كرة القدم..كثقافة واحدة وقانون واحد

> «الأيام الرياضي» أديب محمد السيد:

> عندما لم تستطع كل الثقافات أن تفرض على العالم قانوناً آخر جاءت كرة القدم وحققت ذلك بل إنها سكنت في قلوب الناس بكل رضى واطمئنان فقبلها الجميع وآمنوا بقانونها الذي لا يفرق بين الفقراء والأغنياء وبين الصغار والكبار فالجميع يجتمعون على المدرجات وكلهم يأملون ويشجعون فرقهم.

حيث تهيم حينها ملايين الطموحات والآمال حول تسديدة إلى مرمى الخصم فإذا دخلت الكرة إلى المرمى تجلب حينها السعادة والفرحة في نفوس شعب بأكمله أما إذا أخطأته فتكون سبباً في حزن الملايين من الناس، وهنا تتجلى قدرة اللعبة على فرض ثقافتها بالآتي:

1- تنمي ثقافة الانتماء الوطني الغائب في ملاعب السياسة.

2) تزيل الحواجز بين الطبقات وتجعلها طبقة واحدة.

3) تمتص السأم وتقتل الفراغ الذي أصيبت به كثير من الشعوب.

4) جميع من يؤمنون بها يخضعون لقرار واحد وهو قرار الحكم.

5) تشكل كرة القدم همزة وصل بين الشعوب من خلال تبادل الثقافات حول الكرة وتبادل اللاعبين بما يسمى (الاحتراف) .

كما أن هناك كثيراً من الفلاسفة قد قدموا رؤية حول كرة القدم فهذا الفيلسوف الإيطالي (أنطونيو جراميش) قال:«أن كرة القدم لعبة جميلة وهي عبارة عن الحرية التي يمارسها الإنسان في الهواء الطلق» عن (مجلة العربي)..كما يرى المؤرخ الإنجليزي(كارلايل)«أن كرة القدم عبارة عن بطولة واللاعبين عبارة عن أبطال، وأن البطل سواء كان شاعراً أو مصلحاً أو كاتباً أو لاعباً فهو يحمل بين جنباته سراً غامضاً وهو(سر العظمة)»..كما أن هناك رأياً آخرا عن كرة القدم حيث يرى الكاتب (حسان الزين):«أن كرة القدم أضحت اليوم رياضة بلا أخلاق منذ أصبحت مرتبطة (بأخلاقيات السوق) ، حيث تجيز استعمال وتوظيف جميع الحيل للفوز، حتى لو كانت أشبه بكابلات اللص، ثم إن اللاعبين جميعهم يأتون ليمارسوا هذه اللعبة من أجل المال»..ثم يتساءل قائلاً:«هل تحولت كرة القدم بعد أن ابتلعها الاحتراف ودخلت آليات السوق إلى أفيون يعطي نشوة قاتلة على حساب الصحة والسعادة الباقية والحقيقية؟».

كما صرح أيضاً (جوان هافيلانج) الرئيس السابق للفيفا قائلاً:«إن كرة القدم عبارة عن إمبراطورية تتصارع فيها الشركات العملاقة فتحولت مونديالات اللعبة إلى (بازار إقتصادي ومالي وتجاري) تشارك فيه مؤسسات العطور ومواد التجميل والمرطبات والألكترونيات، وأرادت هذه الشركات أن تغزو عقول المشاهدين بسلعها وإيصالها إلى حوالي 3.700 مليون متفرج يتابعون مونديالات كرة القدم(عن مجلة العربي)، فهل يا ترى ستستمر اللعبة بنشوتها الحقيقية أم أنها ستتحول إلى لعب دور بارز في مجال الاقتصاد، وهل تستطيع كرة القدم فرض كلمتها على الكل بعد أن دخلت عالم المال والجاه؟أم إنها ستفقد بريقها وتتحول إلى سلعة قابلة للمزايدات والمناقصات التي تحكمها ظروف السوق المالية؟

هذا ما ستكشفه الأيام القادمة إن لم تكن هناك رؤية لإنقاذ كرة القدم من هذا المأزق، وعدم مزجها بالسياسة، التي لا تذر ولا تبقي شيئاً إلا وتفسده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى