وفاة جريح مهرجان التصالح والتسامح في مستشفى الثورة بصنعاء

> طور الباحة «الأيام» خاص:

>
توفي عند الخامسة من فجر أمس في مستشفى الثورة بصنعاء الطالب المصاب عمر عبدالعزيز سالم الحاج (17 عاما) متأثرا بجراح إصابته بالرصاص في مهرجان التصالح والتسامح على أيدي أمن عدن صباح الثلاثاء الماضي.

بعد صراع مرير مع آلام إصابته طيلة أسبوع كامل ظل خلالها في حالة شلل وعجز تام عن الحركة في مستشفى النقيب بعدن ليومين, ثم نقل الأربعاء إلى مستشفى الثورة بصنعاء الذي لم يقدم له أبسط رعاية طبية لإصابته الحرجة، بتمزيق الرصاص الحبال الشوكية وتحطيم ثلاث فقرات في نخاعه الشوكي.

وكان المصاب قد ظل مرقدا ليومين متتالين في مستشفى النقيب من دون أن يتعرف عليه أحد حتى تعرف والده على صورته في صحيفة «الأيام» ظهر الخميس.

وفي اتصال هاتفي مع «الأيام» تساءل النقيب محمد عبده سعيد خال الشهيد عن أسباب نقله من مستشفى النقيب بعدن إلى مستشفى الثورة بصنعاء بقوله: «لانعرف لماذا نقل من مستشفى النقيب والغرض من نقله، في حين أن مستشفى النقيب يمتلك الإمكانيات والأجهزة الطبية الحديثة, لانعرف ما هي الجهة التي نقلته إلى مستشفى الثورة على حافلة لا يتوفر بها أبسط وسائل الإسعاف, مما فاقم حالته الحرجة وضاعف من جراحه».

وأضاف: «أكد لنا أطباء مستشفى النقيب أنه كان بالإمكان الاهتمام به في المستشفى أو ترحيله للخارج من هناك مباشرة في نفس اليوم الذي أصيب فيه, لكنه نقل إلى مستشفى الثورة وواجه إهمالا ومماطلة وتأجيلا, حتى تقرير ترحيله أخبرونا أنهم لن يسلموه لنا سوى يوم الإثنين».

ودعا خال الشهيد إلى إدانة هذه الجريمة قائلا: «أدعو كل شرفاء الوطن ومشايخ وأعيان الصبيحة, وكل القوى والفعاليات السياسية والمدنية إلى إدانة هذه الجريمة البشعة التي ارتكبتها السلطة, ممثلة بأمن عدن وذهب ضحيتها طالب في الأول الثانوي لم يتجاوز عمره 17 عاما من دون ذنب اقترفه سوى ممارسة حقه الدستوري بالمشاركة في مهرجان ترسيخ قيم التسامح والتصالح بين أبناء الوطن».

وأعلنت فروع الأحزاب السياسية والفعاليات المدنية في مديرية الصبيحة محافظة لحج أمس إدانتها «جريمة قتل الطالب عمر عبدالعزيز الصبيحي».

ورد ذلك في بيان أصدرته - تسلمت «الأيام» نسخة منه- جاء فيه:

«لقد كان أبناء الصبيحة على موعد مع حلقات مسلسل العنف والقتل تفننت السلطة الغاشمة بإخراجها، بدأت حلقتها الأولى يوم 24 يونيو 2006 باغتيال الشيخ علي سالم العطري والشيخ أحمد هواش العاطفي على أيدي أمن عدن، والثانية يوم الإثنين 5/5/2008 في مدينة طور الباحة نفذها الأمن المركزي بقتل الشهيدين الشيخ يحيى الصوملي والقيادي الاشتراكي حافظ محمد حسن، وفي 13 يناير 2009 تبعتها قوات أمن عدن بحلقة دموية ثالثة ذهب ضحيتها الطفل عمر عبدالعزيز الصبيحي الذي لم يتجاوز (17 عاما) من العمر.

إننا في هذه اللحظات العصيبة التي تمر بها منطقة الصبيحة والمحافظات الجنوبية بصفة عامة من قتل واعتقالات ننعى بحزن عميق لجماهير شعبنا وكل قواه السياسية والمدنية الطفل عمر الصبيحي الطالب في الأول الثانوي الذي استشهد بأيدي الأمن في مهرجان التسامح والتصالح بعدن.

إن قتل هذا الطفل الأعزل إلا من سلاح الحق الدستوري، وهو للأسف سلاح تفتقر له السلطة وأجهزتها المناطة بحماية القانون، لا تقوم به سوى جهة مشحونة بثقافة الحقد والكراهية للحياة المدنية، ومشبعة بتعبئة خاطئة ضد كل حضاري وجميل.

إن إقدام قوات الأمن على قتل الطفل عمر الصبيحي جريمة وحشية يندى لها جبين الإنسانية، وتهتز لها الضمائر الحية والمؤمنة بالشرائع السماوية والمحترمة للمواثيق التي صاغتها الإنسانية المعاصرة، جريمة تكشف للعالم مأساة أبناء محافظات الجنوب، الذي لم ولن يكون بحاجة للقتل للتعاطي مع قضاياه ومطالبه العادلة، وجره إلى مربعات تستطيع فيها السلطة الدموية ممارسة هواياتها المفضلة في القتل، في ظل استمرار مسلسل القتل والقمع الذي قضى به النظام على الوحدة والمحافظات الجنوبية أرضا وإنسانا ، يمنهج هذا النظام كعادته سياسة القوة وإهدار الدم ، والزج بأبناء المحافظات الجنوبية في المعتقلات وإطلاق العنان لعسكره لقتل الأطفال أو الشرفاء.

إن القوى السياسية والفعاليات المدنية في الصبيحة في هذا الظرف الاستثنائي الحزين الذي يخيم على الصبيحة والمحافظات الجنوبية، لتؤكد أن المشاركة في الانتخابات المقبلة خيانة لدماء شهداء الصبيحة وكل شهداء محافظات الجنوب الذين سقطوا برصاص هذه السلطة.

وإزاء هذه الجريمة النكراء التي تعد انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان وحقوق الطفولة، نؤكد أننا ماضون وبعزم لا يلين في نضالنا السلمي، ومطالبة السلطة بضبط القتلة وتقديمهم للعدالة لينالوا عقابهم الرادع رغم هول المأساة.

إننا نجدد الدعوة لأبناء الصبيحة للكف عن المراهنة على سلطة تمتهن القتل، داعين كل المنظمات الإنسانية إلى التنديد بهذه الجريمة البشعة والتضامن مع أسرة الشهيد، ونحذر السلطة من أن تقاعسها لن يقود إلا إلى مزيد من الاحتقان والتداعيات الخطيرة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى