> تيرموند «الأيام» فيليب سيوبرسكي :
وافاد شهود عيان ان القاتل رجل في العقد الثالث من العمر طويل ونحيف صبغ وجهه باللون الابيض ومحيط عينيه بالاسود. واكدت الشرطة انها تمكنت من اعتقاله بينما كان يحاول اثر ارتكابه جريمته الفرار على دراجة هوائية، من دون ان تعرف حتى الساعة دوافعه.
ووقعت الجريمة صباحا في مدينة تيرموند الفلمنكية البالغ عدد سكانها 40 الف نسمة والواقعة على بعد حوالى 30 كيلومترا شمال غرب بروكسل، في دار حضانة عامة تدعى "بلاد الاساطير" كان بداخلها 18 طفلا، جميعهم دون 3 سنوات، وست نساء، جميعهن موظفات في الدار.
واعلن مدعي عام المدينة كريستيان دو فور ان "هناك ثلاثة قتلى جراء هذه الحادثة هم طفلان وشخص بالغ"، موضحا ان احد الطفلين توفي لاحقا في المستشفى متأثرا بجروحه.
وبحسب وزير الداخلية غيدو دي بادت الذي هرع الى مكان الحادثة فان "عشرة اطفال وثلاثة بالغين" اصيبوا ايضا بجروح في الحادثة و"نقلوا الى المستشفى"، بينهم "طفلان او ثلاثة في حال حرجة".
وقال الوزير للصحافيين ان "هذه الحادثة روعتنا"، مشيرا الى ان العديد من الاهالي "في حالة صدمة".
من ناحيته روى ثيو يانسنس نائب رئيس بلدية تيرموند المكلف الشؤون الاجتماعية والذي تزامن وصوله الى مكان المأساة مع وصول الشرطة، لوكالة فرانس برس بعضا من مشاهداته.
وقال "هناك دماء في كل مكان، كان امرا لا يصدق. انها مجزرة حقا".
واوضح يانسنس ان موظفا في احدى ادارات المدينة كان في مبنى مجاور هو الذي اخطر الشرطة بوقوع الجريمة.
واضاف ان القاتل "توجه على الفور نحو الاطفال الاصغر سنا وهاجمهمم".
وتابع يانسنس وقد اغرورقت عيناه بالدمع ان "الاطفال الاصغر سنا كانوا في اسرتهم الصغيرة، كانوا ينامون على الارجح"، مشيرا الى ان موظفات دار الحضانة الست حاولن الوقوف في وجه المعتدي "الذي تصرف كالمجنون" الا انه عاجل احداهن بطعنة قاتلة.
وتمكن القاتل بسهولة من الفرار من دار الحضانة بعد ارتكابه جريمته. وقال احد جيران الدار لمحطة "ار تي ال-تي في اي" التلفزيونية البلجيكية ان القاتل "لم يكن مذعورا، كان هادئا، نعم كان كذلك".
ولم يكف الاهل المفجوعين على اطفالهم هول المأساة، اذ كان عليهم ان يواجهوا ايضا الفوضى التي نجمت عن ارسال الاطفال الجرحى الى مستشفيات مختلفة من دون ان تكون هذه المستشفيات قادرة على تحديد هوية كل منهم لعجز الاطفال الصغار عن التعريف عن انفسهم، الامر الذي ادى بالاهل الى الدوران على المستشفيات بحثا عن اطفالهم.
وقالت هيلدا ديركس التي وقفت كما العديد من الفضوليين امام دار الحضانة التي تحولت الى دار للرعب "لقد رأيت الكثير من الاباء والامهات والاجداد وهم يسألون عما جرى.
وقالت امرأتان وقفتا ضمن حشد الفضوليين وهما تحملان طفلة في ربيعها الثاني في يدها زهرة بيضاء "نعرف ثلاثا من العاملات هنا. لا نعرف من هي القتيلة، انه الغموض بعينه". (أ.ف.ب)