دور مصر كوسيط رئيسي في الشرق الاوسط أضحى محلا للشك

> القاهرة «الأيام» سينثيا جونستون :

>
خطفت مصر الأضواء الدبلوماسية بجهودها في إنهاء القتال في غزة ولكن فشلها في التوصل الى هدنة يترك علامة استفهام على مستقبل القاهرة كوسيط عربي مفضل.

ولفترة طويلة اعتبرت مصر حليفة الولايات المتحدة والقوة الاقليمية العربية الكبيرة التي أبرمت معاهدة سلام مع اسرائيل وسيطا لا يمكن الاستغناء عنه بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية بسبب علاقاتها الوثيقة مع الجانبين وان شاب هذه العلاقات توترات في كثير من الاحيان,لكن سجلها ودورها تزعزعا مؤخرا.

فقد أنهت اسرائيل عملياتها العسكرية في قطاع غزة من جانب واحد برغم الجهود المصرية للتوسط في وقف اطلاق النار,وجاء ذلك في أعقاب جولة مخيبة للامال من المحادثات بين الفصائل الفلسطينية فشلت في تحقيق المصالحة بين الفصائل المتشاحنة العام الماضي.

ويقول ايسندر الامراني المحلل المتخصص في شؤون مصر وشمال افريقيا بمجموعة الازمات الدولية "اسرائيل هي بكل وضوح التي قادت وقف اطلاق النار وبالتالي هناك حدود للنفوذ المصري." وأضاف ان مصر واجهت ايضا مشكلة مصداقية على الجانب العربي.

واغضبت القاهرة كثيرا من العرب بتعزيزها للحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية )حماس( من خلال رفضها فتح حدودها مع غزة امام حركة النقل المعتادة خشية ان تلقي اسرائيل بمسؤولية القطاع المزدحم بالسكان على كاهل مصر.

وأضاف الامراني "الصورة أصبحت أكثر تشوشا الآن...هناك بالتأكيد كم هائل من الاستياء بين قادة حماس والفلسطينيين بصورة عامة من الدور الذي لعبته مصر."

والمقياس الحقيقي لقدرة مصر على مواصلة دور الوسيط الفعال هو قدرتها على تحويل وقف اطلاق النار الهش في غزة الى هدنة ثنائية طويلة الأجل أو التوسط في تسوية بين حماس وحركة فتح التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ومن بين نقاط القوة التي تتمتع بها مصر كوسيط علاقاتها القوية مع واشنطن وسيطرتها على الحدود مع غزة وهو ما يفترض ان يمنحها نفوذا لدى الجانبين.

ويريد الفلسطينيون فتح الحدود امام حركة النقل الطبيعية بينما ترغب اسرائيل في ان تفعل مصر المزيد لوقف تهريب الاسلحة من الانفاق التي تمر عبر الحدود.

وقال يوسي ألفير المحلل الامني الاسرائيلي "يبدو ان مصر كانت بحاجة لهذه الحرب كي تستوعب ان عليها ان تفعل شيئا لكنها لم تفعل أي شيء بعد.. اذا ما استمر تهريب الاسلحة سيعتبر ذلك تقاعسا."

وتقول وسائل اعلام حكومية ان مصر التي تأمل في التوصل الى اتفاق يعزز دورها كوسيط عربي وحيد وجهت الدعوة بالفعل الى اسرائيل والفصائل الفلسطينية لاجراء محادثات في القاهرة لتثبيت الهدنة الحالية وهو ما يعتقد محللون انه أمر ممكن ولكن ليس يسيرا.

ويبقى من غير المرجح ان تتخذ مصر التي تنأى بنفسها عن المخاطر خطوات قوية بشأن الانفاق لتتحاشى جزئيا اغضاب بدو سيناء الذين يعتمدون في رزقهم على التجارة غير المشروعة مع غزة. كما من غير المحتمل أيضا ان تتحدى القاهرة اسرائيل وتفتح حدودها مع القطاع.

وقال وليد قزيحة استاذ العلوم السياسية في الجامعة الامريكية بالقاهرة ان مصر قد تنتزع اتفاقا ينهي الحصار المفروض على غزة.

وأردف "لكن الوصول الى أبعد من هذا..الى وحدة وطنية (فلسطينية) اعتقد ان المصريين يحلمون )اذا تصوروا( ان يفعلوها دون الحصول على موافقة أطراف عربية اخرى مثل قطر وسوريا والباقين.. ليس بمقدورهم أن يفعلوها بمفردهم."

في الوقت نفسه يتحين وسطاء اقليميون اخرون الفرصة في حالة فشل الجهود المصرية.

ويقول محللون ان حماس قد تنظر الى دول اخرى مثل قطر وتركيا كوسطاء أكثر قبولا من القاهرة,ولا تخفي مصر استياءها من الحركة الاسلامية التي لها علاقات تاريخية مع جماعة الاخوان المسلمين المصرية المعارضة.

وكانت قطر بشكل خاص وراء جهود الوساطة لانهاء 18 شهرا من الصراع اللبناني الداخلي العام الماضي مما أدى الى تشكيل حكومة وحدة ضمت حزب الله وهي نتيجة يمكن ان تجعل حماس تميل الى الوساطة القطرية.

ورغم ذلك تمكنت مصر وحلفاؤها الاقليميون من استبعاد قطر واخرين من مساعي الوساطة الرئيسية في الحرب الاخيرة في غزة وحالت دون استضافة قطر لقمة عربية بشأن غزة وان أصرت الدوحة على استضافة اجتماع تشاوري.

ويرى محللون أن مصر قد لا تتمكن من البقاء كوسيط اقليمي وحيد ومفضل للأبد وان كان سجلها الطويل من النجاح على سبيل المثال في التوصل الى هدنة في غزة في يونيو حزيران الماضي دامت ستة أشهر سيبقيها على الأرجح ضمن أطراف اللعبة.

وتقول المحللة السياسية هاله مصطفى رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية التي تصدرها مؤسسة الاهرام "في المستقبل أو المستقبل القريب لن نرى دورا مطلقا للاعب واحد. سيكون هناك المزيد من الادوار لعدد من اللاعبين.

"انهم (حماس) سيستمرون في المجيء الى مصر وسيواصلون الاستماع.. سيستمرون في وضع شروطهم لكن أعتقد انهم عندما يرغبون في التسوية سيفضلون لاعبا اخر." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى