أزمة في جامعة حضرموت.. والطلاب بين أوامر رئيس الجامعة ومطالب هيئة التدريس

> المكلا «الأيام» خاص

>
صرح أكاديمي كبير في محافظة اشتهرت بالعلم والثقافة والمعرفة.. جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا باتت أوضاعها حديث كل الناس في حضرموت.. مطالب لهيئة التدريس بإصلاح الاعوجاج - على حد تعبيرهم - وخطة طوارئ امتحانية اعتمدها رئيس الجامعة، والضحية في نهاية المطاف الطلاب.. ما ذنبهم؟.. وإلى أين سيكون المآل؟!

هذا العام الدراسي لم يتلق الطلاب في حضرموت في مختلف المراحل التعليمية (أساسي، ثانوني، جامعي) سوى الفتات من التدريس، فكانت البداية شهر رمضان، ثم الفيضانات التي اجتاحت حضرموت، ووقفت الحياة على إثرها فترات طويلة.

الأزمة بين رئيس جامعة حضرموت د.أحمد عمر بامشموس وأعضاء هيئة التدريس بلغت حدها، ولم تتدخل الأطراف المعنية لإنهائها، حيث استدعى رئيس الجامعة قيادتها، وأقر تشكيل لجان تم على إثرها إعداد الامتحانات التي وصفت أنها (خطة طوارئ امتحانية)، وعارضت هيئة التدريس ذلك، ووصفت الهيئة الإدارية لنقابة هيئة التدريس أن هذا الإجراء غير قانوني وغير شرعي.

بدأت امتحانات الفصل الجامعي الأول للعام الدراسي يوم السبت الماضي في كلية الطب والعلوم الصحية، وفي اليوم نفسه التقى محافظ حضرموت سالم أحمد الخنبشي الهيئة الإدارية لنقابة هيئة التدريس بالجامعة واستمع منهم إلى مطالبهم، وكان أبرزها التدخل لإيقاف خطة الطوارئ الامتحانية، لكن المحافظ رد في اليوم التالي (الأحد) بضرورة تعليق الإضراب من دون شروط.

ووقف الطلاب إزاء ذلك موقفا غير محسودين عليه، إما الالتزام بالامتحانات التي لم تضعها هيئة التدريس أو التضامن مع معلميهم.

الهيئة الإدارية لنقابة هيئة التدريس اجتمعت أمس الأول مع اللجان النقابية وممثلي الفئات بمجلس الجامعة، واستعرضت التداعيات كافة، وأقرت تجمع الأعضاء كلا في ساحة حرم كليته بدء من أمس، وتعليق العضوية في مجالس الأقسام والكليات واللجان الامتحانية، وتعليق مهام مشرفي السنوات بكلية الطب.

ويوم أمس التزم حوالي 85 % من هيئة التدريس بالاعتصام كل في كليته، ورفع الأساتذة لوحات كتب عليها (امتحانات لم تعتمدها الأقسام العلمية.. لا شرعية لها ولا إقرار بنتائجها).

وامتنع الطلاب أمس من دخول القاعات للامتحان في بعض الكليات الجامعة وامتحن البعض الآخر، وانقسم الطلاب إلى شقين لا يعلم كل منهم مصيره وسط مخاوف من الانتقام في حال عدم الامتحان ومن ثم ضياع سنة من المستقبل، وإلغاء نتيجة الامتحان بالنسبة للذين امتحنوا بسبب عدم شرعية وقانونية الامتحانات.

محافظ حضرموت ومعه رئيس الجامعة ونائبه وأمينه العام حضروا أمس الامتحانات، وتفقدوا سيرها في عدد من القاعات، وأكد المحافظ شرعية الامتحانات ووقوفه مع قيادة الجامعة.

الهيئة الإدارية للنقابة قالت أمس لـ «الأيام»: «إنها تتحمل مسؤولية أكاديمية أمام طلابها».

مؤكدة «رغبتها في إجراء دورة امتحانية سوية بعيدا عن خطط الطوارئ»، مضيفة «إننا نلتزم أدبيا وأكاديميا بالدفاع عن طلابنا وعن حقوقهم الأكاديمية»، مطالبة «بإصلاح الخلل الأكاديمي، وتنفيذ قانون الجامعات اليمنية ومعالجة الاختلالات كافة، وتوفير النواقص الحادة لتسيير العملية الأكاديمية بما يليق بجامعة حضرموت».

بدورها «الأيام» سألت هيئة النقابة ما ذنب الطلاب؟.. قالوا: «عند معالجة أي مرض يتحمل الجميع تبعات الدواء المر، ونحن نريد لطلابنا وضع أكاديمي يليق بهم ولأجل الوصول لهذه الغاية يجب أن يتحمل الجميع، فلا يعقل مثلا أن تكون هناك كلية للآداب بدون مكتبة ومختبرات غير مجهزة وتعليق مواد دراسية، وترحل أخرى إلى فصول قادمة بشكل كبير، وأن تدرس مواد عديدة في عشرة أيام، وأن تغيب خدمات الإنترنت في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وأن تتغيب الأعراف الأكاديمية في التعيينات وتقليد المناصب الأكاديمية، وأن تعيش الجامعة بفئاتها طلاب وهيئة تدريس وموظفين في حالة غير سوية تحتاج إلى علاج.

بعد هذا كله يطرح السؤال مرة أخرى ما ذنب الطلاب؟ ومن سيوقف ما يجري امتحانات طوارئ وطلاب في مفترق الطريق والمستقبل عليه الكثير من الضباب من سيزيحه؟».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى