"الحرب على الارهاب" تتخذ منعطفا جديدا ولكن حقائق قاسية لا تزال ماثلة

> واشنطن «الأيام» جيم مانيون :

> رغم ان الرئيس الاميركي الجديد باراك اوباما اعلن عن تغيير في "الحرب الاميركية على الارهاب" فور تسلمه منصبه في البيت الابيض كان من اهم معالمه حظر التعذيب واعلان اغلاق معتقل غوانتانامو، الا ان هذا التغيير يواجه العديد من التحديات.

وقد تجسدت احدى هذه التحديات القاسية على الارض في الصراع ضد تنظيم القاعدة بسرعة على شكل غارات وهجمات صاروخية في الاراضي الباكستانية مما يعني ان "الحرب على الارهاب" لم تتوقف مطلقا.

ويقول بروس رايدل المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) واحد مستشاري اوباما خلال الفترة الانتقالية والحملة الانتخابية "ان مصطلح +الحرب على الارهاب+ ربما يتلاشى، ولكن الحرب على القاعدة لن تتلاشى مطلقا".

واضاف "من الخطأ الاستنتاج ان ادارة اوباما لن تتعقب القاعدة بجدية ربما تكون اكبر من جدية جورج بوش".

والجمعة اطلقت طائرة بدون طيار صواريخ في هجومين منفصلين على مخابئ يشتبه ان فيها متطرفين على طول الحدود الباكستانية مع افغانستان.

وذكر مسؤولون امنيون باكستانيون ان 15 شخصا من بينهم ثلاثة اطفال قتلوا.

كما عرضت مواقع اسلامية شريط فيديو يقول ان سعيد علي الشهري، احد المعتقلين السابقين في غوانتانامو اصبح نائب زعيم القاعدة في اليمن.

والشهري هو واحد من بين 61 سجينا سابقا في غوانتانامو تعتقد وزارة الدفاع الاميركية انه عاد الى "النشاطات الارهابية" بعد اطلاق سراحه.

وقال مسؤول عسكري اميركي طلب عدم الكشف عن هويته ان "عددا اكبر منهم سيفرج عنهم".

ومع ذلك تصر الادارة الاميركية الجديدة وغيرها من الجهات على ان الضرر الذي الحقه معتقل غوانتانامو واساليب التحقيق القاسية مثل الاغراق، بصورة الولايات المتحدة يتطلب تغييرا في التوجهات.

وقال روبرت غيتس وزير الدفاع الاميركي الخميس "اعتقد ان عليك ان توازن ما بين كلفة اساليب التحقيق القاسية على قيمنا وتاثيرها على مبادئنا كما قال الرئيس في خطاب التنصيب".

وصرح الاميرال المتقاعد دنيس بلير، مرشح اوباما لرئاسة اجهزة الاستخبارات الاميركية امام الكونغرس هذا الاسبوع ان "الفائدة التكتيكية المباشرة" لتلك الاساليب "ليست هي الجواب الوحيد".

ويقول محللون ان الادارة الجديدة تأمل في ان يؤدي التغيير في سياستها الى تسهيل الحصول على المساعدات من حكومات اخرى وكذلك تخفيف المشاعر المعادية للولايات المتحدة التي تغذي التشدد في العالم الاسلامي.

وقال روبرت هنتر الدبلوماسي والمستشار البارز لمؤسسة "راند" ان نبذ التعذيب واغلاق معتقل غوانتانامو "سيزيدان من احتمال تعاون دول اخرى معنا في جهودنا لمكافحة الارهاب بعد ان كانت تشعر بان عليها ان تنأى بنفسها" عن ذلك.

واضاف ان هذه السياسات "تكثف القتال (ضد الارهاب) ولكنها تؤكد على الادوات التي من المرجح ان يكون لها اثار بعيدة المدى".

الا ان تطبيق السياسات الجديدة قد يعني مواجهة الادارة الجديدة اسئلة عملية صعبة ستحتاج الى حل سريع".

ومن بين هذه الاسئلة: هل ستقوم الولايات المتحدة بترحيل قادة القاعدة المعتقلين في الخارج الى الولايات المتحدة؟ وهل تستطيع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) التحقيق مع المشتبه بانتمائهم للقاعدة في الخارج لوحدها، او انها ستعمل مع حكومات تلك الدول؟

وتواجه الولايات المتحدة مثل هذا الاختبار في باكستان حيث تمكن فريق مشترك من عناصر وكالة الاستخبارات المركزية وباكستان من القبض على سعودي يشتبه بانه احد كبار قادة القاعدة بعد ساعات من تنصيب اوباما.

وقال مسؤولو امن باكستانيون ان المشتبه به يدعى ذبيح الطائفي وهو مطلوب في تفجيرات لندن 2005 التي اودت بحياة 52 شخصا.

وقال ريدل ان "القبض على (الطائفي) جدير بالاهتمام .. فمنذ فترة طويلة لم نشهد القبض على احد مسؤولي القاعدة المهمين بدلا من قتله. ونامل في ان يكون ذلك مصدرا لمعلومات جديدة".

واضاف "لقد قلنا اننا لن نعتقل اشخاصا في غوانتانامو، ولن نعذبهم، ولكن لدينا الان سجينا جديدا. وربما يكون الاول الذي يتم تسليمه لادارة اوباما".

وتابع ان ذلك "بالطبع سيعتمد على ما اذا كان الباكستانيون سيسلمونه لنا او الى السلطات السعودية. ولكن هذه حالة مثيرة للاهتمام".

وفي شهادته امام الكونغرس لتاكيد ترشيحه هذا الاسبوع، اقر بلير بان الولايات المتحدة لم تعثر بعد على "الطريقة الصحيحة لمعالجة مثل هذه الحملة الجديدة التي نشارك فيها".

وقال "من ناحية علينا ان نخوض هذا القتال كحرب ونحتجز اشخاصا ونحصل منهم على معلومات لحماية مواطنينا".

وتابع "ومن ناحية اخرى علينا ان نحافظ على وضعنا كبلد تحكمه مبادئنا وقيمنا". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى