يوميات الأيام .. أعيدوا النظر أيها المسؤولون في مرتبات المعلمات

> ابن الريح :

> تكتل المعلمات ضرورة تتطلبها الظروف الحاضرة.. فالمعلمات على وجه العموم مظلومات فهن غير متساويات مع المعلمين في المرتبات وشروط الخدمة مع العلم إنهن يؤدين نفس العمل الذي يؤديه كل معلم ويتحملن نفس المشقة التي يتحملها كل مدرس.

أقول هذا الكلام بمناسبة ضم المنحة التي يتحصلها المعلمون في كل نهاية فصل دراسي إلى المرتب الأصلي لكل معلم وأصبح مقرراً إضافة 80 شلن شهرياً إلى راتب المدرس الحكومي، والمعروف أن المعلمات قد حرمن من هذه المنحة وانتحلت المعارف لهذا الحرمان أعذاراً واهية لم نقتنع بها ولازلنا غير مقتنعين بها، والاستياء سائد بين المعلمات من جراء هذه المعاملة الشاذة من قبل المعارف التي من واجبها أن تقدر رسالة المعلمات وإخلاصهن لمهنة التدريس التي يتمسكن بها تمسكاً شديداً لعلمهن أن لا هناك مجالات أخرى للعمل الذي يكفل لهن دخلاً منتظماً وأخشى أن يكون هذا هو السبب في حرمان المعلمات من مبلغ 80 شلن.

هذا من جهة ومن جهة أخرى لعلمها أن المعلمات سيقبلن كل وضع مادمن غير قادرات على الاستقالة وعلى فرص للعمل بمرتبات مغرية والمعلمات يتميزن بتعلقهن الشديد بسلك التدريس ولذلك قل أن نجد معلمة تخرج بدون سبب ...

والمعلمه التي تغادر المدرسة فإنها تغادرها آسفة وذلك عندما تتزوج ويشترط عليها الزوج مغادرة المدرسة، وهنا أقف قليلاً لأقول إن المعارف وبعبارة أاخرى الحكومة قد أصدرت قراراً يقضى بأن تحول الخدمة المؤبدة لأية معلمة إلى خدمة مؤقتة وذلك في حالة الزواج وهذه هي الأخرى معاملة شاذة، نأمل أن تعيد الحكومه النظر فيها وان تضع نصب عينيها الحاله هذه وهي ان اغلب المدرسات يكابدن عناء الفقر وعلى عاتقهن تقع مسئولية إعالة اسرهن التي بعضها تكون قد فقدت عائلها الوحيد فأصبحت هذه الاسرة الفقيرة تعتمد اعتماداً كلياً على هذا المرتب الضئيل الـ405 شلن، ومتى ما تحولت خدمة مدرسة متزوجة الى خدمة مؤقتة فإنها تكون قلقة وخائفة من ضياع وظيفتها التي اصبحت مهددة اذا ما حصلت على طفل او اكثر في المستقبل، وتبقى تتخيل حالة الاطفال عندما تطرد من الوظيفة وهي حالة لا شك سيخيم عليها البؤس والحرمان فزوجها الموظف البسيط الذي كان يعتمد على مرتب زوجته في صرفيات البيت سيجد نفسه كالجائع في صحراء لايجد ما يسد رمقه، وتصور معي حالة زوج لا يكفيه مرتبه هو إذا اراد ان يعيش عيشة طيبة تصور معي زوج كهذا يفقد 400 شلن او اكثر بمجرد انتهاء خدمة زوجته..

انها حالة ستكون ولاشك أليمة وتعسة وسيجد الزوج نفسه كالجائع في الصحراء الذي لا يستطيع ان يجد ما يسد رمقه ولا رمق اطفاله وبقية افراد اسرته الا ان بعض الازواج يظلون مسئولين عن اهليهم.

وبعد: هذه نظرتنا من زاوية حالة انتهاء خدمة اية مدرسة متزوجة ربما تكون قد قضت عدة سنين فتذهب حقوقها هباء ويهمني ان اوضح ضرورة مساواة المعلمة بأخيها المعلم من ناحية المرتبات فأقول ان بعض المعلمات يرفضن الزواج اذا ما اشترط الخطيب خروجها من المدرسة، وفي هذه تضحية عظيمة من جانب المعلمة التي قررت ان تترهبن حباً في اعالة اسرتها، وانا اعرف بعض المعلمات اللاتي اقدمن على هذه التضحية..

والى كل هذا فإن المعلمة بحكم مركزها الاجتماعي تحب ان تظهر بالمظهر اللائق فلابد من حاجتها الى شراء ادوات الزينة والتجميل وشراء الاثواب التي تليق بها..ومعلمات جيلنا شابات.. والشابة لها متطلبات معروفة ولكل هذا فإن إضافة مبلغ ساعدهن في شراء ماذكرته...وهناك من المعلمات من تحلم في شراء ثوب جميل تحضربه حفلاً ما، أفلا تقدر الحكومة هذه النواحي الحساسة .

وبعد، إن على المدرسات ان يتكتلن ويوحدن جهودهن فيرفعن اصواتهن عالية مدوية الى اسماع المسئولين لكي يسمعوا بوضوح مطالبهن العادلة...

وعليهن ان يطالبن بمساواتهن باخوانهن المدرسين الذين اغلبهم تتساوى كفاءتهم مع كفاءة المدرسات، بالاضافة الى ماقلت قبل قليل ان العمل واحد، الجهد واحد والمشقة واحدة فأعطوا المدرسات حقوقهن لتضمنوا اخلاصهن وكفاءتهن في خدمة التدريس ولتبرهنوا على تقديركم لمعلمات الجيل اضيفوا الى المبلغ الثمانيين شلن لينمو مرتب المعلمات.. وعلى المعلمات ان يعملن المستحيل لنيل حقوقهن.

وما ضاع حق لم يتم عنه اهله ولا نسأله في العالمين مقصر.

العدد(10) في 20 / أغسطس/1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى