فكرة اليوم .. ضد الطبقة الوسطى

> أحمد شريف الرفاعي

> العمران الذي يمتد يوماً بعد يوم فيملأ اعطاف المدينة.. هذا العمران هو الدليل المادي على مسايرة بلادنا لركب العمران الحديث في البلاد التقدمية والعواصم الكبيرة .

ولكن . . مامعنى كلمة عمران. . . ان هناك (ايدلوجية) يجب ان تكون نبراساً للعمران في بلادنا. . . تلك هي ان يكون التقدم المعماري في خدمة الطبقة المتوسطة.. فيجد الموظف ذي الدخل المحدود شقة جديدة يسكن فيها يايجار معقول وبلا (حق مفتاح).. فيستقيل عن سائر افراد العائلة الذين يحشرون في بيت ضيق كأنهم في حضيرة دجاج لا في بيت بشري .

والتقدم العمراني عندنا يجري ضد الطبقة الوسطى على خط مستقيم.. فالرأسمالي الذي ينشئ عمارة . . يفكر في اجتناء مدخولها من (حق المفتاح) اولا ويفكر في ان يحيلها كنزاً لا ينضب له معين فتراه لا يؤجرها الا للضباط والموظفين الاجانب الكبار والهنادكة..فيساعد على تدعيم الغزو الاجنبي الى بلادنا والوارد الينا باسم الهجرة, ونحن نؤيد التقدم العمراني بشرط ان يخدم مصلحة المواطن وان تكون له ايدلوجية منبثقة من حاجتنا الى الاطاحة بازمة المساكن وتضييق الخناق على الجشع والاستقلال.

العدد(14) في 24/ أغسطس/ 1958م

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى