أتمنى أن يخيب ميدو وزكي ظني.. فعلا حسبتها غلط ياحضري‏ ..‏وعلى نفسها جنت براقش‏!‏‏

> «الايام الرياضي» أنور عـبد ربـه :

> (على نفسها جنت براقش)‏..‏تذكرت هذا المثل العربي وأنا أتابع ما يحدث لحارس مرمى النادي الأهلي الهارب عصام الحضري الذي ضاق ذرعا أخيرا بنادي سيون السويسري ورئيسه الذي كان قد وعده بأن يفتح أمامه أبواب الاحتراف الحقيقي في أحد الأندية الأوروبية الكبرى.

وهو ما لم يحدث ـ ولن يحدث ـ لأن الحضري تجاوز السن المطلوبة للعب في مثل هذه الأندية‏,‏ فضلا عن أن مشكلته مع النادي الأهلي واحتمال تعرضه لعقوبة إيقاف أو عقوبة مادية يجعل هذه الأندية تحجم عن التفكير فيه‏.‏

وبعيدا عما يتمتع به الحضري من موهبة ربانية كحارس يملك كل مواصفات الحارس الناجح والمثالي‏,‏ عليه أن يعترف لنفسه ولكل من حوله بأنه أخطأ خطأ جسيما في حق نفسه وحق ناديه الذي منحه الشهرة والمال والأضواء والمكانة الاجتماعية‏..‏أخطأ عندما ترك الأهلي وهرب على أمل احتراف وهمي في ناد غير مصنف عالميا‏,‏ وبمبررات واهية منها مثلا رغبته في تأمين مستقبله‏,‏ أو الهروب من معاملة مانويل جوزيه السيئة على حد قوله‏,‏ وحرمانه من شارة الكابتن وسحبها منه بلا رجعة‏,‏ رغم أن جوزيه كان قد سحبها منه منذ أكثر من موسمين قبل هروبه‏!‏

وظني أن الحضري حسبها غلط بكل المقاييس‏,‏ حتى المادية لأن ما كان يحصل عليه في الأهلي من مرتب ومكافآت فوز وبطولات وإنجازات‏,‏ وأيضا ـ وهو المهم ـ مقابل إعلانات متزايد ودائم‏..‏كل هذا يجعله يعيش ملكا متوجا ويؤمن مستقبل أسرته‏,‏ ولكنه للأسف الشديد الطمع الذي يعمي العين أحيانا‏,‏ ويغيب العقل كثيرا‏.‏

نعم‏..‏حسبها الحضري غلط وكان في حاجة إلى الاستنارة برأي مستشارين وأصدقاء يفكرون بمنطق سليم‏,‏ مادام لا يملك القدرة علي إعمال عقله بذكاء‏..‏وها هو يزيد الطين بلة بمفاوضاته مع النادي الاسماعيلي‏,‏ ليزيد حالة الاحتقان بين جماهير الأهلي والاسماعيلي‏,‏ وهو ما ينعكس بالضرورة ـ بالسلب ـ على الكرة المصرية بوجه عام‏,‏ والمنتخب الوطني على وجه الخصوص‏.‏

وإذا كان الحضري على وشك أن يكمل عاما كاملا مع فريق سيون الذي انتقل إليه في أواخر فبراير الماضي موعد هروبه‏,‏ ولم يحقق فيه ما يأمله أو ما كان يحلم به لعدم تأقلمه مع الطقس والظروف المحيطة به هناك‏,‏ وعدم انسجام أسرته الصغيرة مع أسلوب الحياة هناك‏,‏ فإنني أكرر على مسامعه ما بدأت به كلامي‏:‏فعلا‏..‏حسبتها غلط ياحضري‏..‏وعلى نفسها جنت براقش‏!‏

< اللعب لثمانية أندية في ست دول خلال تسع سنوات فقط رقم قياسي مصري وعربي وربما أفريقي سجله النجم المصري الدولي أحمد حسام ميدو بانتقاله من ميدلزبره إلى ويجان الانجليزيين ليصبح زميلا لعمرو زكي في هذا النادي‏..‏ولعلنا نتذكر أن بداية ميدو كانت في فريق جنك البلجيكي ثم انتقل إلى أياكس أمستردام الهولندي مرورا بمارسيليا الفرنسي وسيلتا فيجو الأسباني وروما الإيطالي ثم توتنهام الانجليزي ومنه إلى ميدلزبره وأخيرا ويجان‏..‏والسؤال ‏:‏ هل هذا في مصلحة اللاعب؟ .. في اعتقادي الشخصي أن تعدد الأندية لا يكون ميزة في أغلب الأحيان والأمثلة كثيرة في الكرة العالمية‏,‏ والاستقرار في ناد معين لفترة أطول قد يكون أفضل كثيرا‏,‏ والحسنة الوحيدة لتعدد الأندية‏(8)‏ خلال فترة ليست طويلة‏(9‏ سنوات بالنسية لميدو‏)‏ ربما تكون في الاحتكاك بأكثر من مدرسة تدريبية أوروبية ما بين بلجيكية وهولندية وفرنسية وإيطالية وإنجليزية وإسبانية‏,‏ وهو ما يمثل تراكم خبرات نأمل في استفادة ميدو منها إلى أقصى درجة‏.‏

والسؤال الأهم‏:‏هل يشكل الفرعونان ميدو وزكي ثنائيا منسجما ومتفاهما في ويجان‏,‏ أم يلعب أحدهما على حساب غياب الآخر؟..سؤال نترك للأيام والمباريات الرد عليه وإن كنت لا أستطيع أن أخفي أنني لست متفائلا بلعبهما معا في فريق أجنبي واحد‏..‏وأرجو أن يخيبا ظني‏!‏

‏كاتب في «الأهرام» المصرية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى