها بالقدم أو بالرأس، وعند فعلها تحسبه صقراً جارحاً قنص فريسته بطريقة متميزة وبأسلوب عجيب وبديع ودهاء فريد..فهو قناص ماهر وأفضل من يستغل أنصاف الفرص من يستغل أنصاف الفرص لخدش عذرية الشباك، والكابتن منيف صاحب رحلة كروية رائعة وحافلة بعطاء كروي جميل وإنجازات كثيرة ومستمرة منذ ما يقارب 22 عاماً لعب خلالها مع كل الفئات العمرية المختلفة بدءًا من فئة تحت سن «19.17.13»عاماً ثم الفريق الممتاز حتى تولى قيادة فرسان الفيحاء خلفاً لمعلمه وقائده الغزال الأخضر وجدان شاذلي في ظل غياب الوزير خالد عفارة عن فريقه..وهو أحد العمالقة الذين مثلوا البلد من خلال المنتخبات الوطنية بدءًا من الناشئين في الكويت عام 1988م ومع الشباب عام 1989م والأولمبي عام 1991م والأول منذ العام 1994م..ومع كل واحد من هذه المنتخبات المختلفة ترك هذا اللاعب بصمة واضحة ومتميزة صنع بموجبها لفريقه وللمنتخب ولوطنه الغالي ولجمهوره الحبيب ولنفسه إنجازات تاريخية بارزة ومتلألئة أجبرت صفحات التاريخ الناصعة البياض أن تسجلها بماء الذهب في ألمع صفحاتها..وتسجل معها مسيرة لاعب دولي عملاق إسمه منيف شائف نعمان تربى وترعرع في أوساط أسرة رياضية عريقة وذات جذور رياضية فخاله اللاعب الفذ المرحوم (سالم زغير) الملقب «صاروخ الشعب» أحد أفضل نجوم الستينيات في اليمن.

النجم منيف شايف الثاني من اليسار وقوفا مع فريق وحدة عدن
النجم منيف شايف الثاني من اليسار وقوفا مع فريق وحدة عدن
ومنيف شائف نجم متوج وفنان في رأس مذكرات الهدافين وصاحب قدم حساسة تعرف جيداً طريق المرمى ورأس ذهبية سجل إسمه بأحرف من نور في قوائم أفضل الهدافين..ويكفيه فخراً واعتزازاً وشرفاً إنه اللاعب الوحيد الذي أحرز لقب الهداف لأول دوري كروي موحد على مستوى اليمن برصيد «17» هدفاً وحقق لفريقه آنذاك (الميناء) كأس المركز الثاني في بطولة الدوري كما كان اللاعب الوحيد الذي أحرز لقب وصيف الهدافين في أول موسم يلعب فيه مع الفريق الممتاز في موسم 88/1987م.

عاصر منيف العديد والكثير من النجوم الكبار وشكل مع كوكبة منهم مجموعة متجانسة تلعب بروح واحدة مثل خلية النحل منذ بداياتهم مع منتخب الناشئين ثم الشباب ، وبعده الأولمبي وحتى المنتخب الأول وكانوا قريبين من بعض في كل شيء ويعمل لهم الخصم ألف مليون حساب وهم وزير دفاع الكرة اليمنية ونجمها الأول خالد عفارة، والحارس الأخطبوط المرحوم عارف عبدربه، وقاهر بلد المليار ومحطم سور الصين العظيم صالح بن ربيعة وسلطان الكرة اليمنية وعقلها المفكر عمر البارك وهي مجموعة ونخبة نادرة من الصعب أن تعوض الكرة اليمنية بمثيلهم ، وتأتي ببديل عنهم ولوحتى بعد عشرين عاماً.

هذا اللاعب الفذ لعب أكثر من (25) مباراة دولية أحرز خلالها أكثر من أربعة أهداف دولية أحلاها وأجملها في شباك المنتخب الإيراني في عام 1991م وحصد خلال مشاركاته الخارجية العديد والكثير من الألقاب والإشادات التي لا تعد ولا تحصى أهمها حصوله في عام 1994م على لقب أفضل لاعب في مباراتين متتاليتين على الرغم من كثرة النجوم الكبار التي كانت تزخر بها المنتخبات المشاركة في تلك البطولة، وقد أحب منيف شائف الرقم «14» حباً جماً وتفاءل به دائماً..إضافة إلى حبه وولعه بالبحر والهدوء كثيراً..كما أنه كان يحب التعاون والتكاتف مع الأصدقاء والأحباب والخلان ويعتبر ذلك أساساً مهماً ومرتكزاً هاماً من أسس النجاح في الحياة.

المهاجم منيف شايف يتوسط زميليه خالد عفاره ووجدان شاذلي
المهاجم منيف شايف يتوسط زميليه خالد عفاره ووجدان شاذلي
اشتهر اللاعب منيف شائف بعذوبة عزفه الكروي الراقي ورقصه الرائع على أنغام الموسيقى الرومانسية الهادئة داخل المستطيلات الخضراء وتوزيعه لأجمل قبلات السعادة على الجماهير الغفيرة المتيمة بالأداء الكروي المتميزة والمزدحمة بها المدرجات ، كما كان يعشق ويحب بشكل جنوني أناشيد وأهازيج ودقات طبول جماهير فرسان الفيحاء وشياطين قلعة صيرة التي تعطيه المزيد من الحماس وتزرع عنده الثقة والطمأنينة وتجدد لديه العزيمة والإصرار لتحقيق المستحيل والنصر الجميل..وكان يكره التعصب في التشجيع والشتم والألفاظ البذيئة وغير الرياضية واللا أخلاقية ويكره معها الأنانية بجميع أنواعها والغرور.

ومن فلسفته أنه كان يؤمن أن الحياة مثل الكرة من يعطيها تعطيه..ولذلك فهو أعطى الكرة كل الجهد والعرق والوقت والالتزام والانضباط والمستوى والجدية وهي بدورها أعطته الشهرة والإبداع وحب الناس والجمهور الرياضي كما أنه بذل الجهد وتحلى بالأخلاق العالية والتواضع والابتسامة وطاعة الله جل جلاله وعبادته، فأكسبه كل ذلك الراحة والطمأنينة والمستوى العالي رياضياً وثقافياً وعلمياً وأخلاقياً،والسعي إلى التطور والتقدم والإبداع..وهو يعتبر الحياة ويصفها بأنها سيمفونية جميلة جداً فعلى الإنسان أن يجيد عزفها المتقن.

وصقر الكرة اليمنية هاجر إلى الإمارات العربية المتحدة قبل عدة سنوات ليلعب هناك مع (فريق الأشغال العامة) بأبوظبي في دوري المؤسسات الإماراتي لكرة القدم كواحد من النجوم المحترفين في ذلك الدوري الساخن وأثبت فيه علو كعبه من خلال قدرته العجيبة وحنكته في قيادة فريقه إلى منصات التتويج بتحقيق أفضل الإنجازات وحصد أغلى البطولات بفضل أهدافه الساحرة والحاسمة التي يحرزها في شباك الخصوم واللعبات الجميلة والرائعة التي يسطرها ويصنع بموجبها أحلى الكرات المقشرة لزملائه ويضعها لهم على طبق من ذهب ليكون أحد أفضل المحترفين هناك إن لم نقل أفضلهم على إلاطلاق، وعلى الرغم من احترافه في الإمارات إلا أن غيابه عن الملاعب اليمنية لم يكن كلياً لأنه كان حريصاً على الظهور الخاطف وارتداء فانلة الأخضر العدني وقيادته له ليثبت حضوره القوي كأبرز الهدافين اليمنيين في كل مرات مشاركاته القليلة خلال المباريات المحلية..وكان يترك معها في كل مرة بصمة واضحة تجعل الجمهور يتذكره بها طويلاً.

والكابتن منيف شائف يسير على خطى معلمه وقائده وقدوته في الملاعب الكابتن الأنيق وغزال الكرة اليمنية وجدان شاذلي، ولهذا فهو أخذ عنه الشيء الكثير وخصوصاً الوطنية والتفاني والولاء والإخلاص والمحافظة على المستوى، ونبذ النفاق والمجاملة والمحسوبية والتزلف لأي شخص مهما كان مركزه ولأنه كان كذلك فقد استبعده بعض الأقزام المسؤولين من تشكيلة المنتخبات الوطنية منذ نهاية الألفية الماضية على الرغم من أنه كان من أبرز وأفضل لاعبيها منذ عام 1988م،بل وللأسف الشديد أن أولئك المسؤولين نسوه تماماً فحتى اسمه لا يخطر على بالهم عند اختيارهم لتشكيلة لاعبي المنتخبات رغم أنهم كانوا يعرفون قدراته الفنية الكبيرة والعالية والتي لا تتوفر إلا في النجوم الكبار، وتخيلوا معي لو أنه كان ضمن صفوف منتخبنا في مباراته الأولى أمام الإمارات في كأس الخليج الـ19 بعمان وتحصل على تلك الفرص الثمينة لمنتخبنا أمام المرمى..أعتقد أنه كان سيفعل شيئاً.

هذا النجم المحبوب ومعشوق الجماهير استكثر أولئك المسؤولون عليه حتى الوظيفة المناسبة على الرغم من أنه يحمل شهادة جامعية..ونسوا تضحياته عندما شارك مع المنتخب الأولمبي عام 1991م وهو طالب في الصف الأول بكلية الهندسة جامعة عدن وانقطع خلال المشاركة عن الدراسة وتم تغييبه وخسر سنة دراسية وهو الأمر الذي فرض عليه الانتقال إلى كلية أخرى لكون عمادة كلية الهندسة حينها لم تقدر موقفه الوطني.. واستكمل دراسته فيها حتى نال الشهادة الجامعية ليصبح أحد آخر النجوم المحترمين الذين يذكروننا بالزمن الكروي الجميل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى