أوباما وإرادة التغيير!

> عبدالرحمن خبارة:

> كثير من الكتاب والمفكرين العرب تناولوا «ظاهرة» الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية أوباما، وجميعهم يتفقون على أن ماحدث ويحدث في الولايات المتحدة الأمريكية هو بداية للتغيير الداخلي وفي السياسة الخارجية.

غير أن أكثرهم عمقاً ودراية ما كتبه أبو العز الحريري الذي قال إن ما يحدث في أمريكا «هو تفاعل داخلي كبير، وهو ثمرة لتفاعل أمريكي عالمياً، وهو عمق تاريخي عبر عنه أوباما وهو طموح الأقليات التي تزايدت أعدادها وتنوعاتها في المجتمع الأمريكي».

> ويضيف الكاتب:«عن طموح الأقليات التي أصبحت الأغلبية مع البيض من الطبقات الوسطى تحلم بالتغيير وتتمناه بدلاً من حكم أقلية بيضاء احتكارية كونت وسيطرت على الحزبين الرئيسيين وعلى مجلس النواب بفاعليته والمؤسسة العسكرية والاستخبارات واحتكار السلاح، وتحالفت مع الصهيونية ونهبت العالم كما نهبت المجتمع الأمريكي نفسه».

> ويتفق الكثير من المفكرين والمجتهدين العرب أن الحياة الأمريكية اتسمت بالديناميكية وتزايدت تأثيراتها الديمقراطية، الأمر الذي طرح قضية التغيير والتجديد والحداثة.

> وفي أميركا توالت أجيال من القادة انتقلت من العرق واللون إلى الكفاءة والتميز، وأثبت ذلك من خلال احتلال السود والملونين مراكز قيادية سواء في الجيش أو الأمن القومي أو الخارجية أو مجلس النواب أو الداخلية وغيرها.

> وجاء أوباما مع الأزمة المالية العالمية في ظروف تراجع إنتاج أميركا إلى %35 من الوفرة إلى استدانة غير مسبوقة تجاوزت العشرة ترليون بفوائد كما يقول الحريري تتجاوز 800 مليار سنويا وعجز الميزانية يصل إلى ترليون دولار سنويا.

> وقد أدى ذلك إلى تراجع أحوال الأغلبية وبالذات أقلية من السكان الملونين وغيرهم.

> وبسبب الديمقراطية الحقيقية التي تعيشها أميركا يأتي أوباما للسير في طريق التغيير ولفتح الأبواب المغلقة لتطهير أميركا من آثامها وأدرانها لتحقيق الحلم. فالديمقراطية هي الطريق الحق والسليم، وهي «ينبوع الحياة والإبداع والإلهام، وشفاء جراح الشعوب من الفقر والاستغلال والخطايا».

> ولاشك أن التأثير العالمي لما حدث في أميركا سيعكس نفسه فليس هناك مستقبل للنظم الشمولية والدكتاتورية، فعالم القرن الواحد والعشرين هو عالم الشعوب، فالاستئثار بالسلطة لجماعات وأفراد أمر غير مقبول في قرننا وعصرنا الراهن..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى