عندما يبكي الرجال!!

> «الأيام» عبدالكريم عبدالله غالب /الحوطة - لحج

> مرت علينا نحن العرب المسلمين سنوات قاسية ومازلنا نكتوي بنارها من مشاهد مؤلمة من قهر وإذلال وقتل واحتلال كأنه ليس لنا موقع في الخارطة البشرية والجغرافية معاً.

مادفعني لكتابة المقال هي تلك الدموع التي انهمرت دون استئذان من أصحابها الأقوياء الأشداء، الكثير منا يدرك بأن الدموع (البكاء) تنسب للنساء.. ولكن الأمر يختلف هنا أن الرجال هم من يجهشون بالبكاء .

من المعروف أن الرجل يستطيع أن يتحمل أقصى أنواع التعذيب وطلقات الرصاص وشظايا القنابل بتألم دون أن تذرف عيناه بالدموع، وهذه حقيقة يدركها كل قوي بإيمانه ودينه وعزيمته وحبه لوطنه.

ولكن هذه الأيام وللأسف الشديد اعتدنا رؤية هذه المناظر المخزية وأصبحت عادية ومألوفة لدينا عبر شاشات التلفاز عندما نرى رجالا من أشقائنا من مستغيث ومستنجد بنا وعيناه تذرفان بالدموع إن كان في فلسطين أو العراق أو لبنان أو في أي بلد مسلم كأنه لايخصنا الأمر.

ونحن إلى الآن لم ندرك حقيقة كل دمعة ماوراءها من قصص وقهر ومآس عاناها إخواننا وآباؤنا وما واجبنا تجاههم ... تعوذ رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو خير الخلق وأرحمهم من هذه المناظر، فقال:«أعوذ بالله من قهر الرجال».

إلا أن هؤلاء الرجال قد عانوا من أزمات نفسية وجسدية فوق مايتخيلها عقل البشر فترجمت هذه الأزمات إلى دموع منهمرة لتصل الرسالة إلينا عبر وسائل الإعلام.. فهل فعلاً ندرك حقيقة مايعانونه؟

أم أنها مجرد دموع عابرة تجف مع أول نسمة هواء ! دعني أعاتبك أخي القارئ وأعتب نفسي، تخيل أو افترض أن تكون أحد هؤلاء الرجال ماذا سيكون ردة فعلك تجاه الآخرين الذي بيدهم زمام الأمور ؟! والله لاهان عزيز.

والله لو نعرف أنفسنا وديننا حق المعرفة لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، فنحن بمقدورنا الكثير، لأننا نمتلك الكثير من الأسلحة الربانية التي وهبنا الله سبحانه وتعالى، ومن هذه الأسلحة وأفتكها هو سلاح الدعاء الصادق المستجاب والجهاد، ولكن مع الأسف أصبحنا غثاء كما أخبرنا حبيبنا المصطفى، على الرغم من كثرة عددنا بسبب بعدنا عن ديننا ووقوعنا في المعاصي وحبنا للدنيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى