سكان غزة يكابدون الموت والخراب

> غزة «الأيام» نضال المغربي:

>
خرج الفلسطينيون في ذهول الى شوارع قطاع غزة التي تتناثر فيها الانقاض أمس الأحد لانتشال موتاهم وفحص منازلهم المحطمة بعد أن تعرض القطاع على مدى 22 يوما لغارات جوية وقصف اسرائيلي مدمر.

وجلس النساء ينتحبن وسط انقاض منازلهن وهن يخفين وجوههن ولا تقوى كثيرات منهن على الكلام من شدة الحزن. وجعلت اخريات يفتشن بين الانقاض ليجمعن متعلقات عزيزة عليهن في أكياس بلاستيكية.

وقالت احداهن وفي يدها قلادة «هذا كل ما تبقى».

وحاول الأطفال انقاذ الحقائب المدرسية والكراسات الممزقة.

وعادت شيرين عبد ربه (12 عاما) الى منزلها فوجدته كومة من الانقاض.

وقالت ان بين متعلقاتها المدمرة مصحف ممزق.

وقالت «هذا حرام هذا كتاب الله. وسيجازيهم الله أشد الجزاء لأنهم مزقوا كتابه».

وتوقف القصف بعد دخول وقف اطلاق النار الذي اعلنته اسرائيل من جانب واحد حيز التنفيذ الساعة الثانية صباحا (00:00 بتوقيت جرينتش) لكن بعض الاشتباكات المحدودة بين القوات الاسرائيلية ونشطاء حماس استمرت.

وبدأت العائلات التي فرت من زحف القوات الاسرائيلية تعود الى احيائها التي تغيرت ملامحها لمعرفة من نجا بحياته ومن قضى نحبه.

وقال داود عامر لصديقه مواس «الحمد لله على انك حي ترزق.. أما البيت فيمكن اعادة بنائه ان شاء الله».

ونشرت حماس التي تحرص على اظهار انها ما زالت مسيطرة على غزة برغم الهجوم الاسرائيلي الشرطة في الشوارع من جديد. فانتشر حتى افراد شرطة المرور في الشوا رع التي لحقت بها اضرار جسيمة وامتلأت بالحفر.

وأزاحت الجرافات التابعة للبلدية السيارات المحطمة وقطع الخرسانة المتساق طة من الشوارع لكن لا شيء يمكنه اخفاء نطاق الدمار الذي جلبته الآلة العسكرية الاسرائيلية.

وقال شرطي لقائده متحدثا باللاسلكي من بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع «بعض الناس لا يمكنهم حتى التعرف على المكان الذي كان به منزلهم».

وكان على سيارات الاسعاف ان تسير في الطرق التي مزقتها القنابل وجنازير الدبابات كي تنتشل الجثث التي ترقد منذ ايام وسط الانقاض في بيت لاهيا والاراضي الخلاء إلى الشمال.

وقالت شرطة حماس انه عثر حتى الان على جثث زهاء 95 شخصا أغلبهم نشطاء.

وبلغ عدد القتلى الذي اعلنه المسعفون التابعون لوزارة الصحة التي تديرها حماس 1300 قتيل من بينهم ما لا يقل عن 410 اطفال. كما اصيب 5300 شخص آخرين.

وخشية تجدد الهجمات الاسرائيلية أمر قائد الشرطة في شمال قطاع غزة رجاله بالتحرك في مجموعات صغيرة وبحراسة مقرات الشرطة والمباني العامة من الخارج وعدم دخولها الا في حالة الضرورة القصوى.

وقال ضابط شرطة لرجاله«كونوا حذرين...هذا ليس تهدئة حقيقية».

واسفرت الغارات الاسرائيلية عن مقتل عشرات من رجال الشرطة في أول أيام الحرب. وتعتبر اسرائيل افراد الشرطة في غزة مقاتلين على الرغم من أن بعض المحامين يقولون إنه يجب اعتبارهم مدنيين.

وتجولت سرية وهي امرأة عجوز ترتدي جلبابا أسود بين انقاض المجمع السكني الذي كانت تعيش فيه. وقالت وهي تغالب دموعها «ماذا أقول.. أأتكلم عن بيتي الذي دمر أم عن أرضي التي جرفت... خرجت بما علي من ثياب».

وأبلغ جنود اسرائيليون مراسلين لرويترز بدخول المنطقة ضمن قوة كاسحة واستخدام الجرافات في حالة واحدة على الأقل في هدم منزل لقتل شخص يشتبه بأنه مقاتل بداخله.

ويقول خبراء القانون الانساني الدولي ان القوات العسكرية ليست ملزمة فقط ببذل كل ما في استطاعتها لتحاشي الحاق الأذى بالمدنيين بل أيضا بتفادي تدمير الممتلكات المدنية.

ورفضت اسرائيل اتهامات بأنها ربما تكون ارتكبت جرائم حرب على الرغم من أن عدة هيئات دولية من بينها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة في غزة دعت لاجراء تحقيقات بعد مقتل اطفال ومدنيين آخرين.

وجعل السكان ينظرون في اسى وذهول وعمال الانقاذ يخرجون مزيدا من الجثث من المباني المحطمة.

وتعرفت امرأة على رفات زوجها. وقالت وهي تحمل طفلا رضيعا «كان مقاتلا... لم نكن نعرف انه قتل... هذا الطفل صار يتيما».

ودعت والدة الرجل الله قائلة «الله يجازي اسرائيل وأمريكا... قتلوا ابني».

وغادر كثير ممن لجأوا الى مجمعات مدارس الأمم المتحدة خلال القتال ملاجئهم ليتفقدوا منازلهم وما لبثوا ان عادوا اليها بعد ان وجدوا ان منازلهم دمرت.

وقال عدنان ابو حسنه وهو مستشار إعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «ما زال لدينا 45 الف شخص لجأوا الى مدارسنا في انحاء قطاع غزة. نحن نحاول الوصول الى الناس في المناطق المعزولة ايضا فالاحتياجات كبيرة». رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى