وللفن أسراره .. هل الفن وسيلة للابتزاز ؟

> «الأيام» فاروق الجفري:

> قرأت في إحدى الصحف البريطانية أن شاباً في قرية من قرى جمهورية بنجلادش قضى عدة سنوات للدراسة في جامعة لندن في بريطانيا وبعدها عاد إلى القرية الصغيرة وناسها الطيبين إلا أنه لاحظ أن كل شيء في القرية لم يتغير.

فالناس وطريقة فهمهم وأحوالهم لم يتغير منها شيء حتى ذلك العجوز الرسام الذي يروي القصص والأحاديث لأهل القرية ويبتزهم لم يتغير ولم تتغير أحاديثه وأقاصيصه التي لايقبلها منطق ولايصدقها عقل، ولكن أهل القرية (الغلابة) مازالوا يصدقون كل مايقول بل ويرفضون حتى مجرد النقاش حوله.

وحدث أن دخل الشاب الذي وصل من بريطانيا مع العجوز الرسام في نقاش طويل حول الأكاذيب التي بها يضحك على الجميع من خلال الرسم فكان أن أتى العجوز الرسام بقطعة طبشور وطلب من الشاب أن يكتب كلمة (ثعبان) فكتب الشاب هذه الكلمة والعجوز رسم الثعبان ثم أشهد أهالي القرية وسالهم عن أيهما الثعبان فأشار الجميع إلى الرسم. وهكذا استطاع إقناعهم ببساطة أن ابن قريتهم الشاب المتعلم كاذب فازدادوا بالعجوز الرسام تعلقاً.

وعلى كثرة الذين يكتبون كلمة (الثعبان) في تلك القرية إلا أن من يرسمه مازال مسيطراً على الموقف ولايتوانى العجوز الرسام في تلفيق التهم لكل من تسلح بالعلم وعاد ليخدم وطنه. فخريجو المدارس والجامعات في القرية لابأس بعددهم، ولكن لم يحاولوا منذ تعلمهم الكتابة التصدي لأمثال ذلك العجوز الرسام، ولم يدخلوا مع الذين يقنعون بالرسم فقط معركة تحسم الموقف وتغيره وتكون الغلبة لهم لا للعجوز الرسام .

وبهذا سيبقى الخريجون القادرون على العطاء والإنتاج متقوقعين على أنفسهم لايطورون ولايتطورون وسيزداد بالطبع عدد أولئك الرسامين الدجالين وسيستمر أهل القرية في تصديق الخزعبلات والخرافات التي لاشك بأنها تفتح المجال للأيدي العابثة أن تجد المتنفس الجيد لتعبث على هواها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى