الشباب بين الواقع والطموح

> «الأيام» محمد عبدالله عبشل /لودر - أبين

> الشباب أمل الأمة وعمودها، وبهم تبنى الأوطان وترتقي الأمم إلى سلم المجد نحو آفاق رحبة في فضاءات الحياة، إنهم ثروة بشرية هائلة، فلو صقلت وأعطيت لهم الإمكانيات التعليمية والتأهلية لأصبحوا يحرثون البحر ولا يشق لهم غبار في ميادين المعرفة والبناء والنهضة.

ومن هنا على الدولة الاهتمام بهذه الشريحة المهمة وإعداد الخطط والأهداف والاستراتيجيات، وتوفير فرص العمل للقضاء على البطالة التي أصبحت هاجساً يؤرقهم في كل لحظة.

بهذا نرى أن الدولة تتباهى وتتفاخر بالمنجزات التعليمية من الجامعات والكليات المنتشرة في أرجاء الوطن التي يعتقد حفنة من المسؤولين بأن هذه المنجزات تخدم الشباب, وذلك بالعدد الكمي وتناسوا التعليم النوعي ومدخلاته التي ينبغي أن تواكب مخرجات سوق العمل, فترى الشباب منخرطين في مانسميه مجازاً كليات، ليعطوا على كل غال ونفيس ويبذلوا كل شيء حتى يتخرجوا من هذه الكليات إلى المصير المجهول الذي ينتظرهم.

إنه المصير الذي ينتظرهم فتراهم في الطرقات والأسواق والشوارع مهمشين لا أحد يسأل عنهم ولادولة توفرلهم أقل مايتمنونه.

نعم تفتخر البلاد بما أنجز, ولكن لماذا لا تستثمر الإنسان في ميدان العمل حتى يصبح فاعلا في الحياة وشريكا في بناء المجتمع.

فواجب على الدولة العمل على إعادة استراتيجياتها التعليمية والتأهيلية, بحيث أن مدخلات التعليم العالي تتناسب تناسباً طردياً مع مخرجات سوق العمل والعمل على تقليص الكليات التي لا تفي بالفرص وإعادة تخصصاتها لماله فائدة على المجتمع.

نحن الشباب نعاني من انتشار البطالة بشكل ملحوظ بين أوساط المتعلمين والجامعيين, فكيف بالشباب المهمشين اللذين ليس لديهم مؤهلات تعليمية، فيصبح الفراغ والتفكير بالمستقبل همهم الرئيس ويصبحون بين نارين: نار البطالة من جانب ونار الاندماج الاجتماعي من جانب آخر..

فتنتشر السلوكيات الخاطئة والانحرافات الأخلاقية.. فيكونون عرضة للتيارات من كل جانب، فمنهم من ينظم إلى المنظمات الإرهابية حتى تفي له أبسط مستحقاته, والبعض الآخر يسعى إلى الإفساد ولا يشعر بأن المجتمع أدار له ظهره.. والبعض الآخر يموت بحسرته، لأنه لم يجد ما يداوي به جراح قلبه ويعيد له الحياة ولسان حاله يقول:

لقد أسمعت إذ ناديت حياً

ولكن لاحياة لمن تنادي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى