الاتحاد الاوروبي يفشل في الاتفاق على موقف مشترك بخصوص جوانتانامو

> بروكسل «الأيام» إنجريد ميلاندر :

> فشلت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين في الاتفاق على تقديم مساعدة منسقة لخطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإغلاق معتقل جوانتانامو وقررت أن كل دولة ستحدد بمفردها ما إذا كانت ستستقبل نزلاء من السجن الأمريكي.

وقال كاريل شوارزنبرج وزير خارجية التشيك التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي للصحفيين "ليس موضوعا سهلا والأمر يرجع لكل دولة في تحديد ما ستقرره" مشيرا إلى "عدد من القضايا السياسية والقانونية والأمنية التي تحتاج إلى مزيد من الدراسة."

وتابع قائلا "المسؤولية الرئيسية عن إغلاق جوانتانامو ترجع إلى الولايات المتحدة" مضيفا أن الاتحاد الأوروبي سيناقش خلال اجتماعات مقبلة ما إذا كان يمكن رغم ذلك وجود نوع من التنسيق بين دول الاتحاد بخصوص الموضوع.

وكانت بعض الدول ومن بينها هولندا والنمسا قد قالت إنها ما زالت غير مستعدة لقبول سجناء جوانتانامو كما أن الحكومة الالمانية منقسمة بشأن القضية.

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن عواصم دول الاتحاد الأوروبي ربما تحاول على الاقل أن تحدد معا أي النزلاء السابقين في جوانتانامو يمكن قبولهم داخل الاتحاد.

وأمر أوباما الاسبوع الماضي بإغلاق السجن الواقع في خليج جوانتانامو في كوبا خلال عام واحد كحد أقصى. وينظر كثيرون إلى السجن على أنه رمز للانتهاكات التي ارتكبت باسم "الحرب على الإرهاب" التي أعلنتها إدارة الرئيس السابق جورج بوش.

وقال شتاينماير للصحفيين إن دول الاتحاد الأوروبي تتوقع أن تتصل بها الإدارة الأمريكية الجديدة قريبا لمعرفة ما إذا كانت على استعداد لقبول بعض السجناء الباقين البالغ عددهم 245 نزيلا.

وكانت إدارة بوش حاولت دون جدوى إقناع حلفائها في الاتحاد الاوروبي بقبول بعض هؤلاء السجناء لكن حكومات دول الاتحاد التي طالبت على مدى أعوام بإغلاق السجن تريد حاليا إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقال الكسندر شتوب وزير الخارجية الفنلندي لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي "نحتاج إلى مصافحة الولايات المتحدة. إنها بداية جديدة."

وذكر شتوب أن الاتحاد الأوروبي ينبغي أن يبحث استقبال السجناء الذين لم يحاكموا بأي تهمة لكنهم لا يستطيعون العودة إلى بلادهم ولا تريد الولايات المتحدة استقبالهم وأن يدرس أي طلبات للجوء.

ويتراوح عدد هؤلاء بين 55 و60 سجينا بينهم يوغور مسلمون صينيون تقول واشنطن إنهم لا يستطيعون العودة إلى بلدهم لانهم سيواجهون اضطهادا بالاضافة إلى ليبيين وأوزبك وجزائريين.

وذكر وزير الخارجية السويدي كارل بيلت أنه لا يمكن أن يوجد قرار مشترك للاتحاد الأوروبي بقبول سجناء لأن قبولهم مسؤولية قومية.

وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي لرويترز "حتى إذا قيل لنا إنهم ليسوا خطرين فبعد سبع سنوات (في جوانتانامو) لا بد أنهم غاضبون جدا."

وأضاف "لو كنت في وزارة الداخلية لجعلت الشرطة حولهم في كل مكان ولتعين عليهم أن يحضروا كل شهر أو كل أسبوع إلى الشرطة ليقولوا ماذا يفعلون."

كما أكد الدبلوماسي الكبير أن قبول سجناء من جوانتانامو قد يثير رد فعل شعبي غاضب بالرغم من التأييد الواسع النطاق لأوباما في أنحاء الاتحاد.

وقال "بأمانة أنا لست متأكدا من أن أحدا سيود أن يكون نزيلا سابقا في جوانتانامو جارا له."

وذكر الدبلوماسي أن دول الاتحاد الأوروبي ينبغي ألا تقبل إلا سجناء تستطيع دمجهم في مجتمعاتها. وأضاف أن استقبال محتجزين من شمال افريقيا في دول فيها بالفعل جاليات كبيرة من تلك المنطقة سيكون أسهل من إيجاد مكان يستقر فيه اليوغور.

وقال دبلوماسي فرنسي إن بلاده تريد أن يسافر جيل دو كيرشوف منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة ليتوسط بين واشنطن ودول الاتحاد الأوروبي بخصوص سجناء جوانتانامو.

(شارك في التغطية مارك جون وديفيد برونشتروم وإيلونا فيسنباخ وجوليان توير) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى