> لاتخلو أي قرية في يافع من أبراج المراقبة، حيث لاتوجد أي منطقة إلا ووجدت فيها أبراج المراقبة التي تسمى (النُّوَب) .

ففي كل قرى ومناطق يافع السفلى والعليا بمديرياتها الثمان تنتشر فيها أبراج المراقبة، وهي عبارة عن مبانٍ من الحجر وأكثر ما تبنى بشكل دائري ومزودة بمدخل واحد، وأغلب الأبراج في يافع تتوزع فوق التلال وقمم الجبال وبالقرب من الحصون والقلاع والمساحات الزراعية .

ويشترط في بناء تلك الأبراج بأن لا يغيب أو يختفي برج عن الآخر على مستوى يافع بأكملها، ويقال بأنها كانت تمثل في الماضي القريب وسيلة اتصال وهمزة وصل بين قبائل يافع في إطار القبيلة الواحدة والمكتب والسلطنة، ويقال بأنه كان لكل حدث في يافع إشارة عند القبائل، فإشعال النار أعلى تلك الأبراج أثناء الليل هو عبارة عن نداء عاجل يراد به إعلان حالة الاستنفار والتأهب لمواجهة الخطر القادم.

وتزود تلك (النوب) بالفتحات الصغيرة التي تتسع فقط لمرور فوهة السلاح وتتوزع الفتحات في جميع الاتجاهات والهدف الذي بنيت من أجله تلك (النوب) هو حماية الممتلكات والحصون والقلاع من أي خطر والتواصل بين القبائل في يافع، وتختلف تسمية تلك الأبراج بين مناطق يافع، ففي يافع العليا وبالتحديد في مديرية الحد يطلق عليها بـ(الصومعة) ويطلق عليها في باقي المناطق (نوبة) وهذه التسمية على حد فهمي مشتقة من كلمة مناوبة.