سر العداوة التاريخية بين توتنـهام و المدفعجية

> لندن «الأيام الرياضي» عن سوكر نيوز :

>
يشجع البعض توتنهام ويهيم الأغلبية في هوى الآرسنال و بين عاشق متيم بهذا ومشجع متعصب لذاك ظل سر العداوة الكبيرة التي بين السبيرز والجانارز خافيا على معظم محبي الفريقين.

فكل شيء يهون عند المدفعجية في مقابل أن يظل الجار توتنهام خلفهم في الترتيب.

وأقل منهم في البطولات.. قابعا في ظلهم بعيدا عن عليائهم التاريخية على كل أندية المدينة الأكبر في العالم مدينة لندن.

فالآرسنال ظل بتاريخه الممتد منذ العام 1886 أكثر أندية مدينة لندن فوزا بلقب الدوري وعلى النقيض يبدو توتنهام الذي عانى الأمرين من جاره اللدود وفشل في اللحاق به في سباق البطولات وظل بعيدا عنه في كل النواحي..فما هو سر هذه العداوة الشديدة بين قطبي شمال لندن آرسنال و توتنهام؟!!

الآرسنال سنوات من المعاناة:

في البدء كانت الأنثى كما يقول نزار و المثل يقول لا دخان بلا نار!! وقبل أن ندخل في أصل الخلاف التاريخي بين الناديين لنبدأ أولا مع معاناة الآرسنال فالفريق رغم أنه تأسس في العام 1886 إلا أنه لم ينجح في أن يتأهل لدوري الدرجة الأولى إلا في العام 1904 وذلك بعد دخوله عالم الاحتراف بثماني سنوات و لكن وفي العام 1913 تعرض الفريق لصدمة بهبوطه لدوري الدرجة الثانية من جديد و المفارقة الطريفة أن هذا العام كان هو عام انتقال الفريق إلى ملعبه الجديد (في ذلك الوقت) الهايبري و لكن فرحة الانتقال لم تتم لأن الفريق سقط إلى دوري الظلمات!! بعدها بدأ الآرسنال رحلة الكفاح للعودة من جديد إلى دوري الدرجة الأولى ولكن الفريق عجز عن تحقيق ذلك الحلم حتى جاءه الفرج من حيث لا يعلم!

قرار الزيادة و بداية الأزمة:

في العام 1919 قرر الاتحاد الانجليزي لكرة القدم زيادة عدد فرق دوري الدرجة الاولى إلى 22 فريقا وفي ذلك الموسم كان توتنهام يحتل المركز الأخير في دوري الدرجة الأولى الانجليزي فقام مسئولو الفريق بمخاطبة رئيس الاتحاد في ذلك الوقت السيد جون ماكين لأجل أن يظل السبيرز في دوري الدرجة الأولى ولا يهبط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية، في ذلك الوقت كان السيد هنري نوريس رئيس الآرسنال (والذي ترجع الكثير من المصادر التاريخية سبب الخلاف التاريخي بين الناديين إليه) في ذلك الوقت تحرك هنري نوريس وطالب الاتحاد الانجليزي بتصعيد الآرسنال الذي كان يحتل المركز الخامس في دوري الدرجة الثانية إلى دوري الدرجة الاولى!!

قرار الاتحاد و الأزمة المستمرة:

لم يكتف هنري نوريس بطلب تصعيد الآرسنال إلى دوري الدرجة الاولى فقط بل طالب بهبوط توتنهام الأمر الذي أثار حفيظة محبي السبيرز فبدأت الخلافات تدب بين الفريقين والجميع في انتظار قرار الاتحاد و بعد مداولات و مشاورات قرر الاتحاد الانجليزي تصعيد نادي الآرسنال من دوري الدرجة الثانية إلى دوري الدرجة الأولى وهبوط توتنهام إلى دوري الدرجة الثانية والسبب هو أن قرار زيادة عدد أندية الدرجة الأولى كان لا بد أن يشمل الآرسنال لأنه أول فريق من جنوب انجلترا ينضم للاتحاد الانجليزي لكرة القدم!! إضافة إلى أن الآرسنال أقدم في عضوية الاتحاد من توتنهام بـ 15 سنة.

جون ماكينا وهنري نوريس والسر الكبير:

جون ماكين رئيس الاتحاد الانجليزي في ذلك الوقت زعم بأنه طلب من أعضاء الاتحاد إجراء تصويت لحسم المسألة و أن نتيجة التصويت جاءت لصالح المدفعجية بفارق خمسة أصوات كاملة ولكن المسئولين في توتنهام يصرون على أن الأمر دبر بليل و أن فريقهم وقع ضحية مؤامرة بطلها الأول هنري نوريس رئيس الآرسنال بالمشاركة مع جون ماكين وبالتالي وقع فريقهم ضحية مؤامرة آرسنالية بالتواطؤ مع جون ماكين وبغض النظر عن صحة المؤامرة من عدمها فالحقيقة الواضحة حتى يومنا هذا هي أن الآرسنال ومنذ ذلك التاريخ لم يهبط إلى دوري الدرجة الثانية أبدا.. وفي العام 1934 توفي هنري نوريس تاركا خلفه السر الكبير الذي مات معه ودفن في صدره و لم يتبق منه سوى خلاف كبير وعداوة تاريخية تأججت نيرانها عبر الزمن و زادتها الايام فأصبحت أكبر من أي محاولة لإخمادها!!

الهتافات العنصرية وتغيير المدفع:

في لندن يعرف توتنهام بأنه نادي اليهود فمنذ بزوغ فجر النادي وسني تأسيسه الأولى و الفريق ملاذ آمن لكبار رجالات اليهود في المدينة وكان لهذه الخلفية اليهودية كبير الأثر في تعميق هوة الخلاف بين الفريقين فجماهير المدفعجية لم يكفها أن يكون فريقها سببا في هبوط السبيرز ومعاناته المستمرة حتى يومنا هذا بل زادت الطين بله بهتافاتها العنصرية ضد الفريق والتي تمثلت بلفظ (تششش) والذي كان يرمز لتعذيب هتلر لليهود و الذين ينتمون بضراوة لتوتنهام.. وأصل المدفعجية استفزازاتهم كما قام الآرسنال بتغيير شعاره القديم إلى شعاره الحالي المدفع وتوجيهه إلى الشمال حيث يقع ستاد وايت هارت لين ملعب توتنهام الجار والعدو الأمر الذي أثار حفيظة عشاق توتنهام.

انتقالات زادت العداوات:

لم تتوقف الحرب الضروس بين الناديين طوال تلك السنوات بل زادت والسبب تنقلات المدربين واللاعبين بين الناديين الكبيرين خاصة جورج جراهام الذي يعد ثالث أفضل مدرب في تاريخ الآرسنال والمدرب الذي جلب للفريق العديد من البطولات ولكنه أقيل في العام 1995 بسبب تدهور النتائج وبسبب تورطه في فضائح رشاوي وسمسرة وعمولات خاصة بصفقات انتقالات اللاعبين من وإلى النادي وزاد جراهام الطين بلة عندما تولى تدريب توتنهام فأصبح مكروه الجماهير الاول في الهايبري بعد أن كان معبودها وتمت تسميته بـ(يهوذا) سخرية منه ومن انتقاله لنادي اليهود الأول في انجلترا توتنهام وذهبت جماهير الآرسنال لأبعد من ذلك عندما اعتبرت انتقال جورج جراهام من الآرسنال إلى توتنهام خيانة وتلطيخا لسمعة نادي المدفعجية.. ومن أبرز الانتقالات أيضا انتقال سول كامبل من توتنهام للآرسنال وأخيرا دافيد بنتلي النجم الذي تكون مع ناشئي الآرسنال ولم يجد الفرصة فذهب إلى السبيرز عن طريق بلاكبيرن وهناك أعلن صراحة رغبته في هزيمة الآرسنال ولم يكتف بذلك بل احتفل بشكل واضح عندما سجل هدفا في مرماهم في لقاء الذهاب من الموسم الحالي.

كراهية شديدة أم عداوة مبالغ فيها:

يتمتع الآرسنال بجماهيرية كبيرة لدى الجمهور السوداني ولا يبدو لتوتنهام أي جماهيرية فعشاقه قد يعدون على الأصابع ولكن الملاحظ أن هذه الكراهية الشديدة بين جمهور الناديين في انجلترا لم تنتقل إلى عشاق الفريقين في السودان خاصة فتوتنهام لا يشكل هاجسا بالنسبة لعشاق الجانارز مثلما يشكل مانشستر يونايتد و تشيلسي ولكن الأمر في انجلترا مختلف تماما فأربعة من كل خمسة من جمهور الآرسنال يفضلون الموت على تقبيل شعار توتنهام ولم يتوقف الأمر على هذا الحد فجمهور توتنهام اعتبر المتعاطفين من عشاق السبيرز مع مهاجم الآرسنال إدواردو سيلفا ابان إصابته الشهيرة في الموسم الماضي و الكسر المضاعف الذي أصابه في ساقه خونة وعليهم مراجعة انتمائهم لناديهم المحبب توتنهام!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى